د. حمزة زوبع [email protected] لا أحد فوق النقد، ولا مسئول فوق المساءلة، ولا رئيس بعيد عن المراجعة. هذا ما فهمته مما حدث يوم السادس من اكتوبر 2012 حين وقف الرئيس محمد مرسى وسط الجماهير ليحدثهم عن قصة المائة يوم وما وراءها من أحداث وقصص وتعليقات وانتقادات، ويكشف لهم ويصارحهم بأنه "وحده يتحمل المسئولية كاملة عن كل شىء". الرئيس وحده يتحمل مسئولية ما لم يتحقق فى المائة يوم التى مضت، هذا أمر جديد على أسماعنا ولم نعهده من قبل. أليس كذلك؟ اللغة والعبارات والتحركات فوق المنصة والإشارات كلها تقول بأننا أمام رئيس واضح وشفاف ويريد إشراك الشعب فى كل شىء دون أن يكون ذلك منّة منه أو فضلا. نأتى بعد ذلك لبعض الانتقادات التى وجهت للخطاب وللرئيس، وبعضها كان موضوعياً والآخر لم يكن. الانتقادات الموضوعية تتمثل فى حديث الأرقام الذى استخدمه الرئيس والذى رأى بعض المتخصصين أن هذه الأرقام لا تعبر عن حقيقة وضع الاقتصاد المصرى، وهذا ما يجب أن يفهمه ويسمعه مستشارو الرئيس جيدا، وألا يكابروا؛ لأن معظم النار من مستصغر الشرر. وأنا لست مع من يضعون كافة الانتقادات والمنتقدين فى سلة واحدة، أنا أعتقد أن الثورة غيرت الكثير فينا وحولنا، وما زلت أؤمن بأن هناك شريحة كبيرة فى صفوف العمل السياسى لا تزال ترغب فى شراكة حقيقية وليست ورقية وهذه أحترم رأيها ونقدها، وأسعى وأنصح الرئيس ومن حوله بالسعى إليهم والاستماع لهم. أما الشريحة الأخرى من المنتقدين فهى شريحة تعيش حالة الإنكار state of Denialبمعنى أنها لا تزال غير مصدقة أن الرئيس مرسى فى كرسى الحكم، وتتوهم أن الرجل موجود فى القصر الرئاسى لفترة محدودة قد لا تكمل العام أو العامين، أى ترانزيت. هذه الشريحة لا تريد أن تعترف بأن شيئا تغير على أرض الواقع السياسى، ولا تريد أن تعترف بأن الرئيس بدأ فعلا فى ممارسة مهامه، ولا تريد أن تعترف بأن إنجازا ما يتحقق على الأرض، ولا تريد أن تعترف بأنها فى وضع محير وفى حالة ارتباك شديدة لأن هدفها الرئيس كان إسقاط الرئيس قبل انتخابه وبعد انتخابه. يمكننا أن نتحدث عن عشرات الملاحظات فى الخطاب، ولكن يبقى اعترافه وتحمله المسئولية، ونحن نطالبه بإصلاح ما عطب وتنفيذ ما تأخر.