قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إنه جاء الوقت ليعتذر فيه لتوفيق عكاشة، عندما اعتبره نموذجاً للإسفاف واحتقار العقل، ووضعه في سياق واحد مع أحمد عكاشة، غير أن الأيام تثبت أن من الظلم تشبيه أي إنسان بأحمد عكاشة، مضيفا: "كنت أتصور أن المسافة بعيدة جداً بين أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي وتوفيق عكاشة صاحب قناة الثورة المضادة، على اعتبار أن الأول "سيكولوجيست" والثاني "مونولوجيست"، غير أنه تبين أن ما يفصل بينهما هو فقط "مسافة السكة". وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين، أن ما يقدمه عكاشة "السيكولوجيست" لعبد الفتاح السيسي، على مائدة الكلام في الطب النفسي، لا يختلف بحال من الأحوال عما يأتي به توفيق عكاشة على قناته، فكلاهما يتخذ الدجل سلماً للصعود إلى دماغ المتلقي، لتعبئته بهلاوس عن عبقرية الجنرال السيسي. وكلاهما كذلك يحتقر المتلقي، ويعتبره سلة لنفاياته المعلوماتية، وتلك التي يغلفها بكومة من المصطلحات الضخمة التي لا تحمل أي معنى. وكلاهما يفترض فيمن يستمع إليه الضحالة والغباء، بما يجعله واثقاً من أن ما يقوله سيؤثر. وأشار قنديل إلى تحليل عكاشة عن مقاطعة المصريين الانتخابات في زمن عبد الفتاح السيسي، حيث قال، في أسباب المقاطعة، إن "تأجيل الزواج نظراً للظروف المادية، في عدد كبير من دول العالم ومنها مصر، تسبب في إيجاد حالة من الكبت الجنسي لدى بعض الشباب.. ما يؤدى إلى انصراف الشباب إلى النت، فترات طويلة ليلاً والنوم نهاراً، ما يعمل على ابتعاد عدد منهم عن الانتخابات". وأكد أن أحمد عكاشة تفوق على سابقه توفيق في نقاط الإهانة والوضاعة، حين يقول خلال حواره في برنامج "90 دقيقة"، مع معتز بالله عبد الفتاح، على قناة المحور، الجمعة "إن إعطاء الحرية والديمقراطية لجاهل مثل إعطاء السلاح لمجنون"، موضحا " أن عكاشة تقمص شخصية جنرال المخابرات الراحل عمر سليمان، حين قال إن الشعب المصري غير مهيأ للديمقراطية، تلك المقولة التي وجد فيها عبد الفتاح السيسي ضالته، واستخدمها في الداخل والخارج، مخاطباً الغرب بأن الديمقراطية خطر على المصريين. وتابع: "يروج عكاشة نظرية السيسي "ما تسمعوش كلام حد غيري" بنوعٍ من التدليس والاحتيال المقصود حين يضيف "مفيش طبطبة ولا حنية في الجيش، عشان كده في إنجازات، لأن هناك وسائل عديدة للثواب والعقاب". وهنا، مربط الفرس: لا إنجازات مع الديمقراطية، فالإنجازات تأتي من الاستبداد"العسكري"، تلك هي بضاعة تاجر الصحة النفسية الفاسدة التي يبيعها مكشوفة، تقف فوقها جيوش من ذباب الفاشية، من دون أن يكلف نفسه تغليفها ببعض الكلام المنمق.