أكد خبراء في مجال الإعلام، أن الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية تندفع نحو تزييف وعي الجماهير، وإشغال الرأي العام بملفات هامشية؛ لصرف الشعب عن أحدث مهمة، كالقتل البطيء والممنهج بحق فضيلة المرشد السابق محمد مهدي عاكف، أو لتجنب توجيه الانتقادات للنظام على فشله والأزمة الاقتصادية الطاحنة. حول هذا المعنى تحديدًا، قال الصحفي قطب العربي، الأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة، إن مصر الآن "في معركة لتزييف الوعي وحرف المجتمع عن قيمه وعن قضاياه الرئيسيّة، فهذه هي البيئة التي تستطيع الأنظمة القمعية العمل فيها، وهي لا تستطيع الاستمرار في حال انتبه الشعب لحقوقه وقضاياه الحقيقية". وأضاف أن "إشغال الناس بقضايا هامشية أو مثيرة أمر معتاد من الأنظمة الديكتاتورية؛ من أجل التغطية على فشلها، وصرف الناس عن انتقادها أو التركيز على كشف قصورها". واعتبر رئيس المرصد العربي لحرية الإعلام، أن "الحكومات في مصر استخدمت هذا الأسلوب منذ الثالث والعشرين من يوليو 1952 وحتى الآن، وهو ما تفعله حكومات في دول أخرى". ورأى أن السلطة غالبا ما تنجح في خطتها، بعيدًا عن القضايا الجادة ولو لبعض الوقت؛ ولكن من المهم أيضا لفت الانتباه إلى أن هناك من يدرك هذه الخطط وينبه لها، داعيا الإعلام إلى عدم الانزلاق لهذه التفاهات، ويدرك أن مشاركته فيها تعني تحقيق هدف الأجهزة صاحبة هذه السياسات. مخطط للاستهداف من جانبه أشاد الصحفي جمال علام، عضو نادي الصحافة الأوروبي، بوجود خطة دائمة للنظام، تعمل على توجيه الجماهير ولفت انتباههم وإلهائهم عن القضايا الأساسية التي يعانون منها، أو عن إجرام النظام بحق المصريين. وضرب "علام" أمثلة على ذلك ب"حفلة الشواذ، وقضية تبادل الزوجات، وقضية ملحد يزني بأمه، وفيديو الشابة المغتصبة، والحفل الراقص بحرم مسجد البحيرة"، وجميعها قضايا استغلها إعلام النظام للفت أنظار الشعب عن أزماته". واتفق معه الناشط الصحفي أحمد حماد، وقال عبر صفحته على "فيسبوك": "بأسبوع واحد طلعوا علينا بحفلة شواذ التجمّع، وقضية تبادل الزوجات بشبرا، وموضوع ملحد يزني بأمه، وفيديو واحدة تحكي قصة اغتصابها"، مؤكدا أن جميعها مرتبة لإلهاء المصريين. وأشار حماد إلى أن طريقة توجيه الجماهير في الأجهزة الأمنية، تبدأ بإرسال قائمة بجميع المحاضر المسجلة بكل الأقسام إلى المخابرات، ويتم إرسال بعض هذه القضايا للقنوات والمواقع الصحفية وصفحات اللجان الإلكترونية، ومنها ما يتم تأجيله لوقت آخر حسب الأوضاع، مثل قضية اغتصاب الفتاة الذي حدث منذ شهر وتم نشر الفيديو الآن.
