أكد سامح أبوعرايس، الخبير الاقتصادي، أن بيان البنك المركزي- الذي أعلن فيه عن وجود فائض في ميزان المدفوعات يصل إلى 7 مليارات دولار- وهمٌ وتضليلٌ. وقال "أبوعرايس"، الذي كان أحد الداعمين لانقلاب 3 يوليو ثم أعلن عن ندمه، في تدوينة على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "البنك المركزي أصدر بيانا أن مصر حققت فائضا في ميزان المدفوعات حوالي 7 مليارات دولار في النصف الأول من السنة المالية». وفند "أبوعرايس" هذا البيان بقوله: «الحقيقة الرقم ده مضلل جدا؛ لأن أغلب الفلوس دي قروض، أهمها الشريحة الأولى من قرض صندوق النقد الدولي 2.75 مليار دولار، وأيضا طرح سندات في بورصة أيرلندا في نوفمبر بقيمة 4 مليارات دولار، ده غير اكتتاب الأجانب في سندات الخزانة المصرية اللي هي كمان قرض على الدولة». وأضاف "نتيجة لذلك زادت الالتزامات الخارجية على البنك المركزي بأكثر من 8 مليارات دولار في نفس الفترة.. يعني لو استثنينا القروض اللي هي فعليا التزامات على الدولة نلاقي إن ميزان المدفوعات حقق عجزا في الحقيقة". وشرح مفهوم ميزان المدفوعات بقوله: "هو ببساطة الفرق بين الأموال الداخلة والخارجة للدولة من كل المصادر، يعني لو الفلوس اللي داخلة لمصر أكثر من الخارجة يبقى موجب وفائض، ولو الخارجة أكثر من الداخلة يبقى سالب وعجز". واستدرك "فائض ميزان المدفوعات المفروض إنه يكون من مصادر حقيقية زي الصادرات أو السياحة أو تحويلات العاملين في الخارج أو قناة السويس أو استثمار مباشر مثلا.. لكن لما يبقى ميزان المدفوعات بيحقق فائض بسبب القروض مايبقاش فائض حقيقي لكن فائض وهمي؛ لأن القروض دي التزامات على الدولة، وهتضطر تدفعها بعد كده أضعاف بفوائدها.. فياريت اللي بيطبلوا ويقولوا إن السياسة الاقتصادية حققت فائضا لميزان المدفوعات يرحمونا من التطبيل شوية"، حسب تعبيره. وكانت العديد من صحف الانقلاب الصادرة، اليوم الخميس، قد نشرت تقارير دعائية حول بيان المركزي، في ظل إشادة بما اعتبرته إنجازا ودليلا على نجاح سياسة الانقلاب الاقتصادية.