نصّت المواثيق والإعلانات العالمية على مبدأ استقلال القضاء كدعامة أساسية لتحقيق العدالة وحماية حقوق الإنسان، وديباجة ميثاق الأممالمتحدة تؤكد تصميم شعوب العالم على بيان الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة، ومنها «الحق في نظام قضائي نزيه ومستقل»، إلا أن صحفا ومواقع دولية وحقوقيين أكدوا أن "الإفراج عن آية حجازي مدعاة للفرح والابتهاج، لكن الطريقة التي تمت بها لا تدعم استقلال القضاء." هذا ما أكدته صحيفة "فايناشيال تايمز" البريطانية، في سياق تعليقها على عودة الناشطة المصرية آية حجازي التي تحمل الجنسية الأمريكية، والتي احتجزت في مصر لقرابة 3 سنوات، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد تبرئتها من جانب محكمة مصرية في قضية "جمعية بلادي". وقال الحقوقي محمد زارع، مدير مكتب القاهرة لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان: "في الأصل أن نكون سعداء حينما يتم تبرئة شخص متهم، لكن ترامب لن يتدخل في كل قضية." وتابع زارع "هناك أشخاص آخرون رهن الحبس الاحتياطي الذي يسبق المحاكمة، ومعتقلون خلال محاكمات طويلة الأمد." انبطاح السفيه السيسي وذكرت الصحيفة أن عودة الناشطة المصرية آية حجازي، تعكس انبطاح جنرالات الانقلاب لأوامر واشنطن. وقالت الصحيفة- في سياق تقريرٍ على نسختها الإلكترونية- إن حجازي، التي تعمل في إحدى المنظمات الخيرية، عادت إلى الولاياتالمتحدة على متن طائرة عسكرية، وفقا لما ورد في بيان صادر عن البيت الأبيض. وذكرت الصحيفة أن عودة حجازي تأتي في أعقاب القرار الذي اتخذته محكمة مصرية، الأحد الماضي، بتبرئة 8 متهمين، من بينهم حجازي، في قضية "جمعية بلادي"، من تهم الاتجار بالبشر، واختطاف أطفال، وهتك أعراضهم، واستغلالهم جنسيا، وإجبارهم على الاشتراك في تظاهرات ذات طابع سياسي. حجازي مقابل الصمت وأوضح التقرير أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان لها الدور الأكبر في إطلاق سراح حجازي من سجون الانقلاب، بعد المفاوضات التي جمعت ترامب مع السفيه السيسي، خلال زيارة الأخير له في البيت الأبيض، بداية الشهر الجاري، في الوقت الذي تعهد فيه مسئولون أمريكيون بعدم توجيه أية إدانة علنية لسجل مصر في مجال حقوق الإنسان. وذكرت تقارير إخبارية- نقلا عن مسئولين في البيت الأبيض- أن ترامب طالب سرا السفيه السيسي بتنفيذ الأوامر، ومنها إطلاق سراح الناشطة حجازي. وأشار التقرير إلى أن حجازي عادت إلى أمريكا على متن طائرة عسكرية أمريكية برفقة أسرتها، بعد أيام من صدور حكم المحكمة بتبرئتها من التهم التي أدينت بها في السابق. وسلط التقرير الضوء على حالة الدفء التي سادت مباحثات السفيه السيسي وترامب في البيت الأبيض، قائلة إن هذا يمثل تحولا في سياسة واشنطن عما كانت عليه خلال حكم الرئيس السابق باراك أوباما، حيث كان الفتور حينها هو السمة السائدة في العلاقات مع جنرالات الانقلاب؛ بسبب سجل مصر الحقوقي. واستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب آية حجازي في البيت الأبيض بعد عودتها، أمس، للولايات المتحدةالأمريكية على متن طائرة عسكرية نقلتها وأسرتها من مصر. وقال ترامب: "نحن سعداء جدا لعودة آية حجازي إلى وطنها، ومن عظيم الشرف أن نستقبلها في المكتب البيضاوي مع شقيقها، وشكرا جزيلا". وحضر اجتماع ترامب وحجازي في البيت الأبيض كل من شقيقها باسل، وابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا، وصهره جاريد كوشنر، ودينا باول نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض للشئون الاستراتيجية. 3 سنوات من الظلم وكان المتهمون، ومن بينهم الناشطة آية حجازي، قد أُلقي القبض عليهم في مايو من العام 2014، وظلوا محبوسين في سجون الانقلاب على ذمة المحاكمة لنحو ثلاث سنوات. وزعمت النيابة في التحقيقات أن المتهمين قاموا بتكوين "عصابة منظمة لاستقطاب أطفال الشوارع والهاربين من سوء معاملة ذويهم، واحتجازهم داخل مقر كيان مخالف للقانون"، لكن محامي حجازي أكد أن هذه الاتهامات غير حقيقية. وكانت الإدارة الأمريكية السابقة قد طالبت سلطات الانقلاب بالإفراج عن حجازي، وصدر بيان عن البيت الأبيض، في سبتمبر 2016، طالب بإسقاط جميع التهم المنسوبة إليها وإطلاق سراحها. لكن وزارة خارجية الانقلاب استنكرت حينها "إصرار بعض الدوائر الرسمية الأمريكية على الاستهانة بمبدأ سيادة القانون والتعامل معه بانتقائية"، إلا أن سلطات الانقلاب في النهاية طبقت مبدأ الفنان عبدالفتاح القصري الشهير بحنفي، وهو يقول "المرة دي تنزل"!.