لم تعد استقالة خمسة صحفيين من أعضاء مجلس النقابة مجرد دعوة تبناها من هم على شاكلة مصطفى بكري أو مكرم محمد أحمد، أو تبنتها صحيفة الأهرام من خلال ما سُمي ب"جبهة تصحيح المسار"، أو "لقاء الأسرة الصحفية"، بل صار سيناريو شق الصف الصحفي واقعا، حيث تقدم حاتم زكريا باستقالته فعليا، و"زكريا" هو خامس أربعة أعضاء هم "محمد شبانة وخالد ميري وإبراهيم أبو كيلة وعلاء ثابت". وقال زكريا، الذي يشغل في الوقت ذاته منصب الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب– الممول إماراتيا- فى نص استقالته: "السيد نقيب الصحفيين.. السيد سكرتير نقابة الصحفيين، أرجو أن تنقلوا إلى الزملاء الأساتذة، أعضاء مجلس النقابة، اعتراضى العام على الأسلوب الذى قامت به النقابة، وطريقة الدعوة لعقد اجتماعات تخالف القانون، واللائحة الداخلية للنقابة". وأضاف- فى نص استقالته- "أتقدم إلى جميع أعضاء مجلس النقابة باحتجاجى على مواقف المجلس، التي افتعلها البعض دون أى تشاور فى شأنها، ما يؤكد ديكتاتورية مجموعة سيطرت على المجلس الحالى، ولذلك أرجو قبول استقالتى من عضوية المجلس". شق مبكر وبدأت محاولات شق الصف الصحفي بين الموالين للنظام والحاضرين للجمعية، الذين أرعب حضورهم الكثيف الموالين، فبدأت وفودهم تنهال منذ صباح الخميس، يقودهم جورج إسحاق وجمال فهمي، وسحبت قدم النقيب شيئا فشيئا لحوارات تضعه في مواجهة لا يستطيع مواجهتها مع رأس النظام، الذي كثف من "مواطنيه الشرفاء" على سلالم النقابة. وكانت طريقة الموالين هذه المرة مختلفة؛ فجميعهم ركب موجة الغضب الصحفي، وبدأنا نسمع عبارات من قبيل "أول اقتحام منذ 75 سنة"، "حق للصحفيين"، و"الدولة مدينة باعتذار"، وعند الجمعية العمومية أشار حافظ أبو سعدة إلى وجوب تدخل شيوخ المهنة، ومثله فعل الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز وجورج إسحاق، فإذا بمصطفى بكري تتطابق دعوته والنقيب الأسبق الذي طرده الصحفيون في 2011، مكرم محمد أحمد، ويدعو لاستقالة أعضاء مجلس النقابة قائلا: "استقالة أعضاء مجلس النقابة الآن ستوفر الكثير علينا لحل الأزمة"، وكررها اليوم بشكل محدد لخمسة منهم، قائلا: "أرجو من الزملاء الخمسة أعضاء مجلس النقابة الخمسة الحاضرين معنا أن يتقدموا بالاستقالة". مخاطبا أعضاء مجلس نقابة الصحفيين الذين حضروا اجتماع الأهرام، بحسب "المصري اليوم"، "خالد ميري، ومحمد شبانة، وإبراهيم أبو كيلة، وعلاء ثابت، وحاتم زكريا". "الأسرة" الصحفية تشكل صحيفة الأهرام واحدة من أكبر الكتل الانتخابية في نقابة الصحفيين، ووصفت "اليوم السابع" الاجتماع الذي تم لأعضاء النقابة من صحفيي الأهرام بأنه لقاء "أعضاء الجمعية العمومية"، للتعبير عن آرائهم بشأن قضية نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، وهو ما يخالف مفهوم الجمعية العمومية تماما. أسماء من شاركوا تدل على أن الفضاء المشحون بالتصريحات الباحثة عن مساحة وسط بين الانقلاب والصحفيين كان بفعل هؤلاء، حيث شارك فى اللقاء مكرم محمد أحمد، وعمرو عبد السميع، وعلي حسن رئيس رابطة الصحف القومية، ومحمود بكرى، وأحمد أيوب، وأحمد ناجى قمحة، ومحمد أبو حامد، ومعتز الشاذلى، ونشوى الديب، وأحمد بدوى من أعضاء مجلس النواب، وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين الخمسة، وخيرى رمضان، ومرسى عطا الله. "طروادة" الصحفيين ويحسب للصحفيين الخمسة من أعضاء مجلس النقابة، أنهم كانوا في صدارة المشككين والمؤلبين من داخل الجمعية العمومية، وأصحاب اجتماع الخميس الماضي، الذي انبثق عن إدانة تغطية ما أسموه القنوات "الإخوانية" للجمعية العمومية، فعلاء ثابت "يحذر من محاولات "الإخوان" استغلال غضب الصحفيين، وتوظيف الأزمة فى مآرب أخرى"!. وهي نفس المعزوفة التي لحن عليها بقية زملائه الخمسة؛ فخالد ميري قال: "البعض يستغل الأزمة لإحداث وقيعة كبرى بين "الصحفيين" والرئاسة". وأضاف ميري شاتما: "عضو نقابة الصحفيين الإخوانى بيقول لأسامة كمال: الطريق مغلق أمام محاولة حل الأزمة.. طب ملعون أبوكم بقى". فضلا عن تأكيده وحاتم زكريا أن "يحيى قلاش كان يعلم بقرار الضبط والإحضار وقالهم خليكم هنا". ويشترك الزملاء في كونهم أبناء المؤسسات الحكومية، منهم إبراهيم أبو كيلة من مؤسسة التحرير، وصحيفة الجمهورية لصاحبها سمير عجب، الشهير بسمير رجب، وله تصريح شهير قديم إبان انتخابات الصحفيين الأخيرة، حيث قال: "انتخبوا المهنيين وابتعدوا عن السياسة"، وهو ما يلخص دوره الحالي. ردود أفعال وتوقع عدد من الصحفيين أنه لا فائدة بعد الإجراءات الحكومية السالفة، وتوقع الصحفي الاقتصادي علاء البحار أن يتم حل مجلس نقابة الصحفيين، حيث كتب ساخرا على صفحته على "فيس بوك": "الصحفيين هيتسحلوا لو فشل تحركهم في مواجهة داخلية السيسي.. أدينا قاعدين وبنتفرج". وعلق الصحفي أحمد عبد العزيز، عضو لجنة الحريات، "لازم اجتماع طارئ يضم المجلس وممثلين عن الجمعية، والاعتصام في أقرب وقت يدرس تشكيل لجنة إدارة أزمة من المجلس وممثلين عن الجمعية العمومية، والمعتصمين يطلعوا بيان فورا يدينوا فيه موقف الأعضاء الخمسة بعيدا عن المجلس، ونستمر في الفعاليات المقترحة كما هي، حتى عقد الاجتماع مع المجلس وممثلي الجمعية العمومية والمعتصمين". أما الصحفية نجوى عبد الحميد فقالت: "المشاركون في لقاء "الأسرة" الصحفية على رأس القائمة السوداء من أعداء الصحافة، من حضر اجتماع شق الصف من أعضاء المجلس".