أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن حديث رئيس السلطة محمود عباس عن رفض حركة حماس للانتخابات لا أساس له من الصحة، مشددة على أنها تريد إجراء الانتخابات بجميع أشكالها، وفق ما نصّ عليه اتفاق القاهرة. وكان رئيس السلطة محمود عباس قد قال في خطاب له مساء أمس الأربعاء، أن حماس أخبرته رفضها إجراء الانتخابات. وحول عدم موافقة حماس على مبادرة الفصائل لحل أزمة معبر رفح، دعت حماس على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري الحكومة لتحمل مسؤولياتها في غزة حول المعبر وغيره. وقال أبو زهري: "من الطبيعي أن تتشاور حماس مع الفصائل حول مبادرة أزمة معبر رفح، لكن هذا لا علاقة له بالحكومة. وتساءل لماذا تتحدث الحكومة عن المعبر فقط التي تجبي منه الأموال، ولا تتحدث عن التعليم والصحة؟". وعبر عن انزعاج حركته من تصريحات محمود عباس التي قال فيها إن من حق السلطات المصرية إغلاق معبر رفح، وهو ما يمثل تبريراً مرفوضاً لاستمرار مصر في إغلاق المعبر. من جانبه قال إسماعيل الأشقر النائب في المجلس التشريعي، إن عباس يحاول تصدير أزماته للآخرين، وحماس جاهزة للانتخابات غدا. أزمة معبر رفح من جهة ثانية، أكد مسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن لجنة فصائلية ستعقد اجتماعًا مع حركة "حماس" السبت المقبل لبحث مبادرة حل أزمة معبر رفح، فيما أكد وكيل وزارة الخارجية في غزة غازي حمد ضرورة مناقشة التفاصيل؛ لتفادي الوقوع بأي عراقيل تحول دون عمله بالشكل المطلوب. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر خلال لقاء مفتوح مساء الأربعاء حول "الفرص والتحديات لمبادرة الفصائل لفتح المعبر" نظمه "بيت الحكمة" في غزة، إن الحكومة أعطت موقفاً إيجابياً من مبادرة الفصائل، وشكلت لجنة لمتابعة تنفيذها. وأعرب عن الأمل أن يتكلل الاجتماع مع حماس بالنجاح والموافقة على مبادرة الفصائل بشكل كلي "كي نبدأ بخطوات عملية لإنهاء أزمة إغلاق معبر رفح التي تؤرق آلاف المواطنين في غزة". ولفت مزهر إلى أن مبادرة الفصائل تكمن في أن تتحمل الحكومة المسؤولية المباشرة عن إدارة معبر رفح، بالإضافة إلى الاتفاق على شخصية مهنية ذات كفاءة لإدارة المعبر بعيداً عن التجاذبات السياسية والفصائلية. وأضاف "بحسب المبادرة الفصائلية سيستلم حرس الرئيس أمن المعبر، وتخصيص صندوق وطني لإيرادات معبر رفح من أجل استخدامها في عمليات تأهيل المعبر والخدمات العامة والتوسعة". وأكد مزهر أن المبادرة تشمل إعداد كشف من موظفي المعبر ما قبل الانقسام وما بعد الانقسام لدمجهم في هيكلية موحدة بعيداً عن الإقصاء. وكان رئيس السلطة محمود عباس، أعلن في خطاب له مساء الأربعاء، أنه من حق مصر إغلاق معبر رفح، فيما أعلنت حركة "حماس" الليلة الماضية أنها شكلت لجنة قيادية لبحث أفكار ومقترحات قدمت لها مؤخرا بشأن حل أزمة معبر رفح. مناقشة التفاصيل بدوره، أكد غازي حمد، ضرورة مناقشة التفاصيل في أي مبادرة لفتح معبر رفح؛ لتفادي الوقوع بأي عراقيل تحول دون عمله بالشكل المطلوب. وقال حمد إن "المعبر يشكل مجمعا لكل القضايا الحكومية؛ لما يشمل من أمن وشرطة وجمارك وجوازات ومالية، وبالتالي هناك قضايا تفصيلية مهمة ويجب أن تبحث بشكل فني كي لا تحدث أي إشكالية لاحقا". وتساءل حمد "هل يعقل أن يكون معبر رفح تحت مسؤولية حكومة الوفاق الوطني بينما قطاع غزة بأكمله بعيدا عن مسؤولياتها؟!". سحب الذرائع من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب إن نجاح مبادرة الفصائل "يكمن في تحقيق إرادة قوية من حركتي فتح وحماس لإنهاء أزمة معبر رفح". وشدد حبيب على أهمية قبول هذه المبادرة من الطرفين لسحب الذرائع من السلطات المصرية التي تغلق معبر رفح بشكل دائم، مؤكدا أن يشمل أي خطط تطويرية للمعبر بإعادة ترتيب وتدوير الموظفين عليه من دون إقصاء أو إبدال. في المقابل، قال المتحدث باسم حركة "فتح" فايز أبو عيطة إن حركته مع أي مبادرة توافق عليها حكومة الوفاق والحكومة أعطت موقفا إيجابيا منها في سبيل الوصول إلى حل نهائي. من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة إن هناك أسبابا عديدة دفعت الفصائل والقوى الوطنية لتبني مبادرة لفتح معبر رفح أهمها أن عام 2015 هو الأسوأ في إغلاق معبر رفح بشكل دائم، وأنه فتح طيلة العام 21 يوماً فقط. وذكر أبو ظريفة "أن الجهود التي بذلتها الفصائل أحدثت خرقاً واضحاً بملف معبر رفح، واستطاعت أن تحيد المعبر بالمطالبة بفتحه بعيداً عن الانقسام والتجاذبات السياسية". مبادرة المستقلين وأشار المحامي عبد الكريم شبير، من الشخصيات المستقلة، إلى وجود العديد من المبادرات الجادة قدمتها شخصيات مستقلة وفصائلية لتشكيل قوة فاعلة على الأرض للضغط من أجل فتح معبر رفح. وذكر شبير أن المبادرة التي قدمتها شخصيات مستقلة عبر تشكيل هيئة وطنية لإدارة المعبر من شخصيات مستقلة تمت الموافقة عليها السلطة في رام الله، لكن حماس لم تعط رداً واضحاً حول ذلك. وبين أن شركات الحج والعمرة واتحاد الصناعات والتجار قدموا مبادرة عبر خصخصة معبر رفح، موضحاً أن القيادة المصرية تدرس هذا المشروع من خلال إدارته بشركة مصرية وأخرى فلسطينية.