أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الثلاثاء 15 أغسطس 2017م، مذكرة توقيف بحق الليبي محمود الورفلي، أحد القادة التابعين لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لضلوعه في عمليات إعدام جماعية في مدينة بنغازي شرقي ليبيا. وجاء في المذكرة أن المدعي العام طلب، في الأول من الشهر الجاري، إصدار مذكرة توقيف للورفلي؛ بسبب مسئوليته الجنائية المفترضة عن جرائم حرب ارتكبها عامي 2016 و2017 في بنغازي والمناطق المحيطة بها. وقالت المذكرة التي نشرت "الجزيرة" صورة منها، إن الورفلي يبدو أنه مسئول بشكل مباشر عن مقتل نحو 33 شخصا. واستندت المحكمة في قرارها بشكل أساسي إلى تحليل مقابلات ولقطات مصورة تظهر ضلوع الورفلي وهو يقتل أشخاصا أو يأمر أتباعه بقتلهم. الورفلي، قائد ما تسمّى ب"قوات الصاعقة"، بصفوف عصابات الجنرال خليفة حفتر، والتي تعدّ بمثابة جهاز "العمليات الخاصة" وتنشط بمدينة بنغازي. جرائم موثقة وانتشرت مقاطع مصوّرة للورفلي توثق جرائمه وهو ينفذ إعدامات مباشرة بحق أسرى من القوات المناوئة ل"حفتر"، والتي يبدو أنها صوّرت بأوامره، إذ يظهر فيها متحدثاً للكاميرا. في المقابل، ادعت قيادة قوات حفتر إصدارها أمرا بإقالته في السابع عشر من مايو الماضي، لكن آمر القوات الخاصة، العميد ونيس بوخمادة، رفض تطبيق القرار بحق أبرز قادة قواته. وتنمّ الوحشيّة التي تعكسها تلك المقاطع المسرّبة، واستسهال قتل الخصوم العسكريين والسياسيين والمدنيين، والتنكيل بهم، ووصفهم ب"الخوارج"، عن العقليّة المركّبة لذلك القيادي، والذي يلقّب ب"قائد الإعدامات" داخل قوّات حفتر، ويخوض معاركه الخاصّة تحت رايتها، بعقيدة تشرعن الفتك بكلّ الخصوم، تحت مسوّغات وتأويلات دينية تلوي عنق النصوص لتوافق هواه وانحرافاته. تخرّج الورفلي من إحدى الكليات العسكرية في ليبيا، وهو حاصل على رتبة نقيب منذ عام 2009. برز بوصفه أحد مقاتلي "قوات الصاعقة" ضد مقاتلي "مجلس شورى بنغازي"، منذ مطلع عام 2015، بعد أن تصدّى لعملية اقتحام قوات مجلس الشورى لمقر الكتيبة 319 التي ينتسب إليها، والتابعة لقوات "الصاعقة". كيف انتسب للمدخلية؟ وانتسب "الورفلي" للتيار المدخلي السلفي منذ منتصف العقد الماضي، واتصل بقياداته في ليبيا، وفي ديسمبر 2015، أوكلت للورفلي أولى المهمات القيادية من قبل آمر القوات الخاصة، ونيس بوخمادة، إذ كلّف بتولي دوريات "الصاعقة" لتأمين المناطق الداخلية في بنغازي. وبررت القوات الخاصة أعمال الورفلي الانتقامية ضد خصومه بأنها ردات فعل مشروعة، إذ علّق القيادي الميداني بقوات "الصاعقة"، وليد العقوري، على فيديو ظهر فيه الورفلي وهو يعدم بالرصاص ثلاثة شبان في حي سكني، قائلاً: "نعم الفيديو صحيح وليس مفبركاً، ومن ظهر به هو النقيب محمود الورفلي"، مضيفاً أن "الواقعة حدثت في بنغازي قبل يومين مباشرة عقب تحرير منطقة العمارات 12 من قبل الجيش، ومن قتل هم ثلاثة من تنظيم أنصار الشريعة"، موضحا أن الإعدام "جاء انتقاما لمقتل 2 من مرافقيه قتلوا في محاولة اغتيال تعرض لها في بنغازي".