دأبت صحيفة "اليوم السابع" قريبة الصلة بالأجهزة المخابراتية الأمريكية على نشر استطلاعات رأي تفاعلية دائمًا ما تخرج نتائجها في صالح الحكومة، ودعمًا لوجهات تريدها الأجهزة الأمنية المختلفة. ولم تخرج نتائج تلك الاستطلاعات عن التوجهات الحكومية، ولا مرة واحدة، من باب الموضوعية. فيما يذهب مراقبون إلى أن التصويت غالبًا ما يكون من داخل حسابات تابعة للأجهزة الأمنية أو عبر التصويت المفتوح من قبل "آي بي" حساب واحدد يتم فتحه من قبل الصحيفة لصالح الجهة الحكومية. اليوم استرعى انتباه بعض المراقبين نشر الصحيفة نتائج استطلاع أكد موافقة 54% من المتابعين على زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق، رغم الغضب الشعبي المتنامي من ارتفاع أسعار السلع والخدمات والكهرباء والطاقة وخفض الدعم. 54% من القراء يؤيدون مطالب رفع قيمة تذاكر مترو الأنفاق لتحسين الخدمة وجاء الاستطلاع تحت عنوان: هل تؤيد مطالب رفع قيمة تذاكر مترو الأنفاق لتقليل الخسائر وتحسين الخدمة، وزعم "اليوم السابع" أن 54% من القراء أيدوا مطالب رفع قيمة تذاكر مترو الأنفاق لتقليل الخسائر وتحسين الخدمة، بينما اعترض 45% من القراء على مطالب رفع قيمة تذاكر مترو الأنفاق لتقليل الخسائر وتحسين الخدمة، في الوقت الذي أعرب فيه 1% من القراء عن عدم معرفتهم بموضوع الاستطلاع. وسبق ذلك الاستطلاع عدة استطلاعات عبرت عن إرادة حكومية وتوجيه لأجهزة لأمنية نحو سياسات قادمة، في صالح النظام لا الشعب، ومنها: 65% من القراء يتوقعون نجاح الصحة في الارتقاء بمستوى الخدمة بالمستشفيات بينما استبعد 34% من القراء نجاح الوزارة في تحسين خدمات المستشفيات، في الوقت الذي أعرب فيه 1% من القراء عن عدم معرفتهم بموضوع الاستطلاع. غالبية القراء يتوقعون نجاح الشرطة والجيش في وأد فتنة أسوان ، السيطرة على أحداث الفتنة القبلية المشتعلة في منطقة السيل الريفي بين قبيلتي الهلالية والدابودية. وتوقع 71.41% من القراء نجاح الجهود الأمنية المشتركة بين الجيش والشرطة في فرض السيطرة، بينما توقع 27.15% من القراء فشل الأمن في فرض سيطرته على الأحداث، في الوقت الذي أبدى فيه 1.44% من القراء عدم اهتمامهم بموضوع الاستطلاع. وذلك رغم فشل الحلول الأمنية في مواجهة الأزمات المجتمعية. وفي توجيه من المخابرات ضمن ساسة الإلهاء وشغل المصريين عن هموم حياتهم الاقتصادية والسياسية، نشر اليوم السابع في ديسمبر الماضي، استطلاعًا للرأي قال فيه غالبية المشاركين إن عودة الدوري تحد من حالة الجدل في الشارع السياسي؛ حيث أكد 54% موافقتهم على عودة دوري كرة القدم أول فبراير ، للحد من حالة الجدل في الشارع السياسي. بل تم استخدام استطلاعات اليوم السابع لتحويل الفشل إلى نجاح، وتوقع القراء أيضًا نجاح الحكومة في حل أزمة نقص المواد البترولية بمحطات الوقود، على الرغم من تفاقم الأزمة. ولجرّ المصريين بعيدًا عن الميادين، التي جاءت بالثورة، أحرجت "اليوم السابع" استطلاع رأي عن المشاركة السياسية قبل وبعد"25 يناير" بالتعاون مع "بصيرة".. أكد خلاله 77%من المصوتين أن التصويت بالانتخابات الوسيلة الأهم للمشاركة.. و65 %يرون أنه مؤثر في سياسات الحكومة. وفي عام تالي تطور الأمر لإثارة الجماهير ضد المعارضة السياسية، عبر استطلاع رأي حذر من العنف في ذكرى 25 يناير. وتوقع 63% من القراء تزايد أعمال العنف مع اقتراب ذكرى 25 يناير. ولتبرير تقاعس السياسي عن الوفاء بتعهداته أمام السعودية ودول الخليج وتلاعبه مع إيران، احتفى "اليوم السابع" باستبيان لبصيرة" أكد خلاله أن 23% يوافقون على شن مصر هجوم بري على اليمن، حاملاً تبريرًا يبدو أنه شعبيًّا لسياسات السيسي. وفي إطار دعم حكومة الانقلاب أفرز اليوم السابع استطلاعًا أكد فيه أن 70% من القراء يتوقعون نجاح خطة الحكومة لتنمية المحافظات الحدودية. وعلى ما يبدو فإن تصويتات المشاركين في استطلاعات اليوم السابع غالبًا ما تتوف عند الرقم 54% موافقة، و1% لا يعلم عن الموضوع، وهو ما تكرر في كثير من الاستطلاعات. حيث توقع 54%من القراء نجاح وزارة النقل في حل أزمة "المزلقانات ووقف حوادث القطارات". أما إذا تعلق الأمر بالإخوان والمعارضة للسيسي، ترتفع النسبة بعض الشيء، حيث توقع 59%من القراء تزايد الانشقاقات داخل تنظيم الإخوان الدولي بعد فك إخوان الأردن ارتباطهم التنظيمي. الخطر في تلك الاستطلاعات في تشويه وتزييف وعي الجماهير لصالح الحكومة أو أجهزة أمنية، بينما الواقع مغاير تماما لتلك الاستنتاجات التي قد يصطدم المواطن بعكسها تمامًا في الواقع ما يحمل ردّات فعل غير مدروسة ولا متوقعة تهدد استقرار وأمن المجتمع.