أعلن المتحدث العسكري الموالي لسلطات الانقلاب، اليوم الأحد، عن أن مصر وروسيا بدأتا تدريبا عسكريا مشتركا تنفذه عناصر من وحدات المظلات المصرية وقوات الإنزال الجوي الروسية في منطقة صحراوية شمال غربي القاهرة تحت شعار «حماة الصداقة 2016». وقال المتحدث، في صفحته على فيسبوك: "انطلقت فعاليات التدريب المصري الروسي المشترك "حماة الصداقة 2016"، والذي تنفذه عناصر من وحدات المظلات المصرية وقوات الإنزال الجوى الروسية". وأضاف أن التدريب يشارك فيه "أكثر من 700 مقاتل و20 معدة متوسطة وثقيلة من البلدين يتم إسقاطها خلال 60 طلعة جوية، باستخدام 30 طائرة مصرية وروسية من مختلف الطرازات." وأضاف أن التدريب يأتي "في إطار خطة التدريبات المشتركة بين القوات المسلحة المصرية والعديد من الدول الشقيقة والصديقة"، في إشارة إلى دول عربية وغربية. ويجرى التدريب في المدينة العسكرية بمدينة الحمام في شمال غرب مصر. وتقع المدينة في نطاق المنطقة الشمالية العسكرية. وكان المتحدث العسكري قد قال، يوم الأربعاء، إن التدريب سيجرى في الفترة من 15 إلى 26 أكتوبر الجاري. والتدريب هو الأول من نوعه بين جيشي البلدين منذ عقود، وتشارك فيه وحدات المظلات المصرية وقوات الإنزال الجوي الروسية. وتقدمه سلطات الانقلاب في مصر باعتباره تكريسا لسياسة «تنويع مصادر السلاح»؛ أملا ألا يتسبب ذلك في إغضاب حلفاء السيسي سواء كانوا الأمريكان أو السعوديين، رغم أنه يؤشر على تزايد التعاون العسكري بين القاهرةوموسكو. صفقات سلاح غير معلنة وتأكيدا لعمق العلاقات بين الجانبين، جرت تدريبات بحرية بين جيشيّ البلدين في يوليو2015. وزار وزير الدفاع بحكومة الانقلاب الفريق أول صدقي صبحي موسكو، الشهر الماضي. ووقع البلدان صفقات تسليح، لكن غالبيتها غير معلنة. وقالت شركات سلاح روسية، إن البلدين وقعا عقدا لتوريد 12 مقاتلة «سو 30 كا» من الجيل الرابع من طراز «سوخوي»، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي وصواريخ مضادة للطائرات وأخرى مضادة للسفن. استشاري الدفاع والأمن القومي اللواء أركان حرب محمود ضياء، عمد إلى تهدئة حلفاء السيسي من خلال تبرير هذه التدريبات، لافتا إلى أن سياسة تنويع مصادر السلاح تستلزم تدريبات مشتركة مع الموردين، قائلا: «كان لزاما الدخول في تدريبات مشتركة مع الموردين نتيجة سياسة تنويع مصادر السلاح، والتدريب جزء منه أيضا تعليمي. هناك مثلا بعثات إلى الصين تتلقى دورات تدريبية في المنشآت التعليمية العسكرية… ما دام هناك تنويع لمصادر السلاح ستجرى تدريبات مشتركة مع دول عدة من أجل التدرب على تلك الأسلحة واختبار كفاءتها أيضا». وحرصت قيادة الجيش على طمأنة حلفاء الانقلاب خصوصا السعودية، بتأكيد هذا التصور، وأن «التدريب المصري الروسي يأتي في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة للعام الجاري، والتي تضمنت العديد من التدريبات المشتركة مع الدول العربية والإفريقية والدول الصديقة، ووصلت إلى أكثر من 30 تدريبا مشتركا سنويا مع أكثر من 20 دولة؛ بهدف تبادل الخبرات وتطوير العقائد القتالية». وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت عن أن التدريب العسكري الأول من نوعه سيركز على «كيفية تدمير الجماعات المسلحة في الصحراء». وتحاول سلطات الانقلاب القضاء على تهديد الجماعات المسلحة في صحراء شمال سيناء والصحراء الغربية قرب الحدود الليبية، وامتدادها جنوبا. دعم لروسيا ضد الثوار في سوريا وبحسب ضياء، فإن التدريبات المشتركة تمنح الجيوش فرصة للتعرف إلى العقائد القتالية المُختلفة، في إطار الجاهزية للحرب على ما أسماه «الإرهاب»، التي باتت تتطلب تعاونا دوليا لمواجهة الخطر المتنامي له، لافتا إلى أن «كل دولة تسعى إلى تحقيق مصالحها، فهذا التدريب المشترك فيه فوائد متبادلة قطعا، مشيرا إلى أن القوات الروسية الآن تدير معارك في الساحة السورية، ومن مصلحتها الاحتكاك بالعقائد العسكرية العربية التي تتسم بتشابه كبير وتحمل خبرات قتالية وفكرا عسكريا متشابها إلى حد كبير، وهو الأمر الذي يصب في تدعيم التدخل العسكري الروسي في سوريا، وهو الأمر الذي تتحفظ عليه السعودية وترفضه بالمطلق.