كثيرة هي تلك المواقف الإنسانية النبيلة والرائعة التى شاهدها الناس وعلموا بها عن الرئيس الإنسان الدكتور محمد مرسي، منها حكايته مع عم محمود، صاحب عربة الفول، والاجتماع بأيتام المحافظات المختلفة. بشاعة الانقلاب وإجرام العسكر، والعويل الذي بات يملأ أركان البلاد، نعيد التذكير بهذه المواقف؛ حتى يدرك الناس الفوارق الكبرى بين رئيس منتخب وسفاح منقلب، أهدر الكرامة الإنسانية، وأطاح بمكتسبات ثورة الشعب التي خرجت تطالب بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية. كما نعيد التذكير بهذه المواقف بعد أن عايش الناس رئيس الانقلاب 4 سنوات، عرفوا فيها الفرق بين الحق والباطل، والرئيس والسفاح الذي خرج من ماخور عسكر كامب ديفيد، يسحق الفقراء سحقا بلا رحمة ولا إنسانية. حكاية عم محمود الحكاية يرويها عم محمود بنفسه، والذي كان يبلغ من العمر وقتها في عام 2012م، 65 سنة. يقول عم محمود: "قبل الانتخابات الرئاسية بكثير، ومنذ أن سكن الدكتور محمد مرسي بالقاهرة الجديدة، وأنا أراه يوميا وهو ذاهب لصلاة الفجر، بحكم عملى الذي يبدأ مبكرا منذ الفجر، متوكلا على الله أن يرزقني برزق أولادي الثلاثة، وبحكم وقوفي قرب المسجد القريب من سكن الدكتور مرسي. ويضيف عم محمود: "كان الدكتور مرسي يشتري مني الفول بنفسه، وهو راجع من صلاة الفجر، إلى أن جاءت فترة ولم أره لفترة طويلة، علمت بعدها أنه ترشح للرئاسة". ويكمل صاحب عربة الفول: "مرت الأيام، وعلمت أنه أصبح رئيسا، وبعد أن فاز بالرئاسة، قررت عدم الوقوف في ذلك المكان مرة أخرى، وذهبت إلى مكان آخر يبتعد عن منزل الرئيس". ويشدد عم محمود "يعلم الله أن معظم من تعودوا على الشراء منى فى ذلك المكان لم أرهم مرة أخرى"، في إشارة إلى تراجع رزقه وانخفاض دخله؛ بسبب ابتعاده عن مكانه الأصلي الذي تعود الناس عليه. فماذا حدث بعد ذلك؟ يروي صاحب عربة الفول: "مضت الأيام على هذا النحو، إلى أن جاء يوم ووجدت شخصا يلبس جلبابا أبيض، ويتجه نحوي، وكان ذلك قبل صلاة الفجر، ويقف أمامي يتساءل في هدوء وحنان: "بقى كده يا عم محمود.. تمشينى المشوار ده كله؟" فأصيب عم محمود بالمفاجأة التي أصابته بالذهول، فلم يستطع ردا؛ لأنه كان الرئيس مرسي بنفسه بدون حراسة ولا أي حد. يضيف عم محمود: "قال الرئيس: بص.. أنا رايح أصلي الفجر وهبعتلك 2 يساعدوك في نقل العربية للمكان اللي كنت واقف فيه.. وإياك تسيبه تاني.. يرضيك الناس اللي بتصلى معايا تقوللي مش لاقيين فول؟ ثم ابتسم ومضى إلى صلاته". ويتابع صاحب عربة الفول: "فعلا.. حدث ما قاله الرئيس، وجاءني شخصان ساعداني في نقل العربة إلى المكان الأول، ومن يومها وأنا أدعو الله أن يوفق الرئيس مرسي وينصره بحق ما فعله معي". زيارة البرازيل من أجل الفقراء وفي مايو 2013، قام الرئيس محمد مرسي بزيارة رسمية استغرقت يومين إلى العاصمة البرازيلية. والتقى رئيسة البرازيل ديلما روسيف؛ لبحث العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات. واهتمت وسائل الإعلام البرازيلية بزيارة مرسي، مشيرة إلى أن الرئيس كثف اهتمامه للتعرف على تجربة البرازيل في مكافحة الفقر. وذكرت الإذاعة البرازيلية، في تقرير لها، أن الرئيس مرسي يهتم أساسا بالتعرف على البرامج التي ساعدت على التقليل من الفقر والجوع في البرازيل، بالإضافة إلى التعرف على المشروعات التي يمكن أن توفر فرص عمل وتزيد الدخل. ونقلت الإذاعة البرازيلية عن السفير باولو كورديرو، سكرتير عام وزارة الخارجية البرازيلية، قوله: "الرئيس مرسي جاء إلى البرازيل لأنه مهتم أساسا بالبرامج الاجتماعية الجديدة التي يمكن أن تساعد على تحسين نوعية الحياة فى مصر". وأشار السفير كورديرو إلى أن الرئيس مرسي كان قد تحدث بهذا الشأن مع الرئيسة البرازيلية دايلما روسيف، خلال لقائهما في نيويورك العام الماضي. وجاء فى تقرير الإذاعة البرازيلية أن الرئيس مرسي يهتم بمعرفة الإجراءات التي تم اتخاذها، في برازيليا، لمكافحة الجوع والفقر. وتكريم الأيتام بالقصر الرئاسي ومن المواقف التي تعكس دعم الرئيس مرسي للفقراء، أنه شرع بدءًا من شهر أبريل 2013، في تنظيم حفل شهري للأيتام بأحد قصور الرئاسة، وتكريم الأيتام المتفوقين على أن يتم تدوير اللقاء على المحافظات المختلفة. وبعد انقلاب 30 يونيو 2013م، توقف هذا اللقاء وتلاشى العطف على الأيتام، وشرع رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي في غلق الجمعيات التي تحتضن هؤلاء، متباهيا بعمله الإجرامي هذا، ومتجاهلا تحذير الله تعالى "وأما اليتم فلا تقهر".