صمت مطبق يخيم على عمائم الأزهر في مصر ودار الإفتاء، عقب تنفيذ السعودية القصاص في 47 شخصًا وصفتهم بالمحرضين والإرهابيين، في انتظار أوامر سلطات الانقلاب العسكري بالتأييد أو الإدانة، بحسب نوعية وكمية ومصدر "شكاير الأرز"، التي سوف تنهال في النهاية في حجر قائد الانقلاب، في مقابل تصريح للسعودية أو إيران. علقت قطر في وقت سابق مشاركتها في عمليات "عاصفة الحزم" باليمن، التي تقودها المملكة العربية السعودية بعد كشف فضيحة إلقاء "السيسي" شحنة أسلحة إلى الحوثيين أتباع إيران، بدلاً عن القوات الموالية لهادي، وهو ما اعتبرته القيادة القطرية خيانة وتضليلا.
المرشد الإيراني "علي خامنئي" خرج عن هدوئه ووقاره المعهود، مهددًا الرياض بالويل والثبور والرد القاسي على إعدام أصبعه الشيعي "نمر النمر"، فيما وصف المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حسين نقوي عملية الإعدام بأنها "جريمة نكراء"، بينما طالب شقيق النمر بالسلمية في أي ردود أفعال محتملة.
فيما انهال "كف" الرياض على وجه إيران بالإعلان في بيان رسمي اليوم السبت، إعدام 47 إرهابياً معظمهم ضلعوا في سلسلة هجمات في الفترة الممتدة بين 2003 و2006، وكان من بين الذين شملهم حكم الإعدام المحرض الشيعي "نمر باقر النمر".
وعلى الفور توعد المتحدث باسم خارجية إيران، حسين جابر أنصاري، الرياض بالقول إن "السياسة اللامسؤولة للحكومة السعودية ستدفع بسببها ثمنا باهظا".
من هو نمر النمر؟
ولد أشهر الأصابع الشيعية في السعودية "نمر باقر النمر" (57 عاماً) في العوامية، وعند اندلاع الثورة الخومينية في إيران ذهب إليها، ومنها إلى العراق ومن ثم انتقل إلى سوريا، وظل خارج السعودية لأكثر من 15 عاماً، قبل أن يعود في 1994، حيث مارس التحريض على الرغم من إيقافه بصورة متكررة.
بدأت حدة خطاباته التصعيدية بالتزايد منذ عام 2009 حين هاجم من منبره في العوامية، وزارة الداخلية السعودية.
ومن أبرز التهم التي أثبتت ضده سخريته من وفاة وزير الداخلية السعودي آنذاك الأمير نايف بن عبد العزيز، حيث طالب حينها بإسقاط مملكة البحرين، وإنشاء "دولة شيعية".
وبين الجرائم التي أدين النمر بارتكابها نقض البيعة مع ولي الأمر، والخروج في عدد من المسيرات والتظاهرات والتجمعات وترديد بعض الهتافات المسيئة للدولة، واستعمال هاتفه الخليوي في التحريض على التظاهرات.
كما أنه متهم بالتستر على عدد من المطلوبين أمنياً، ومساعدتهم على الهروب من مداهمات الشرطة، ورمي الحجارة وعبوات "المولوتوف" على رجال الشرطة.
ومن بين التهم أيضًا وصفه رجال الأمن ب"عصابات قطاع الطرق"، وقوات "درع الجزيرة" ب"عار الجزيرة"، مطالباً بإخراجهم من البحرين.
وألقت السلطات السعودية القبض على النمر في يوليو 2012، بعد ملاحقته وإصابته بطلق ناري في رجله، وأعلنت الداخلية السعودية حينها أنها اعتقلت "أحد مثيري الفتنة"، ومن معه "حاولوا مقاومة رجال الأمن، وقد بادر بإطلاق النار والاصطدام بإحدى الدوريات الأمنية أثناء محاولته الهرب".
وكان قضاة المحكمة الجزائية بالرياض قد أصدروا في وقت سابق حكماً بإعدام النمر "تعزيرًا" بعد اتهامه ب"زرع الفتنة وزعزعة الوحدة الوطنية".
وفي 25 أكتوبر 2015 صادقت المحكمة العليا ومحكمة الاستئناف في السعودية على حكم المحكمة الجزائية بالقتل تعزيرًا بحق نمر النمر، بعد إدانته بإشعال الفتنة الطائفية وتأييده لأحداث الشغب، والخروج على ولي الأمر وتشكيل خلية إرهابية هدفها قتل رجال الأمن ببلدة العوامية في محافظة القطيف (شرق السعودية).
وتتالت البيانات والمواقف عن الأحزاب والشخصيات الموالية لطهران، فاعتبر بيان للمجلس الشيعي الأعلى في لبنان، أن إعدام النمر "خطأ فادح" مندداً بتنفيذ الحكم فيه.
وفي العراق، أصدر فصيل شيعي موالٍ لإيران، كتائب حزب الله، بيانًا على لسان رئيسه أبو مهدي المهندس، يقول فيه إن إعدام النمر"جريمة" كما نقل تلفزيون العهد، القناة المملوكة لفصيل عراقي شيعي آخر، عصائب أهل الحق.
وفي اليمن، أصدر موقع تابع للحوثيين، بيانًا ندد فيه بإعدام النمر، الذي اعتبرته الميليشيا الموالية لطهران "مجاهدًا"، في حين قطعت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين إرسالها المعتاد، وأذاعت آيات من القرآن الكريم.