"هتدفع يعني هتدفع" عبارة قديمة باتت تشكل كابوسًا ليس لدى المصريين وحدهم بل لدى الدول الممولة للانقلاب العسكري الذي قاده صاحب تلك العبارة، وأصبح الدفع في كل شيء من الميت قبل الحي، وبعدما كان يسأل المصريون ما الذي جرى في الواحات؟ أصبح السؤال كيف يوظف السفيه عبد الفتاح السيسي هذه الكارثة لصالحه؟ وكيف يحول دماء المقتولين إلى دولارات. وتمكنت مجموعة من المسلحين من نصب كمين محكم لقوات النخبة في وزارة الداخلية، وتجاهل سلطات الانقلاب ضحايا الحادث، وحتى الآن لم تعرف الجهة التي تقف وراء الهجوم، وقتل 56 من عناصر الشرطة خلال مواجهات الجمعة الماضية مع مسلحين مجهولين في طريق الواحات البحرية بمحافظة الجيزة.
السفيه السيسي كان أبرز الغائبين عما يجري، ولم يصدر أي بيان أو تعليق أو إدانة للحادثة، كما لم يسارع لعقد اجتماع مجلس الأمن القومي كما اعتاد أن يفعل مع كل عملية تستهدف قوات الجيش في سيناء، ولم يشارك كذلك في جنازة ضحايا الشرطة، وفضل المشاركة في احتفال بالذكرى ال 75 لمعركة العلمين التي دارت أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية عام 1942!
الدم يتحول دولارات
ويرى مراقبون أن السيسي مستفيد بالحادث الذي وقع في الواحات على كافة المستويات، فالسفيه السيسي قد أوعز في وقت سابق إلى وزير خارجيته، سامح شكري، أن يطالب رئيس “لجنة الخدمات العسكرية” بالكونجرس ”ماك فورنبري” بزيادة المساعدات العسكرية الأمريكية، التي تقدر بنحو 1.3 مليار دولار سنويا، من أجل مواجهة الإرهاب.
وتقدم واشنطن للعسكر منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد مع الاحتلال الصهيوني برعاية أمريكية عام 1979، نحو 2.1 مليار دولار سنوية، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية.
وانفجر مواطن مصري يعيش في الخارج غاضبًا على الهواء مباشرة، واصفًا السفيه السيسي بالإرهابي الأكبر ومتهماً إياه بأنه وراء الكوارث والمخطط لعمليات التفجير والقتل في مصر.
وقال " أحمد" ويعيش في هولندا ضمن مداخلة على قناة “مكملين” إن خطر السيسي لم يعد على مصر فحسب بل على العالم كله، وأصبح السيسي” يخبّط شمال ويمين ويتهم الناس بالإرهاب، بينما هو أكبر إرهابي”.
وتابع “هو من صنع الإرهاب المحتمل” واستدرك: "هو من انقلب على الشعب المصري كله وانقلب على الدين والإسلام والحرية والغذاء والدواء” وتابع قائلاً “عبد الفتاح السيسي مش حيشبع دم، فكل يوم يقتل الناس في الجوامع أو الكنائس وهم يصلون".
وأردف:” مصر فيها رجالة مش زي جيشك الخائن العميل اللي بينفّذ أوامرك وبيغتصب البنات بالدبابات”، وأضاف المتصل: ”عايزين يهدموا الهوية الإسلامية وحب الوطن عند الشباب وعايزينهم يهاجروا ويبعدوا عن الوطن بعد أن سرقوا الوطن وباعوا الأرض". "الإرهاب" قبل حقوق الإنسان!
من جانبها اعتبرت صحيفة "يو إس اي توداي" أن ترامب يجعل مكافحة الإرهاب أعلى أولوياته، حتى لو كان ذلك على حساب حقوق الإنسان في مصر.
وكتب خبير الشؤون الخارجية إيلان جورنو في صحيفة ذي هيل الأميركية،يقول: "نظام القاهرة لديه سمعة سيئة، باستهتاره بحقوق الأفراد، وحرية الكلام، وحكم القانون، وإذا كان ترامب ينظر لهذه القيم السياسية بشكل جدي فعليه المطالبة بها، بدلاً من أن يتغاضى عن الاستبداد المصري المستمر".
وأمام متاجرة السفيه السيسي بأرواح المصريين (مدنيين/ عسكريين) وفداحة حادث الواحات، دفع ذلك عدد من ضباط الشرطة إلى التعبير عن غضبهم وامتعاضهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومنهم الضابط أحمد أسامة.
وكتب "أسامة" تدوينة على موقع فيسبوك أبرز ما جاء فيها :"أنا كضابط هاستفيد إيه من كم الضغط المهول ده، وهل ما جرى عجز إمكانيات أم نقص في الخبرات أم حرب عصابات، أم أن الداخلية أضحت واجهة تتحمل الفشل، وكل ما يقتل واحد نقول قضاء وقدر، خدوا الكتافات والسلاح واشبعوا بيهم لو ده سيجعلني أعيش بني آدم زي خلق ربنا".