لم تتسرب الدهشة إلى أنصار الرئيس المختطف محمد مرسي ومناهضي الفاشية العسكرية بعد قرار شامخ الانقلاب بعدم قبول المعارضة المقدمة من جانب الكاتب الصحفى مجدى حسين –رئيس تحرير جريدة "الشعب" ورئيس حزب الاستقلال- وتأييد حبسه 8 سنوات على وقع اتهامات هزلية ضاق بها خيال المؤلف وتضائل أمامها سيناريوهات ترزي "الفبركة" بترويج أفكار متطرفة ونشر أخبار كاذبة وتحريف نصوص الكتاب المقدس. الدائرة 21 إرهاب، برئاسة المستشار أحمد عبد المجيد، أكملت مسلسل انتقام العسكر من رموز المعارضة، وقضت بحبس مجدى حسين 5 سنوات عن التهمتين، الأولى وهى استغلال الدين فى الترويج بالكتابة لأفكار متطرفة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى، والثالثة تحريف عمدا نص الكتاب المقدس (القرآن الكريم)، تحريفا متعمدا، و3 سنوات عن التهمة الثانية وهى إذاعته عمدا أخبار وإشاعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة. والمضحك المبكي فى تلك الهزلية أنها تأتي بعد ساعات قليلة من قرار محكمة جنايات القاهرة بإخلاء سبيل "صحفي الشعب" مع آخرين فى ضقية التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب والتى شملت الإفراج عن مجدي قرقر والشيخ فوزي السعيد، إلا أن القرار لم يتم تنفيذه بحق مجدي حسين على وجه التحديد دون سبب واضح. ويعد الحكم الفاشي أحدث حلقات التنكيل والانتقام من كافة رموز المعارضة الذى يمثلون خجرا فى خاصرة الحكم العسكري، بعد أن تمكنوا من فضح ممارسات السيسي وعصابة البيادة، وعلى رأسهم بطبيعة الحال مجدي حسين والذي كان أول من وجهة لكمة قاسية إلى الجنرال بالكشف عن يهودية أمه وعضوية خاله فى الكنيست الإسرائيلي وهى الواقعة التى تناولتها فيما بعد بالتأكيد شبكة "CNN" الأمريكية. ويعد مجدي حسين أحد الأقلام الحرة التى صنعت ملامح ثورة 25 يناير فى مواجهة نظام مبارك عبر صحيفة "الشعب" التى شكلت أول خروج حقيقي من عباءة إعلام الصوت الواحد ويصنع مسارا بديلا بعيدا عن نوافذ دولة المخلوع، وهو الأمر الذى أثار جنون دولة الحزب المنحل وعمل على ملاحقته وجريدته وحزبه بالحل والحظر والاعتقال. وورث نظام السيسي العداوة تجاه رموز المعارضة خاصة وأنه كان جزء من سرطان دولة مبارك وأحد منتجات الفساد، غير أن رفض مجدي حسن للانقلاب من يومه الأول والإعلان عن رفض ما بني عليه علانية والانضمام إلى مربع الشرعية فى مواجهة فاشية الجنرال وعصابته، والمجاهرة بالعداء لحكم العسكر وفضح ممارساته، دفعت قائد الانقلاب إلى الإصرار على الانتقام وتسخير كافة أجنحة السلطة للقضاء عليه. 3 ضربات موجعة وجه مجدي حسين 3 ضربات موجعة إلى السيسي بشكل مباشر، تعلقت الأولي بالتأكيد على تعرض قائد الانقلاب لمحاولة اغتيال أفقدته القدرة على الظهور لمدة تجاوزت شهرين، ورصد بيانات ضباط النخبة التي كان ينشرها في جريدة الشعب وتزعم أن هناك فصيل كبير من الضباط بالجيش رافضين ل 30 يونيو ويطالبوا السيسي بالتراجع عنها. ثالثة الأسافي بكشف مجدي حسين خبر ديانة والدة السيسي، بعد انتشار أخبار عن كونها يهودية وأن خاله يدعى أوروي صباغ وأنه كان عضوا بالكنيست، وهو الموضوع الذي صاغه مجدي في صيغة سؤال، وحرص على نشر تنويه لمدة 4 أعداد بعدم ورود أي رد من الجنرال على هذا الاتهام. الموضوعات الثلاثة كلها تمس السيسي بشكل شخصي، واعترف السيسي بنفسه بتعرضه لمحاولة اغتيال، فى واقعة تناولتها جريدة «المصري اليوم"، ثم جاءت قضية حسام بهجت التي اعتقل بسببها لأيام بعد نشره تحقيقا عن محاكمة بعد الضباط في الجيش بتهمة التآمر والانقلاب على نظام الحكم، لتوثق ما نشره مجدي حسين مع الإرهاصات الأولي للانقلاب. أما أبرز أسباب العدواة المباشرة بين السيسي وحسين تجسد فى فضح ديانة والدته وحقيقة نشأته فى حارة اليهود، والذى دفعه للانتقام العنيف والتوجه نحو القتل البطيء لتمرير التخلص من الصحف المزعج، وهو الأمر ثبت صحته ضمنا بعدم إثارة الجنرال أي ضجة في الإعلام عقب وفاة والدته، بل لم نر نعيا في أي جريدة، ولم تذاع حتى صلاة الجنازة عليها، بل ان موضوع الوفاة نفسه كثيرون لا يعلمون به بسبب التكتم الإعلامي عليه، بالإضافة إلى أن حضور الجنازة اقتصر فقط على أقرب المقربين، ولم يحضر أي مسئول من الحكومة او الرئاسة او حتى الجيش. وجاءت التصريحات المنسوبة لتوفيق عكاشة -رجل المخابرات- لتزيد من الشعر بيت، عندما خرج عبر فضائيته المسودة قائلا: "انا اللى عندي يبطل انتخابك رئيس لمصر من الأساس، شهادة ميلاد الام عندي والاصل والفصل عندي"، فضلا عن تقرير ل شبكة CNN الأمريكية والتى أشارت إلى حقيقة ديانة والدة الجنرال. قد تكون الأسباب السابقة تمس السيسي بشكل شخصي، لكن ما جعل مجدي حسين في عداوة صريحة مع نظام السيسي بأكلمه، هو حرصه الشديد على التأكيد على أن ثورة 25 يناير كانت ثورة ضد التبعية للحلف الصهيوني الأمريكي، لدرجة أنه كتب مقالا قال فيه إن ثورة لا ترفع شعار الاستقلال لا تستحق الموت من أجلها. تخطى مجدي حسين كافة الخطوط الحمراء، حينما وصف الجيش المصري بأنه «جيش كامب ديفيد» ليكون سباقا إلى هذا الوصف الذي انتشر بعد ذلك انتشار النار في الهشيم، كما كان أول من دعا إلى إقصاء المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي بعد الثورة، وكان أول من طرح مصطلح «تطهير الجيش والمخابرات»، واتهم الجيش المصري صراحة بأنه محكوم من قبل عملاء أمريكا وإسرائيل.
معارك حسين لم تقف عند هذا الحد، لكنها شملت أيضا كافة أركان نظام السيسي، وعلى رأسها القضاء والإعلام، عبر مجموعة من الملفات السوداء التي نشرتها جريدة الشعب لأقطاب القضاء والإعلام المؤيدين لنظام السيسي وعلى رأسهم أحمد الزند ونجيب ساويرس، ليلجأ الانقلاب إلى منصة الشامخ بحكم مسيس يمعن الانتقام والتنكيل بمجدي حسين.