رغم أكثر من 50 زيارة خارجية لقائد الانقلاب العسكري إلا أن استبداده وقمعه بالداخل وانقلابه على الشرعية الدستورية ودهسه إرادة الشعب بدبابة العسكر، ستبقى حائلا بينه وبين العالم الذي يستغله لمصالحه وفقط. ورغم الدعم اللامتناهي الذي تقدمه الدوائر الكنسية في الداخل والخارج لتبييض صورة السيسي إلا أن تلك الجهود تبوء دائما بالفشل، لأن الشعوب والدول لا تحترم إلا من يحترم شعبه أولا، حتى لو أنفق مليارات الدولارات بحملات إعلامية بالداخل والخارج.. فالنتيجة صفر كبير. وفي هذا السياق، سلط تقرير لوكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية الضوء على الدور الرائد للإعلام والكنيسة الأرثوذكسية المصرية من أجل تحسين صورة السيسي السيئة، تزامنًا مع حضوره جلسات الأممالمتحدة. وقال التقرير، إن السلطات في مصر تحاول التغلب على جميع العقبات للتأكد من النجاح الدبلوماسي لزيارة عبدالفتاح السيسي، على الرغم من الانتقادات المتزايدة لسجل حقوق الإنسان تحت حكمه، ورافق السيسي إلى نيويورك العشرات مع أعضاء البرلمان والشخصيات الإعلامية الموالين له، الساعين لتحسين صورة البلاد خلال الزيارة التي ستستغرق أربعة أيام. وفي تصريح للصحفيين، قالت البرلمانية نشوى الدين إنها وآخرون سيلتقون مسئولين أمريكيين وأعضاء كونجرس لمعالجة "التصورات والمواقف الخاطئة" حول مصر، وقال طارق رضوان عضو برلماني آخر، "إنهم سيدعمون السيسي ك"رمز لمصر". وتشير الصحيفة إلى أن الزيارات السابقة صاحبها الإحتجاجات أو الاعتداءات على الصحفيين المصاحبين له من قبل داعمي الرئيس محمد مرسي الرئيس المنتخب الذي قاد السيسي الإطاحة به، وأوفدت الكنيسة الأرثوذوكسية -الحليف القوي لعبدالفتاح السيسي بوصف التقرير- قساوستها لحث أتباعها هناك على حشد الدعم له فور وصوله الأحد وحال وصوله إلى مقر الأممالمتحدة. ويقول تواضروس الثاني، الزعيم الروحي للكنيسة الأرثوذكسية في تصريحات لصحيفة المصري اليوم "دعونا نرحب بمصر الممثلة برئيسها المحبوب، بوصف ذلك مظهر من مظاهر التقدير، والكرامة والحب"، ووزع زعماء المسيحيين بالولاياتالمتحدة منشورات تدعو المجتمع المسيحي إلى إظهار الدعم للسيسي، وصفوا الحافلات لنقل الناس من الكنائس في "نيوجرسي" إلى مدينة "نيويورك"، وأوفد تواضروس أحد أقرب مساعديه الأسقف "بيمن" إلى الولاياتالمتحدة قبيل زيارة السيسي لإقناع المسيحيين بإعلان دعمهم للسيسي، كما سعى مؤيدو السيسي إلى حشد الدعم له في وسائل الإعلام المحلية، وكان عنوان الصفحة الأولى لصحيفة الجمهورية المملوكة للدولة "العالم يستمع إلى مصر". وتشير الصحيفة إلى الانتقادات الشديدة التي وجهتها الدول الغربية والمجموعات الحقوقية للسجل الحقوقي المصري خلال ثلاث أعوام منذ الانقلاب على الرئيس مرسي، واعتقلت السلطات الآلاف، معظمهم من الإسلاميين، وأيضًا النشطاء العلمانيون والليبراليون البارزين الذين وقفوا وراء الإطاحة بحسني مبارك. وختمت الصحيفة بالإشارة إلى مما تنشره وسائل الإعلام المصرية التي يسيطر عليها مؤيدو السيسي من نظريات المؤامرة حيث تتآمر الدول الأجنبية على مصر من أجل إضعافها بنشر الاضطرابات السياسية، وتصور وسائل الإعلام هذه السيسي كحصن ضد الفوضى، ونشطاء حقوق الإنسان بأنهم خونة وعملاء أجانب. ومن جانبه وصف الحقوقي هيثم أبوخليل اللعب الطائفي الرخيص بأنه "أصبح علي المكشوف.." مضيفا عبر فيس بوك، "يريدون أن يقولوا له عد الجمايل ونحن سندك وفي ظهرك..! استقبال السيسي بالصليب وبتيشيرتات مطبوع عليها الصليب واسم الجمعية القبطية الأمريكية!". وأضاف "عموما".. التاريخ علمنا أنه من يتحالف مع الشيطان ويلعب بالنار يكون أول الضحايا...!". الاستراتيجية الطائفية لتجميل السيسي تؤكد المثل الشعبي "ايش تفعل الماشطة بالبوز العكر!!".. فالخراب الذي أحدثه الانقلاب العسكري لن تمحه زيارات أو حملات علاقات عامة أو دعم كنسي، بعدما عادت مصر بالفعل للوراء أكثر من 40 عاما، كما توعد السيسي قبل انقلابه على الشرعية!!