عقدت جمعية محبى الفنون الجميلة مائدة مستديرة بالمجلس الأعلى للثقافة برئاسة الدكتور أحمد نوار، لمناقشة مشروع مسرح "الجرن" للتنمية الثقافية فى الريف المصرى. فى البداية، أكد د. صابر عرب -وزير الثقافة- أهمية الدور الذى لعبه مسرح الجرن خلال السنوات الأربع الماضية وضرورة إعطائه دفعات قوية للاستمرار والتطور بعيدا عن المعوقات التى تؤدى إلى عدم قيامه بدوره، معلنا أنه سيستجيب بسرعة لما يسفر عن هذه المائدة المستديرة من توصيات لتنمية مشروع مسرح الجرن للتنمية الثقافية فى الريف المصرى. وأضاف عرب أن الهيئة العامة لقصور الثقافة ووزارة الثقافة -وهو شخصيا كوزير للثقافة- سيدعم المشروع بكل إمكانات الوزارة بعيدا عن البيروقراطية أو الإجراءات الروتينية. وتبنى وزير الثقافة توسيع دائرة التعاون مع وزارتى التربية والتعليم والشباب، ووعد بتفعيل بروتوكول التعاون المبرم مع وزارة التربية والتعليم، كما وعد بتوقيع بروتوكول آخر مع وزارة الشباب لمزيد من قوة الدفع والاستفادة من الإمكانات الكبيرة لدى وزارة الشباب. وأوضح أنه يأمل فى أن تكون قصور الثقافة أبنية للتفاعل مع المجتمع أكثر من كونها صروحا ضخمة فاخرة تتكلف ملايين الجنيهات، مؤكدا أن المهم هو المضمون والعائد الثقافى أكثر من الشكل الخارجى، فالناتج الثقافى والمعرفى لا يمكن حسابه رياضيا ولا يمكن أن يكون هناك مستقبل لهذا الوطن فى غيبة المشروع الثقافى والفنى. وقال: إننا بادرنا بعمل ملف أرسلناه إلى الجهاز القومى لتنمية سيناء، الذى وفرت له الدولة مليار جنيه فى العشر شهور المقبلة، وأن يكون المشروع الثقافى والفنى جزءا من برنامج التنمية، مشيرا إلى أنه سيتوجه لزيارة شمال ووسط سيناء خلال الشهر المقبل حتى يلتقى برئيس الجهاز القومى لتنمية سيناء لتكون الثقافة والمسرح والكتاب والمكتبة والنشاط جزءا من البرنامج التنموى لسيناء. وأوضح أحمد نوار -الرئيس الأسبق لهيئة قصور الثقافة- أن مشروعات فنية كثيرة أثبتت نجاحها فى فترة من الفترات ولكنها توقفت مع تولى قيادات أخرى لرئاسة المواقع الثقافية، منتقدا توقف المشروعات التى قام بتأسيسها خلال فترة توليه رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية مثل المهرجانات الدولية، والمؤتمرات العلمية والفنية مثل المؤتمر العام الأول للفنون التشكيلية، والمؤتمر القومى للمسرح، ومشروع الحفاظ على توثيق ذاكرة نصر أكتوبر، ومهرجان إفريقيا للإبداع الفنى والمهرجان القومى للحرف التقليدية. وقال الكاتب أبو العلا السلامونى: إن جناحى التنمية هما التعليم والثقافة، ومن هنا تنبع أهمية مسرح "الجرن"، مؤكدا أهمية القيمة الثقافية فى الريف المصرى وأهمية التزاوج بين التثقيف والتعليم. وطالب السلامونى بضرورة التواصل بين الفن والتعليم، مشيرا إلى صدور قرار عام 2006 بتأسيس هيئة عليا للمسرح تضم 17 عضوا وبعض الشخصيات العامة وكبار المثقفين وعضو نقابة المعلمين بموجب بروتوكول كان هو الأول من نوعه فى هذا المجال فى عهد الدكتور أحمد نوار، حينما كان رئيسا لهيئة قصور الثقافة ثم توقف المشروع فجأة دون مبررات أو أسباب. وأشار الفنان والناقد عز الدين نجيب إلى أن مسرح "الجرن" مشروع يمهد الطريق نحو حالة من التفاعل المجتمعى والممارسة الديمقراطية للثقافة بداية من الأجيال الناشئة حتى تنمو على أساسها وتترسخ بداخلها قيم الثقافة والديمقراطية والمشاركة، إلى جانب تنمية ملكات الإبداع والتعبير واكتشاف المواهب المتفردة. وشدد نجيب على ضرورة أن يكون هذا مشروعا قوميا، أى مشروع تتبناه الدولة وليس إدارة صغيرة على هامش إحدى الهيئات؛ لأن تحقيقه يتطلب مشاركة بين عدة وزارات، مثل الثقافة والتعليم والشباب والإعلام، ومن ثم يتطلب أن يدعم بقرارات وإجراءات هيكلية ملزمة لهذه الوزارات، وأن تخصص له ميزانية ثابتة توضع فى موازنة الدولة، وأن تشكل من أجله تنظيمات هيكلية مستديمة فى التخطيط والإدارة واللوائح والبرامج، حيث لا تتغير بتغير المسئولين. وفى ختام الندوة توجه الحضور بخطاب إلى وزير الثقافة، طالبوا فيه بأن يستمر هذا المشروع تحت رعاية وزير الثقافة شخصيا بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم؛ لأن توقف هذا المشروع جريمة، كما يجب أن يتم تفعيل المشروع فى مدارس الإعدادية فى مصر خلال العامين المقبلين.