يعيش المصريون أزمات متلاحقة، كما يعاني معظمهم من محدودية الدخل، والإرهاق المادي، كما تسبب الموت الإكلينيكي للجنيه المصري إلى أزمات متلاحقة وارتفاع في أسعار كافة السلع والمنتجات، ولا تتوقف فواتير المياه والكهرباء عن الصعود، إضافة إلى القبضة الأمنية الباطشة التي تسيطر على كافة المجالات، مما حول مصر إلى سجن كبير، وهي العوامل التي أدت إلى وصول الهجرة في السنوات الأخيرة إلى أعلى معدلاتها. ومع هذه الأوضاع لم تكن أخبار احتلال مصر مركزًا متأخرًا في مؤشر السعادة السنوي الذي يجريه مركز أبحاث جامعة كولومبياالأمريكية، في مقابل مركز متقدم للغاية حققه الاحتلال الإسرائيلي في المؤشر نفسه أمرا غريبا.
ووفقا لهذا المؤشر العالمي فقد حلت مصر في المركز ال120، فيما تراجعت الإمارات من المركز ال20 إلى 28، وتراجعت المملكة العربية السعودية من المركز35 إلى 34، وجاءت الأردن في المرتبة ال 112، وإيران 105 وفلسطين 108، واحتل العراق المركز ال113. أما العشرة الكبار في القائمة، فتتصدرهم الدنمارك تليها سويسرا، وأيسلندا والنرويج وفنلندا وكندا، وهولندا ونيوزلندا وأستراليا وتحل السويد في المركز العاشر، وجاء الاحتلال الإسرائيلي بعدهم مباشرة في المركز ال11. ويقيس المؤشر معدل السعادة لمواطني 157 دولة على أساس سلسلة من المعايير؛ منها الناتج الإجمالي المحلي، ونصيب الفرد منه، ونظام الضمان الاجتماعي، والرعاية الصحية، ومتوسط عمر الفرد، وحريته في اتخاذ القرارات، ونسبة الفساد في الدولة، إضافة إلى مستوى الحرية في اتخاذ قرارات تتعلق بالحياة الخاصة لكل مواطن، والأشياء التي يستندون عليها في أوقات الأزمات.