تحولت صحافة اليوم إلى نشرة صفراء دعائية لصالح قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وأبرزت الصحف الحكومية الثلاثة الجزء الأول من حوار السيسي الذي يكرر فيه تصريحاته الوردية بمستقبل مشرق وهي الوعود المكررة والتي ثبت فشلها في كل مرة. وأبرزت الصحف كذلك اشتعال الحرب في سيناء بين قوات الجيش والمسلحين حيث قتل 12 وأصيب 6 من قوات الجيش وأعلنت الصحف مقتل 15 من المسلحين من أبناء سيناء.
هذا قد أنشأت السلطات في نوعية ابتزاز جديدة للمملكة العربية السعودية عبر التأكيد على أن بترول ليبيا متوافر لمصر بلا شروط وأجرت اليوم السابع حوار مع جنرال موالي لمليشيا حفتر يؤكد على هذا المعنى.
أبرزت المصري اليوم والشروق والوطن واليوم السابع ضرب «الإرهاب» لوسط سيناء و أشارت إلى استشهاد 12 مجنداً ومقتل "15" وصفتهم بالإرهابيين .. والحكومة: سنطهر البلاد من "الآثمين".. واستخدمت "الوطن" لغة "الثأر".. ومجدت اليوم السابع في ضحايا الجيش وأن القوات تصدت بشجاعة للهجوم الإرهابي..
وجاءت معالجة باقي الصحف على خطى اليوم السابع حيث استخدمت لغة التصدي من جانب قوات الجيش للهجوم الذي وصفته بالإرهابي فالأهرام كتبت «القوات المسلحة تتصدى لعملية إرهابية بشمال سيناء.. استشهاد12 من أبطال الجيش ومقتل 15 إرهابياً.. ومجلس الوزراء يدين العمل الإجرامي»، وجاءت افتتاحية الأهرام بعنوان «مصر تتحدى الإرهاب»!
أما الأخبار فقدمت ماوصفتها بتصفية 15 إرهابياً واستشهاد 12 مجنداً فى هجوم على كمين أمنى بسيناء وأشارت الجمهورية إلى إصابة 6 آخرين من القوات المسلحة إضافة على الضحايا ال12 .
أما مانشيت الشروق فذكر تفاصيل العملية ونقلت عن مصادر أن 25 وصفتهم بالإرهابيين يستقلون 3 سيارات دفع رباعي هاجموا كمين الزغدان.. والمتحدث العسكرى: هذه الأعمال الدنيئة لن تثنى الجيش عن أداء واجبه!! وأشارت الوطن إلى أن نجل رئيس أركان الهيئة الهندسية أحد المصابين.. وهي المعالجات التي تعمل على إبراز شجاعة القوات رغم الهجوم عليها وأنها تمكنت من التصدي للهجوم! ولا ندري إذا كان قد قتل 12 وأصيب 6 آخرون فكيف إذا فشلت القوات في التصدي للهجوم؟!
الهجوم على الإخوان والبرادعي
هاجمت اليوم السابع الإخوان والبرادعي وقالت «5» براهين جديدة على مؤامرة تركيع مصر.. البرادعى والإخوان يستغلون الحصار الاقتصادي لتصعيد العمليات فى سيناء.. وبيان رسمي للجماعة الإرهابية يدعو لثورة 11/11.. وجمع تمويل ضخم للجماعات وتحريض متواصل ضد مصر.
كما نشرت اليوم السابع تقريرا آخر اختصت فيه جماعة الإخوان وحدها بالهجوم وزعمت أن الجماعة توافقت مع الإدارة الأمريكية خلال عهد الرئيس مرسي لوضع خطة لهيكلة الداخلية وكتبت الصحيفة «نشر تفاصيل المشروع "الأمريكي – الإخوانى" لهيكلة "الداخلية": الإطاحة ب 500 ضابط من جنرالات الأمن الوطني.. وتفكيك الأجهزة المعلوماتية.. ووضع 50 شخصية عامة على قوائم الاعتقالات».
ابتزاز السعودية ببترول ليبيا
عمدت الأخبار واليوم السابع إلى ابتزاز المملكة العربية السعودية من خلال التأكيد على توافر البترول الليبي للجانب المصري بلا شروط وأجرت اليوم السابع حوارا مع من وصفته برئيس أركان الجيش الليبى في إشارة إلى مليشيات حفتر في شرق ليبيا حيث قالت إن بترولنا تحت أمر مصر.. والسيسي بطل عربى وهو الأمر الذي يكشف أسباب دعم السيسي والإمارات لمليشيات حفتر في ليبيا ومساندتها في احتلال الهلال النفطي الشهر الماضي.. وقالت الأخبار إن ليبيا تتيح بترولها لمصر بلا شروط..
الأزمات تحاصر السيسي
تناولت الصحف بعض الأزمات التي تحاصر سلطات الانقلاب حيث كتبت المصري اليوم «نقص "السكر" يحاصر المواطنين.. ومشاجرات أمام منافذ التوزيع.. مشادات أثناء توزيع أسطوانات بوتاجاز ب5 جنيهات فى الدقهلية».. وبحسب الشروق فإن رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش يبحث مبادرة "وديعة الرسوم" مع ممثلى الخطوط الملاحية الكبرى.. المبادرة تقترح تقديم تخفيضات من 3% حتى 10% مقابل سداد رسوم العبور عن 3 سنوات مقبلة وهو ما يعكس حجم أزمة العملة الصعبة في البلاد حتى تلجأ إلى هذا الطرح!
وفي تقرير لها أشارت الوطن إلى ما أسمتها فضيحة وزارة التموين.. وكتبت «بالمستندات: توريد السكر لجمعية تعاونية تم تصفيتها منذ 7 أعوام .. مسئول أخفى القرار ليستفيد من عدم فرض ضرائب على التعاونيات». الأمر الذي يعكس حجم الفساد في البلاد بصورة غير مسبوقة.
السيسي.. وحوار الوعود المكررة
الموضوع الرئيس في الصحف الحكومية هو حوار السيسي مع رؤساء تحريرها حيث ينشر الجزء الأول منه اليوم وغدا الجزء الثاني.. ويعد الحوار انعكاسا لحالة الفزع والخوف من جانب قائد الانقلاب مع تصاعد عواصف الغضب الشعبي جراء الانهيار الاقتصادي الذي لم يحدث له مثيل في تاريخ البلاد حتى تجاوز سعر الدولار ال16 جنيها وهو ما ينذر بتصاعد قسوة الإجراءات وسحقها للطبقات الفقيرة والمهمشة ويحاول السيسي تهدئة الأجواء بمانشيتات وتصريحات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع.. وقد تكررت كثيرا وعوده وتصريحاته وقد ثبت يقينا أنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به وذهبت كلها أدراج الرياح.. وأبرزا ما جاء في الحوار من وعود وتصريحات:
1) الإصلاح.. الأمل الحقيقي فى مستقبل أفضل.. مصر على الطريق للخروج من عنق الزجاجة.. والنتائج عظيمة بإذن الله فى الأيام وللأجيال القادمة.. الحرب على الإرهاب طويلة.. وجيش مصر قادر على حماية البلاد..
2) طرح نصف مليون فدان للمستثمرين الصغار والكبار الشهر الحالي ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان..أمام كل شاب فرصة لتملك 10 أفدنة فورا وسداد ثمنها بالتقسيط بفائدة 5% متناقصة..
3) قرض الصندوق النقد الدولي بشروط أفضل من الاقتراض من دول.. وشهادة تفتح الأبواب أمام تدفق الاستثمارات.. واثق من تحمل المصريين تبعات الإصلاح باستنفار الهمم للعمل ما داموا يثقون فيمن يتخذ القرار.. أقول لرجال الأعمال: مصر أولى بكم وحريتكم كاملة ولا إجراءات استثنائية ضد أحد..
4) إجراءات حمائية للطبقات الفقيرة والمتوسطة تواكب برنامج الإصلاح: توفير احتياطى من السلع الإستراتيجية يكفى ستة أشهر على الأقل وزيادة المعروض من الإنتاج المحلى.. مراجعة البطاقات التموينية وتنقيتها لاستبعاد غير المستحقين .. زيادة المخصص من السلع على البطاقات التموينية.. إجراءات حازمة لضبط الأسواق والسيطرة على الأسعار وضبط الجمارك ومنع التهريب.. التوسع فى إنشاء منافذ توزيع السلع الغذائية على مستوى الجمهورية خاصة فى محافظات الصعيد.. دراسة الموقف من قيمة معاشي "الضمان الاجتماعي" و"تكافل وكرامة" وتوسيع دائرة المستفيدين .. إجراءات رادعة لمكافحة الفساد ومحاربة الاحتكار والمتاجرة في قوت الشعب .. استكمال الدراسة الخاصة بزيادة المعاشات التأمينية ومصادر وأسلوب تمويلها.. دراسة طرح مبادرات تحفيزية لترشيد استهلاك الكهرباء والمياه والغاز
5) افتتاح مدينة الجلود بالروبيكي في نوفمبر .. والعمل يجرى لإنشاء ألف ورشة بمدينة الأثاث بدمياط.. قانون جديد لتحفيز الاستثمار خلال أسابيع.. أقول لشعبنا: اطمئن.. جيشنا قادر على حماية مصر والأشقاء.. دور القوات المسلحة في التنمية سيتراجع في السنوات المقبلة بعد الانتهاء من خطة البنية الأساسية.. مشروعات صغيرة ببدر والعاشر وبورسعيد والتسليم خلال عام ..كل مصري يحب بلده .. لكنه يعبر بطريقته الخاصة..
6) إطلاق 4 مدن جديدة بالصعيد .. 3 ملايين شاب يعملون بالمشروعات القومية .. ودعوا البطالة .. المصريون لا يتجاوبون مع أهل الشر .. وكل محاولات التشكيك والإساءة للبلد فشلت.