عبر عدد من تجار الدواجن وأصحاب محلات الفراخ عن استيائهم الشديد من الأوضاع الاقتصادية المتردية، مؤكدين أن "السوق واقف" وأن الشلل هو سيد الموقف؛ حيث "لا بيع ولا شراء"، إضافة إلى نفوق الدواجن بسبب درجات الحرارة المرتفعة، مما زاد من خسائرهم فباتوا غير قادرين على الصمود والصبر مجددا. «بيتى اتخرب أنا وأولادى وعوضى على الله»، بهذه الكلمات بدأ حسن إبراهيم بائع فراخ بشارع الترعة بمنطقة المعادي، حديثه ووسط بكاء حار يفسر حسن، حسب تقرير بصحيفة الوطن في عددها الصادر غدا الخميس، بأن "العلف غالي وخدمات المياه والكهرباء ارتفعت بقرارات حكومية والعمالة زادت تكلفتها بعد غلاء كل شيء وأن الزبون هو من يتحمل كل هذه الزيادات". ويضيف حسن، أن التجار يبررون هذه الزيادات بأسعار العلف لأنه مستورد بالدولار وارتفاع الدولار يترتب عليه ارتفاع أسعار العلف ما يزيد من الأعباء والتكاليف، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة ما يزيد من نفوق الدواجن وكلها عوامل فاقمت الأزمة بحسب حسن. إبراهيم يوسف، صاحب محل دواجن فى منطقة المنيب، يقول: «لا فيه بيع ولا شرا، الزبون جاى قرفان من نفسه ومامعهوش فلوس وعايز ياخد الحاجة ببلاش، اللى كان بيشترى كيلو فراخ بقى بيشترى نص كيلو، الناس فعلاً تعبانة، أنا كان بيشتغل معايا فى المحل ده 4 أفراد آخرين، للأسف مشيت 2 منهم لأن مفيش شغل والدنيا حقيقى صعبة، الإيجار غالى، والعمالة غالية والكهربا والميه غالية، كمان بنشترى الفراخ غالية ومابقناش نكسب زى الأول يدوبك بنجيب المصاريف». ويتابع «يوسف»: «لازم يكون فيه حل سريع جداً لارتفاع أسعار كل السلع مش الفراخ بس، الناس كلها ممعهاش فلوس والمرتبات ضعيفة واللى كان بيشتغل فى سبوبة قفلها ومشى، لأن مفيش شغل واللى محوش قرشين صرفهم فى الأيام اللى فاتت دى، ومش عارفين هنعمل إيه فى الأيام اللى جاية، وناس كتير قفلت محلاتها بسبب ارتفاع الأسعار». ويقول محمود عبدالله، صاحب محل فراخ فى منطقة دار السلام: «عبدالله»: «كيلو الفراخ البيضا من حوالى شهرين كان ب17جنيه دلوقتى بقى سعر الكيلو 24 جنيه وبنبيعه ب26 جنيه، الفراخ البلدى كانت ب20 جنيه من شهرين دلوقتى وصلت 27 جنيه والناس أساساً مابقتش مصدقة الأسعار». ويضيف قائلاً: «الزبون اللى كان بيشترى 10 فرخات وبيوزعهم على الفقرا دلوقتى بقى بيشترى 5 بس، الأسعار ارتفعت ومفيش حد قادر يوقفها، بنتمنى إن الأسعار تنزل لأن السعر لو نزل هنبيع أكتر والدنيا هتشتغل وهتمشى». أما صحيفة "البوابة" الموالية للانقلاب، أيضا، فقد أشارت في تقرير لها إلى «الاشتباه في إصابة الدواجن بفيروس إنفلونزا الطيور الأمريكي». وأضافت في تقرير لها، أن «الدواجن على وشك الانقراض من مصر بسبب 5 أمراض، و"الزراعة" تشكل لجانًا لتقصي "النفوق الغامض"». رغم نمو صناعة الدواجن بصورة متسارعة منذ عام 1977 فإنها قد تعرضت منذ عام 2006 وحتى الآن لأزمة كبيرة بسبب ظهور مرض إنفلونزا الطيور؛ حيث تم إعدام أكثر من 15% من جملة الطيور بالدولة. وتعانى صناعة الدواجن حاليًا من عشوائية السياسات الإنتاجية والتسويقية التى لا تتلاءم مع حجم الاستثمارات القائمة فيها. ويشكو المواطنون الآن من ارتفاع أسعارها فى الكثير من مناطق الجمهورية، بينما اشتكى أصحاب المزارع من التأثير السلبى للقاحات والأمصال والتحصينات التى تتسبب فى نفوق قطعان كبيرة من الدواجن بالمزارع المصرية، ما أدى إلى حدوث فجوة كبيرة بين العرض والطلب.