تتوالى سلسلة فضائح قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي في لقاءاته مع الديبلوماسيين الأجانب خارج مصر، فمن فضيحة إلى أخرى يجر الانقلاب الخارجية المصرية إلى منحدر خطير غير مسبوق. آخر تلك الفضائح هو ما سببه السيسي بعد لقائه بمرشحي الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب على هامش فعاليات الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة. خناقة الفضيحة الأولى نقلتها مجلة بوليتيكو الأمريكية عندما غطت المشادة التي وقعت بين الصحفيين المصاحبين لكلينتون، وحرس السيسي. وقالت المجلة: "المرشحة الديمقراطية التقت الاثنين (بتوقيت نيويورك) مع (الرئيس) الذي تتزايد درجة استبداديته عبدالفتاح السيسي"، على هامش مشاركته في فعاليات الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة وقبل دخول الصحفيين الفندق الذي عقد فيه اللقاء، طلب منهم ترك حقائبهم وهوافتهم المحمولة وحواسيبهم مع موظف بحملة كلينتون خارج منطقة أمنية". واستطردت المجلة: "لقد دخل الصحفيون في جدال مع الأمن المصري للسماح لهم بمجرد حمل مسجلات صوت". وعلاوة على ذلك، حدث جدال متكرر بين أعضاء في حملة كلينتون وضباط أمن مصريين حول عدد الصحفيين المسموح لهم دخول الاجتماع، رغم حدوث اتفاق حول ذلك مع مسؤول البروتوكولات قبل وصولهم أصلا إلى الفندق. وفي لحظة ما، وجد الصحفيون أنفسهم عالقين في مصعد مع ويندي شيرمان وكيلة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ومستشارة حملة كلينتون الحالية. وبغض النظر من كان بصحبتهم، خضع الصحفيون لإجراءات أمنية مشددة، بلغت حد صدور أوامر لهم بالانتظار خلف حاجز. وتذمر الصحفيون قائلين، حسب بوليتيكو: "بسبب وضعنا، لم نعد قادرين على رؤية هيلاري كلينتون عند وصولها، ودون هواتفنا لم تستطع تعقب الوقت". وبعد أكثر من ساعة لم تجن كلينتون سوى مزيد من الانتقادات لجلوسها مع السيسي الذي ذاع صيت انتهاكاته في العالم. تايم: السيسي انقلابي أما صحيفة تايم الأمريكية فقد اعتبرت اللقاءين اللذين تم بين السيسي وكلينتون وترامب يوضحان إحدى العلاقات الخارجية الأمريكية غير المريحة بشكل متزايد. وأكدت الصحيفة "لقد جاء السيسي إلى السلطة عبر انقلاب عسكري في يوليو 2013 أطاح بحكومة الرئيس محمد مرسي، الذي فاز بانتخابات الرئاسة في أعقاب الربيع العربي والإطاحة بالمستبد طويل الأجل حسني مبارك. السيسي، القائد الأعلى السابق للقوات المسلحة، قاد هيمنة عسكرية فتحت فترة من العنف السياسي خلفت أكثر من 1000 قتيل، كما أشرف أيضا على حملة قمعية زجت بأكثر من 40 ألف شخص في السجون بينهم محتجون وطلاب وصحفيون". من جانبه، قال الباحث محمد أحمد متخصص الشأن المصري بمنظمة العفو الدولية: "نسمع أن ترامب سيكون داعما للسيسي في "القتال ضد الإرهاب"، وهو ما يؤدي إلى تدهور هائل في وضع حقوق الإنسان بمصر".