أكد الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، أن "المسؤول الأكبر عن كارثة حصار غزة ليس الكيان الصهيوني، بل الكيان الصهيوني السيساوي (نسبة لزعيم الانقلاب في مصر، عبد الفتاح السيسي)؛ لأنني أخجل أن أسميه المصري"، مضيفًا: "فقدان مصر للسيادة الوطنية" هي السبب فيما وصل إليه الحال في قطاع غزة. وقال المرزوقي في تصريحات سابقة :"السيسي يوصينا نحن التونسيين بالحفاظ على بلدنا! هذا الرجل يوصينا نحن بالحفاظ على بلدنا وهو الذي ضيّع بلده.. بدوري أنا أوصي المصريين".
وأكد أن الكل في حاجتها "العالم العربي، والربيع العربي، والقضية الفلسطينية، وأهلنا الذين يحاصرهم الدكتاتور في غزّة، والعالم أجمع".
وأضاف المرزوقي "كلنا بحاجة لمصر حرة من الفساد والاستبداد لأنها كانت وستبقى أكبر درع للأمة في هذه اللحظة من تاريخها، والكل يتطاولون عليها لغياب هذا الدرع".
الحرية للرئيس محمد مرسي
وطالب بالحرية للرئيس الصامد محمد مرسي ولكل المعتقلين من المصريين، متهمُا السيسي بأنه طاغية، وقال إن "الرجل بداهة لا يعرف التاريخ، وإلا لما ارتكب كل الحماقات التي يرتكب".
وقال المرزوقي، في كلمة له أمس الإثنين عُرضت خلال حفل تأبين للزواري، نظمته حركة حماس وجناحها العسكري (كتائب القسام) في مدينة غزة: "أشكركم على الأقل؛ لأنكم استطعتم أن تؤدوا لنا هذه الخدمة الجبارة؛ لأنكم وحّدتم شعبنا".
وأضاف: "هذه الوحدة النادرة هي التي تجلت خلال التظاهرة الصاخبة في مدينة صفاقس (مظاهرة تأبين الشهيد الزواري)، والتي شهدت خروج مئات الآلاف، هو أمر لم يسبق له مثيل منذ اندلاع ثورة 17 ديسمبر المجيدة، التي مثلت انطلاقة الربيع العربي".
وشدد المرزوقي على أن الزواري "هو أحد الشهداء المشتركين، وهو شرّف شعب تونس"، مخاطبًا الفلسطينيين بقوله: "كل هذا يدل على أننا يد واحدة وأمة واحدة، ما يمسنا يمسكم، والعكس بالعكس".
وتابع: "كما أن المظاهرة كانت هبة للسيادة الوطنية التي انتهكت بكل وقاحة في تونس من طرف الإسرائيليين، وهي ليست المرة الأولى"، مضيفا: "كنا نعتقد أن الشعب الفلسطيني وحده هو الذي صودر حقه المقدس في السيادة الوطنية، لكننا للأسف نشاهد اليوم أن أغلب الشعوب العربية بدأت تدخل تدريجيا تحت الوصاية الأجنبية، كما بدأت الأراضي العربية تحتل مباشرة من الجيوش الأجنبية".
وشدد على أن قضية "السيادة الوطنية أصبحت مرتبطة بالديمقراطية. أينما فقدت الديمقراطية غابت السيادة الوطنية". منوها بأن التونسيين "ينتظرون من حكومتنا الوطنية الحد الأدنى من الدفاع عن سيادتنا الوطنية، التي ارتقى من أجلها شهداؤنا منذ أكثر من نصف قرن".
نشعر بالعار من الانقلاب
وقال المرزوقي: "بقدر ما نفخر بالزواري، بقدر ما نشعر بالعار والشنار من أولئك الذين يهاجمون الأبرياء في المدن الغربية بأعمال مشينة تضرب سمعتنا، مسلمين وعربا، وكأن ذلك شهادة يقبلها منهم الله".
ولفت المرزوقي إلى أن "النموذج الذي نريد أن نقتدي به هو الشهيد الزواري، الذي سخّر علمه من أجل قضيتنا المقدسة"، كما قال.
وطالب الرئيس التونسي السابق ب"المسارعة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة"، مؤكدًا كونه حقوقيًا: "أعتبر أن وضع أكثر من مليوني شخص تحت الإقامة الجبرية أمر لا يمكن للضمير البشري أن يقبله".