كشف تقرير صحفي كيف وصلت حالة القمع في مصر بعد اعتقال عشرات الآلاف في سجون الانقلاب، حتى إن أجهزة أمن الانقلاب أصبحت تعتقل الشباب في ليلة زفافهم، وتقوم بسرقة فرحتهم في هذه الليلة التي يحلم بها أي شاب في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، ليتحول الحلم إلى كابوس. وكشف التقرير المنشور على موقع "ساسا بوست" اليوم الاثنين، أن من بين تلك الحالات، شاب يدعى "سيد" الذي تمكن - بعد معاناة طويلة - من تجهيز نفسه للزواج، حتى جاء يوم الزفاف، ودعا أقاربه وأصدقاءه وأحبابه إلى قاعة الحفل؛ ليشاركوه فرحته بالزفاف، وذهبت عروسه لتتزين استعدادًا لزفاف المساء، وانتظرت العروس عريسها طويلًاً ليأخذها، وبدلًا عن أن يأتيها زوجها، جاءها خبر اعتقاله هو وشقيقه؛ لأسباب سياسية.
وأشار التقرير لحالة أخرى لشاب يدعى بدر الجمل، الذي ذهب لأخذ عروسه من الكوافير، وذهبا معًا إلى الأستديو، وبعد ذلك وصلا إلى قاعة الفرح، وبعد انتهاء حفل زفافه، توجه لبيته الجديد، سيارة شرطة ومعها حراسة مشددة، وميكروباص، وقطعا الطريق على سيارة العروسين، ليحتجزوا العريس بعد اعتقاله من سيارة زفافه، دون رحمة.
ولم يفكر العروسان على الإطلاق، في إمكانية اختطاف قوات الأمن لبدر يوم زفافه، بحسب زوجته، التي قالت: "شعرت بالقهر والظلم، وشعرت بأني سرقت مني فرحتي وحياتي في لحظة، تعبت بشدة ودخلت في غيبوبة لثلاثة أيام من أثر الصدمة». متسائلة «إزاى يجيلهم الجرأة إنهم يخطفوا عريس يوم فرحه من جنب عروسته؟!".
وشغلت قصة بدر التي وقعت في نوفمبر 2015، مواقع التواصل الاجتماعي، واحتل هاشتاج #خطفوا_العريس، في الإشارة لبدر، صدارة الوسوم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في مصر، الأمر الذي دفع مديرية أمن الاسكندرية للرد، ونفي اعتقالهم لبدر، مؤكدة «الإخوان يروجون لتلك الشائعة"!.
وتناول التقرير قصة الشاب محمود العليمي، الذي أنهى حفل زفافه ووصل مع زوجته بالفعل إلى منزله، ولكن ما لبث أن سمع طرقًا صاخبًا على باب منزله بعد دخول العروسين إلى المنزل بفترة وجيزة.
وعندما فتح باب المنزل أوقعوه على ظهره، وغموا عينيه وربطوا يديه، بحسب زوجة محمود التي حكت تفاصيل اعتقال قوات الأمن لزوجه، ولفتت إلى تكسير قوات الأمن لمحتويات الشقة، وسرقة "اللاب توب" والهواتف المحمولة وعدد من الأجهزة الكهربائية بالشقة، ونشرت مقطع فيديو يظهر الآثار الناتجة لاقتحام قوات الأمن للشقة.
وحاولت العروس التحدث لأفراد الأمن، ولكنهم أسكتوها وهددوها ب"السلاح" كما تحكي، قبل أن يقتادوا زوجها إلى مكان «غير معلوم»، بحسب ما أفادت العروس في تصريحات إعلامية أدلت بها يوم 14 سبتمبر 2016، وهو اليوم التالي لاعتقال زوجها.
وفي يوم 23 يناير الماضي، وبينما كان الشاب السيناوي ابراهيم أسعد (23 سنة) يتجول في سوق مدينة بئر العبد شمالي سيناء لشراء بعض مستلزمات الزفاف عشية حفل الزفاف، اعتقلته قوات الأمن المصرية، قبل ساعات من زفافه، واحتجزته بقسم شرطة بئر العبد.