يكفي أن تجد توقيع القاضي الملاكي ناجي شحاتة فى ذيل الأحكام الجائرة التى تصدر بحق الأحرار فى مختلف دوائر العسكر لتدرك منذ الوهلة الأولى انحراف مسار العدالة وافتقاد الأدلة وغياب الأحراز على نحو يحتاج إلى "قاضي الإعدامات" من أجل طبخ القضايا على نحو يرضي الانقلاب وإصدار القرارات بذات المنطوق الذى خرج به من الشئون المعنوية أو وفقا لتعليمات اللواء عباس كامل مدير مكتب التسريبات. ناجي شحاتة القاضي -الذى فضحت صحيفة "الوطن" الموالية للانقلاب أكاذيبه وافتقاده الحياد أو المصداقية فى التعامل مع القاضيا، الذى بات فيها خصمًا وحكمًا، فضلا عن انتمائه المعلن للمؤسسة العسكرية- كان الرقم الأهم فى هزلية اقتحام قسم كرداسة التى غابت فيها الحقائق والتبس خلالها المشهد وتضاربت أقوال شهود الإثبات، إلا أنه كان فى الموعد ليصد ثلة من الأحكام الجائرة بقتل 149 مصريًّا بدم بارد. وقرر قاضي الإعدامات أن يحصل على شرف إصدار أول حكم بالإعدام فى تاريخ الشامخ المصري على امرأة مِصْرية، بعد أن قضى بقتل «أم الثوار» الحاجة سامية شنن «50 عاما» متجاهلا تعرضها لشتى أنواع التعذيب النفسي والبدني على يد مليشيات الشرطة للاعتراف بجرائم لم ترتكبها. وعلى خلفية قرار محكمة النقض بتأجيل نظر الطعون المقدمة على إعدامات هزلية مذبحة كرداسة، إلى جلسة 20 يناير الجاري، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #كرداسة_الصامدة من أجل الدفاع عن أحرار المدينة المنكوبة وفضح جرائم شامخ الانقلاب فى تلفيق القضايا ومحاصرة مناهضي الحكم العسكري بالأحكام الفاشية فى محاولة بائسة لوأد الحراك الثوري المتنامي فى الشارع المصري ضد عبدالفتاح السيسي. ولم يكتف الانقلاب بعقاب المدينة بأكملها فى عملية اقتحام فاشية، دمرت خلالها مليشيات الشرطة عشرات المنازل بشكل كامل وحرقت البيوت على رءوس قاطنيها وسرقة محتوياتها، فى واحدة من أكبر حملات الاعتقال فى تاريخ الداخلية أسفرت عن استشهاد 13 مصريا واقتياد المئات من الأهالي داخل سيارات الترحيلات على وقع الضرب والانتهاكات دون تمييز، بل أكمل جريمته وانهال -بعد وقت قصير من الاختفاء القسري- بالأحكام الجزافية على أحرار كرداسة بالقتل والمشدد. هاشتاج #كرداسة_الصامدة لم يلبث أن ارتقى فى سلم التريندات على مواقع التواصل الاجتماعي على وقع تفاعل النشطاء الواسع للتنديد بجرائم الشامخ، فكتبت الناشطة مريم الخطاب: "خدعوك فقالوا..إرهابيين ، إلا انهم هم المجاهدين أبناء #كرداسة_الصامدة منهم الشهيد ومنهم المعتقل والمطارد، اللهم لا تجعل للظالمين عليهم سبيلا". وصدر الناشط إبراهيم الشربيني صورة الشيخ عبد الرحيم جبريل -أحد علماء المدينة الصامدة- مطالبا بالحرية للداعية الإسلامي الذى تجاوز ال75 من عمره. فيما كتبت سعاد العربي: "اللهم انتقم من الظالمين". وعلقت صاحبة حساب توتا إمام: "ثوار ناهيا يضربون أروع الأمثلة فى الصمود والثبات، أحييكم وأشد على أياديكم، #صمودكم_بيقوينا، #كرداسة_الصامدة". وكتبت سعاد بركات: "نسأل الله العلى العظيم أن ننتقل من نعى المظلومين والتذكبر بمأساتهم إلى تحرير الأسرى وعقاب المجرمين قبل أن يتمكنوا من شرفاء الوطن.. اللهم همة وخطة وسرعة واتقان وقصاص.. اللهم استجب قبل أن نُفجع فى شرفائنا وأفاضلنا وأسرانا". وكانت النيابة العامة، قد نسبت للمعتقلين، ارتكاب جرائم التجمهر والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، وحيازة أسلحة نارية وبيضاء وثقيلة وقتل 11 ضباطًا من قسم شرطة كرداسة والتمثيل بجثثهم وقتل مدنيين اثنين تصادف وجودهما داخل القسم في أثناء الواقعة. وقضت محكمة جنايات الجيزة بإعدام 6 متهمين صدر ضدهم حكم غيابي بالإعدام لإدانتهم بقتل ضباط شرطة قسم كرداسة بعد اقتحامه عام 2013، والتمثيل بجثتهم، حيث تم ضبطهم ومحاكمتهم حضوريا بالإعدام، لينضم إلى حكم آخر بحق 149 متهما في ذات القضية، كان قد صدر ضدهم حكم بالإعدام، من بينهم الحاجة سامية شنن.