لا ترهق "القومجية" و"اليسارجية" ذرة من خجل وهم يصافحون بشار الأسد قاتل الأطفال والنساء في إدلب ومضايا وحلب، مذابح أتت على الأخضر واليابس في سوريا، ومن وسط الركام خرجت حفنة من أتباع القومية واليسار ليشاركون في اجتماع للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، على هامش اجتماع المكتب الدائم للاتحاد فى دورته الثانية فى دمشق بعنوان "حقوق الدول فى مواجهة الإرهاب"، العديد من المشاهد، حيث شارك فى اللقاء الوفد المصرى من أعضاء نقابة المحامين باستثناء "نقيب" المحامين المصريين سامح عاشور الذى تغيب عن اللقاء. وضم الوفد المصرى المشارك فى لقاء الرئيس السورى بشار الأسد كلا من خالد أبوكريشة، الأمين العام لنقابة المحامين ومجدى سخى وكيل النقابة وماجد حنا وصابر عمار وسيد شعبان وعبد العظيم مغربى وعلى رياض وسيد عبد الغنى. واستمر اللقاء لما يزيد عن الساعتين، استعرض فيها بشار عضلات إيران وروسيا في قصف المدنيين والمستشفيات والأطقم الطبية وسيارات الإغاثة والإسعاف لإثناء الثوار عن مواصلة جهادهم. قرابين السفاح وتنعت صحف الإنقلاب على عمومها بشار بال"رئيس"، كما أن سامح عاشور لم ينس تأييد بشار الأسد فصرح أن "انعقاد المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب فى سوريا جاء لدعم الشعب السورى، وليس لحساب رئيس، وبسؤاله عن سبب عدم مشاركته فى لقاء الرئيس السورى بشار الأسد، رد عاشور ل"اليوم السابع" قائلا: "لاتعليق". أما الناصري العتيد سيد عبدالغنى، أمين الصندوق بنقابة المحامين، فطالب "بالتماسك فى مواجهة الهجمة على سوريا والأمة العربية وكيفية مواجهة مشروع التقسيم والتفتيت والمذهبية الشيعية والسنية بمشروع العروبة وسوريا"، غير أن اللعب على الحبال جعله يضيف أن "النظام السورى مطالب بالاستجابة، لمطالب الشعب السورى فى تداول السلطة والديمقراطية والحل السياسى للازمة". فيما أكد المحامي ماجد حنا، عضو مجلس نقابة المحامين واتحاد المحامين العرب، ما عجز لسان السابقين عن ذكره من أن "انعقاد المكتب الدائم للمحامين العرب فى سوريا يعد نوعا من أنواع الدعم لسوريا والدولة و الرئيس" في إشارة لبشار. وطالب حنا "برفع الفيزا عن المصريين من دخول سوريا"، واعتبر أن حديث بشار كان "لبقا ومسيسا". وقال خالد أبوكريشة، الأمين العام لنقابة المحامين، إن "لقاء الرئيس السورى شهد التأكيد على دفاع الاتحاد عن سوريا ووحدتها وحق شعبها فى تقرير مصيره ومواجهة أى مؤامرات استعمارية وأى قوى إرهابيه تأتى عبر مسلحين أجانب، والتاكيد على أن حقوق المواطن السورى وصونها والدفاع عن حقوقه وأن حرياته هى التى تكفل إستقرار سوريا". تعقيبات على الزيارة وخصص الإعلامي أسامة جاويش حلقته من برنامج "نافذه على مصر" مساء الاثنين على قناة الحوار لتناول التطبيع المفتوح بعد استيلاء بشار على حلب وشارك عدد من المحامين في عرض تعليقاتهم على الزيارة ومنهم المحامي منتصر الزيات الذي قال: "إتحاد المحامين العرب فقد دوره في المرحلة الحالية ومن المؤسف أن يزور قاتل مثل بشار الأسد". وقال المحامي مختار العشري: "زياة إتحاد المحامين العرب إلى دمشق وبشار الأسد سقطة في حق كل من ذهب". ويعتبر اللقاء هو الثاني من نوعه بعد لقاء آخر في 10 ديسمبر وعلق حينها المحلل الأردني ياسر الزعاترة، قائلا: "المثير للسخرية في تصريح بشار لوفد المحامين العرب هو حديثه عن ضرورة عودة الشعوب العربية للفكر القومي. قومية بنكهة الولي الفقيه!!!". المؤتمر الحزباوي ومنذ 3 عقود نشأ ما يسمى ب"المؤتمر القومي الإسلامي" ليجمع الإسلاميين مع القوميين على مشتركات بينهما، غير أن المؤسسة الأشبه بالثقافية، تحولت في يوليو الماضي إلى الدعاية لحزب الله وبشار الأسد وتعبير مهم عن التمدد الإيراني في المنطقة، حيث شارك فيه من مصر عبد المنعم أبو الفتوح، وحمدين صباحي، تحت عنوان "دعم المقاومة ورفض تصنيفها بالإرهاب"، والتقيا خلال المؤتمر بمستشار المرشد الإيراني "علي خامنئي"، وبمسئولين في الحرس الثوري، أبرزهم مسئول الاتصال بالشرق الأوسط المقيم في بيروت، "الحج مهدي" الملقب ب" أبو سجاد". واقتصر دفاع "أبوالفتوح " عن "حزب الله" قائلًا: "حزب الله وذراعه العسكري في لبنان ليست منظمة إرهابية، بل هو حركة مقاومة شعبية دافعت عن بلادها واستردت أرضها بدون أي تنازل للعدو"!. وأشاد "صباحي" خلال المؤتمر بدور الحرس الثوري الإيراني، مُطالبًا بوضع مشروع نهضوي حقيقي للمقاومة في لبنان، مؤكدًا أنها أعلى من أية محاولة لتحجيمها في إطار طائفة أو دين. وفي برنامج الانتخابي في "منافسة" المنقلب في 2014، لم يدن حمدين صباحي القاتل الكيماوي بشار الأسد لاعتبارات حزبية وحاول الالتفاف حول رحيله، وهو الموقف نفسه الذي اتخذه في يناير 2013، واعتبر صحفيون أن صباحي بات فارسي التوجه، على عكس مبادئ الفكر القومي التقليدي. وكتب م.حاتم عزام فاعتبر في بوست يستعرض فيه دور المعارضة في إفشال الانقلاب العسكري، مقارنة بدور المعارضة التي دعمت حملة السيسي وبشار وحزب الله ممثلا في عنوانه "حمدين كومبارس"، ".. السيد حمدين صباحي، والذي اتخذ "النسر" شعارًا انتخابيًا، زعامة وقيادة ورمزا، ساند انقلابًا عسكريًا وجاب جنرال عسكري انقلابي قام بمذابح دموية واختطف رئيسًا منتخبًا، وعمل له خدمة العمر أنه يظهر بمظهر رئيس جه بانتخابات وكده، ولعب دورًا من أدوار الكومبارس في العملية الرئاسية العسكرية الانقلابية..". وأضاف "ما زال السيد صباحي يبهرنا، متسقًا مع ذاته، فخرج اليوم بتصريحات نارية مؤيداً المجرم بشار الاسد و محذراً من إسقاط الجنرال العسكري المنقلب مجرم مصر". نجل "الملهم" وخير تعبير عن الدور الذي يقوم به القوميون خاطب عبدالحكيم جمال عبدالناصر نجل "الرمز" التاريخي للقومجية، سفاح سوريا بشار الأسد في رسالة في 2014، قائلا"لا يرهبك هؤلاء الخونة وهم مستقوون بالشيطان الأمريكى الأكبر أنت الآن تمثل سوريا الوطن وجيش الجمهورية العربية السورية الذى هو جيش الجمهورية العربية المتحدة الأول رافعا علم الجمهورية العربية المتحدة الذى رفعه جمال عبدالناصر منذ 55 عاما على مصر وعلى قلب العروبة النابض دمشق...". وفي فبراير 2015، أرسل "عبدالحكيم" رسالة لبشار مجددا في الذكرى 57 للوحدة!".