ربما لم تعد كلمة فضيحة معبرة عما يفعله قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي خارج البلاد ، فلا يخلو أي لقاء أو مؤتمر يحضره من مهازل تلتقطها عدسات الكاميرات وميكروفونات التسجيل، كان آخرها المهازل الثلاث التي وقعت أمس الثلاثاء في نيويورك خلال رحلته التي بدأت الأحد لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. مهاجرون بالجملة
خلال أعمال دورالجمعية العامة ال71 عن "اللاجئين والمهاجرين"، وهو الوقت الذى تزايدت فيه أعداد المهاجرين إلى المصر، خاصًة من ليبيا وسوريا أو النازحين من الاتجار بالبشر فى القارة السمراء، فاجأ السيسي الحضور بتصريح يدل على كم السلطحية والبلاهة التي اجتمعت بقائد الانقلاب ،بعد أن تحدث "السيسى" عن 5 ملايين مهاجر بالبلاد، وحسب حكومته وهو شخصيًا فالنسبة أقل من ذلك بكثير جدًا.
فالإحصاء الوحيد الذي حصر إجمالي عدد اللاجئين في مصر صدر عن المفوضية المصرية لشؤون اللاجئين، التي تحدثت عن وصول أعدادهم إلى 186 ألف لاجئ، بينهم حوالي 131 ألف سوري، إضافة إلى لاجئين من 60 دولة أخرى أكثرهم من السودان والصومال، ناهيك عن اللاجئين الليبيين في مصر.
كما كان لخارجية الانقلاب نفسها تصريحات سابقة تقول إن مصر تستضيف أكثر من نصف مليون لاجئ سوري، يتمتعون بحقوق المواطنين فى المسكن والتعليم.
عقدة السقف
ربما تشكل أسقف قاعات المؤتمرات التي يحضرها السيسي ملاذًا يحلق فيه ببصره خشية من مواجهة الآخرين أو ربما لشعوره بالدونية بعدما استولى على مقعد لم يكن يستحقه بعد ان انقلب على الرئيس المنتخب د. محمد مرسي.
اللقطة لمحها المصور محمد الشامى، ونشر صورة للسيسي بالأمم المتحدة وهو ينظر مرة أخرى إلى "السقف"، وهو ما أثار سخرية شديدة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
السجان الكاذب
بعقيدة "السجان الكاذب" حاول عبد الفتاح السيسي التملص من إدانته بانتهاك الحريات وقمع وحبس المعارضين لظلمه ، زاعمًا أن هناك حرية تظاهرات في ولايته الانقلابية ، قائلاً إن "المظاهرات لم تمنع بل فقط نسعى لتنظيمها لأنها تحتاج إلى الاستقرار"، وأضاف خلال مقابلة مع شبكة تلفزيون "Pbs": "مصر ليست بلد غنية تستطيع تحمل تكلفة عدم الاستقرار"، متابعًا: "نحن لا نريد أن نعيش في تلك الحالة إلى الأبد، بل نسعى إلى أن نحرز تقدمًا ونبني بلدنا، ولدينا احترام كامل للشباب المتحررين".
خناقة كلينتون
ومن الفضائح الأخرى ما سببه السيسي بعد لقائه بمرشحي الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب على هامش فعاليات الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
خناقة الفضيحة الأولى نقلتها مجلة بوليتيكو الأمريكية عندما غطت المشادة التي وقعت بين الصحفيين المصاحبين لكلينتون، وحرس السيسي.
وقالت المجلة: "المرشحة الديمقراطية التقت الاثنين (بتوقيت نيويورك) مع (الرئيس) الذي تتزايد درجة استبداديته عبدالفتاح السيسي"، وقبل دخول الصحفيين الفندق الذي عقد فيه اللقاء، طلب منهم ترك حقائبهم وهوافتهم المحمولة وحواسيبهم مع موظف بحملة كلينتون خارج منطقة أمنية". واستطردت المجلة: "لقد دخل الصحفيون في جدال مع الأمن المصري للسماح لهم بمجرد حمل مسجلات صوت".
وعلاوة على ذلك، حدث جدال متكرر بين أعضاء في حملة كلينتون وضباط أمن مصريين حول عدد الصحفيين المسموح لهم دخول الاجتماع، رغم حدوث اتفاق حول ذلك مع مسؤول البروتوكولات قبل وصولهم أصلاً إلى الفندق.
وفي لحظة ما، وجد الصحفيون أنفسهم عالقين في مصعد مع ويندي شيرمان وكيلة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ومستشارة حملة كلينتون الحالية. وبغض النظر من كان بصحبتهم، خضع الصحفيون لإجراءات أمنية مشددة، بلغت حد صدور أوامر لهم بالانتظار خلف حاجز.
وتذمر الصحفيون قائلين، بسبب وضعنا، لم نعد قادرين على رؤية هيلاري كلينتون عند وصولها، ودون هواتفنا لم تستطع تعقب الوقت".
وبعد أكثر من ساعة لم تجن كلينتون سوى مزيد من الانتقادات لجلوسها مع السيسي الذي ذاع صيت انتهاكاته في العالم.
كارثة الاستقبال
ولعل أبرز الفضائح التي طالت قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، حتى اللحظة بأمريكا، هي لحظة وصوله إلى هناك والوفد الكبير المرافق له، والذي نزل من الطائرة قبل منه، لكن الغريب أن استقباله هناك كان فاترًا للغاية، فاضطروا إلى وضع الوفد المرافق له وضع المستقبلين، وصدق "السيسي" ذلك، وكما هو موضح بصوره فهو يقوم بأداء التحية لهم كأن رؤيته لهم في أمريكا وهم غير مرافقين له في الطائرة.