رأت مجلة دير شبيجل الألمانية أن الوضع في أفغانستان متدهور ولا يتفق مع تأكيدات الحكومات الغربية بأن أفغانستان باتت على المسار الصحيح الذى يسمح بانسحاب القوات الدولية منها بحلول عام 2014 كما هو مخطط له. وقالت المجلة الأسبوعية- فى تعليق نشرته على نسختها الإلكترونية- إن تقريرا سريا لجهاز المخابرات الخارجية الألمانى يرسم صورة مغايرة للصورة التى دائما ما ترسمها الحكومات الغربية لحفظ ماء الوجه بعد حرب تجاوزت عقدا من الزمان ضد الإرهاب بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر وأضافت "أن الرئيس الأفغانى حامد كرزاى يحب أن يخرج بتصريح من فينة إلى أخرى يقول فيه ما يحب الغرب أن يسمعه" سنحارب الفساد بعزم كبير.... وسوف نناضل من أجل الحكم الجيد".. مشيرة إلى أن هذه التصريحات يستحسن الغرب سماعها ويشعر بالرضا، ولما لا وهى تتفق مع الصورة الزاهية المتفائلة التى يحب المسئولون فى الغرب أن يراها شعوبهم. واستدلت المجلة الألمانية على هذا الطرح بوزير الخارجية الألمانى جيدو فسترفيله الذى بات يجيد هذه اللعبة بتأكيده على انسحاب القوات الألمانية من أفغانستان بحلول نهاية عام 2014، وبإشارته إلى ضرورة دمج مقاتلى طالبان السابقين فى المجتمع الأفغانى. وأردفت المجلة تقول إن الأمر واضح للقاصى والدانى، وهو أن حكومة الرئيس الأفغانى حامد كرزاى غارقة فى الفساد حتى النخاع، وجل همها هو الاحتفاظ بالسلطة. مشيرة إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى الإبقاء على المزيد من القوات الأجنبية فى أفغانستان بعد عام 2014م من أجل إحداث نوع من الاستقرار، وما يؤكد ذلك هو عدم وجود أى مؤشرات على أن مقاتلى طالبان سوف يساهمون فى جهود السلام. وقالت المجلة إن كل هذا بات واضحا فى تحليل عميق للوضع فى أفغانستان أعده جهاز المخابرات الخارجية الألمانى فى 21 صفحة بعنوان "تنبؤ.. أفغانستان بعد عام 2014م" الذى يتضمن حقائق تختلف مع التصريحات التى يخرج بها المسئولون على العامة. وأوضحت المجلة الألمانية أن التقرير الاستخباراتى الألمانى أشار إلى فساد إدارة الرئيس الأفغانى حامد كرزاى حيث ذكر إن "الفساد والنفوذ الذى يمارسه الأفراد ومحاباة الأقارب سيستمر" بل وقال: إن نشاط كرزاى كله ينصب على "التمسك بالسلطة وإبقاء الوضع على ما هو عليه" بدلا من القيام بإصلاحات والمعركة التى تعهد بأن يخوضا ضد الفساد المستشرى. وأشار التقرير إلى أن كرزاى قد يفضل تقديم تنازلات إلى المتمردين بدلا من الدفع باتجاه القيام بإصلاحات. وذكر التقرير أن ضمانات كرزاى للغرب لا تتجاوز مجرد إعلانات عن النوايا وأنه يسعى إلى ترسيخ شقيقه الأكبر عبد القيم مرشحا للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها فى عام 2014، وذلك كله بهدف تأمين مصالح عائلته واستمرار الاحتفاظ بالسلطة. وقالت المجلة إن الحكومة الألمانية بقيادة المستشارة إنجيلا ميركل على علم ودراية تامة بكل هذا غير أنها ما زالت تفضل التشبس بالأوهام والخيالات التى تقول إن الوضع سيتحسن مع استمرار كرزاى، لتصور أنه إذا تخلى الحلفاء الغربيون عن الرجل الذى اعتمدوا عليه فى أفغانستان لسنوات فإن ذلك سيكون بمثابة اعتراف نهائى بفشلهم فى هذه الدولة.