500 مليار دولار دفعتها المملكة العربية السعودية للولايات المتحدةالأمريكية، في مارس الماضي، لم تشفع للأمريكان في ملاحقة الرياض، عبر قانون "جيستا"، بعد 16 عاما من أحداث 11 سبتمبر. فبحسب الشبكة الأمريكية "فوكس نيوز"، فإن "هناك دلائل جديدة ظهرت تزيد من احتمالية وجود دور للمملكة العربية السعودية في تمويل وتدريب هجمات 11 سبتمبر عام 2001". والدليل الجديد- كما قالت "الشبكة الأمريكية"- يكشف أن السفارة السعودية بواشنطن مولت تدريبًا على الاختطاف، نفذه موظفان سعوديان. المؤامرة ولا تزال وسائل الإعلام الأمريكية تطالعنا في كل ذكرى لأحداث 11 سبتمبر الإرهابية، بمزاعم جديدة، ربما تحاول بها أذراع الإدارة الأمريكية الإعلامية نفي ودرء الاتهامات والشبهات التي تحوم حول واشنطن بضلوعها في التخطيط والتنفيذ للمؤامرة، كما فنّدت لهذه النظرية أجهزة الاستخبارات الروسية وغيرها، التي لو صحت لانقلبت الأحوال كلها رأسًا على عقب. ونشرت صحيفة "نيويورك بوست" مزاعم جديدة ضد المملكة تثبت تورطها في أحداث 11 سبتمبر. إلا أنه على الرغم من هذه الاتهامات الجزافية المرسلة دون أدلة ثبوتية قاطعة، يرى محللون أمريكيون أنه لو كان ربعها صحيحًا لما وقفت واشنطن موقف المتفرج طيلة 16 عامًا، ولأدانت المملكة في المحافل الدولية، وفرضت عليها عقوبات اقتصادية وسياسية، وهذا ما لم ولن يحدث؛ ليقين الإدارة الأمريكية ببراءة السعودية من هذه الاتهامات الكاذبة، براءة الذئب من دم ابن يعقوب. تغريم إيران وبعد مرور أكثر من 16 عاما على الأحداث التي هزت العالم، عادت أصابع الاتهام بالأدلة لتشير بوضوح إلى دور خفي لعبته طهران في تلك الهجمات، عبر شكل من أشكال الدعم الذي قدمته للقاعدة، حتى إن محللين أكدوا مركزية الدور الذي لعبته إيران وتنظيم حزب الله الإرهابي، لدرجة أن ذاك الهجوم الدامي لم يكن ليقع لولا دور إيران وحزب الله، بداية من الدعم اللوجستي والميداني الذي قدمته لتنظيم القاعدة الإرهابي ومليشيات حزب الله، والهجوم الانتحاري على السفارة الأمريكية في نيروبي، وصولا إلى 11 سبتمبر 2001. في ذلك الإطار، وبعد فضح دورها المستمر في دعم الكيانات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، بدأت بعض الأدلة تشير إلى تورط قطري في أحداث سبتمبر الدامية، حيث أشارت روس ليتينن، رئيس اللجنة الفرعية للشئون الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالكونجرس الأمريكي، إلى تورط مسئول قطري رفيع المستوى في تقديم الدعم لخالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، وذلك خلال جلسة استماع داخل الكونجرس الأمريكي لتقييم العلاقات الأمريكية مع قطر. غزو العراق وتعددت الروايات حول هذا الحادث، ما بين أن تنظيم القاعدة و"أسامة بن لادن"، وراء هذا الحادث عن طريق خطف الطائرتين، وبين أن هذا الحادث مدبر من أجل التخلص من البرجين عن طريق المتفجرات، ولكن في النهاية أسفر الحادث عن مقتل أكثر من 3000 شخص من جنسيات مختلفة، إلا أن مزاعم نظرية تورط أمريكا في التخطيط والتنفيذ لهذه الهجمات الإرهابية؛ لإيجاد ذريعة تشن بها حربًا ضروسًا على ما وصفته ب"الإرهاب" والتنظيمات المتطرفة والحكومات الشيوعية وغزو العراق وابتزاز العالم تمامًا، كالحملات الصليبية التي كانت تشنها الكنائس الأوروبية على بلاد المشرق العربي؛ بذرائع دينية وعقائدية واهية كاذبة. ربما يعد أقوى هذه القرائن في الاتهامات الموجهة لواشنطن هي شهادة سوزان لينداور، ضابطة اتصال لوكالة استخبارات المركزية الأمريكية ال"CIA"، منذ منتصف التسعينات حتى الغزو الأمريكي في العام 2003، والتي تحدثت في لقاء إعلامي مطول أجرته معها شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية، في 22 نوفمبر 2015، شرحت فيه ادعاءاتها التي نشرتها في كتابها بعنوان "Extreme Prejudice" أو الإجراء الأقصى، موضحة كيف أنها انقلبت على الوكالة الاستخباراتية الأكثر نفوذا في العالم، ولم تستسلم لرشوة المليون دولار التي عُرضت عليها مقابل سكوتها.