تعاني السياحة من نزيف متواصل بسبب الخسائر التي تتكبدها نتيجة لتدهورها بعد الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013، حيث حذرت العديد من البلدان مواطنيها من السفر إلى مصر، كما أوقفت العديد من الشركات السياحية العالمية رحلاتها خوفا من الوضع الأمني السيء. وكانت صحيفة "إنترناشونال بزنس تايمز" الإلكترونية الأمريكية قد قالت إن صناعة السياحة المصرية تلفظ أنفاسها الأخيرة، مشيرة إلى أن القطاع تلقى في الآونة الأخيرة سلسلة من الضربات الموجعة التي كان لها بالغ الأثر على السياحة الوافدة من الخارج. وفي تصريحات صحفية أكد سامي محمود -رئيس هيئة تنشيط السياحة- أن نسب الإشغالات ما زالت ضعيفة، خاصةً بالأقصر وأسوان، حيث لا تتعدى نسبة الإشغالات بالأقصر وأسوان ال10%. أما السياحة الشاطئية، فهي أفضل حالا من الثقافية، حيث تتراوح نسب الإشغالات بالغردقة من 50% إلى 60% وتصل أحياناً إلى 70%، بينما في شرم الشيخ تتراوح ما بين 40 و50%، مضيفا: "وعلى الرغم من ارتفاع نسب الإشغالات بهذه المناطق إلا إنها ضعيفة جداً، مقارنة بعام الذروة عام 2010، الذي وصل به عدد السائحين إلى 15 مليون سائح". خسائر بالمليارات وتعرض المستثمرون والعاملون لخسائر فادحة، ففي أغسطس 2014، رصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية تراجع عائدات السياحة في مصر بشكل كبير منذ اندلاع ثورة 25 يناير، نتيجة للاضطرابات السياسية التي أعقبتها، والتي تسببت في إصدار العديد من الدول الغربية تحذيرات لمواطنيها من السفر للمناطق السياحية في البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن نسبة عائدات قطاع السياحة تراجعت بنسبة وصلت إلى 95%؛ حيث انخفضت إيرادات وزارة الآثار المصرية مما حال دون قدرتها على دفع رواتب موظفيها. وأضافت:" بالمقارنة بين عدد السياح الذين أتوا إلى مصر في عام 2013 وعددهم في عام 2010، سنلاحظ الفرق الشاسع، فقد كان عدد السياح في الفنادق المصرية حوالي 14.7 مليون سائح عام 2010، أما عام 2013 فقد بلغ عددهم 9.5 مليون سائح فقط". كما تكبدت السياحة النيلية خسائر تقترب من 8 مليارات دولار خلال الأربع سنوات الماضية في ظل توقف 280 فندقاً عائماً بسبب الاضطرابات الأمنية، وتوقف الرحلات النيلية الطويلة في محافظتي الأقصر وأسوان. ومن جانبه، قال إلهامي الزيات -رئيس اتحاد الغرف السياحية- إن إلغاء حجوزات الفنادق في سيناء، خلال الأيام الأولى من شهر يوليو الماضي، بلغ أكثر من 75%، بنسبة خسائر تجاوزت 5 مليارات جنيه، مرجعًا ذلك لتفاقم الاضطرابات الأمنية والتفجيرات، التي تشهدها منطقة سيناء منذ الانقلاب العسكري.. وقال الزيات، في تصريحات صحفية: "نخشى من تدهور حجوزات الشهرين المقبلين، سبتمبر وأكتوبر، وهما من أهم شهور الموسم السياحي في سيناء صيفاً، موضحاً أن عدم الاستقرار في سيناء سيكون كارثة على الاقتصاد المصري، خاصة على قطاعات السياحة والصناعة وقناة السويس والبورصة". السلطة تخسر رهانها على السياحة العربية وأكد مراقبون أن السلطات الحالية كانت تراهن على السياحة العربية لإنقاذ القطاع، إلا انها خسرت هذه الرهان، حيث تراجعت حركة السياحة الوافدة من الدول العربية إلى مصر خلال شهر يونيو الماضى بنسبة 9.5% في أعداد السائحين و10.7٪ في لياليهم السياحية، وذلك وفقا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وقال اللواء أبو بكر الجندي -رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء- إن النشرة الشهرية التى يصدرها الجهاز أشارت إلى أن عدد السائحين القادمين من الدول العربية بلغ 135.6 ألف سائح خلال شهر يونيه 2015، مقابل149.9ألف سائح خلال نفس الشهر لعام 2014 بنسبة انخفاض قدرها 9.5٪ وبنسبة قدرها16.5٪ من إجمالي اعداد السائحين. أضاف الجندي أن هذا الإنحفاض في أعداد السائحين العرب قد ترك أثاره على اليالى السياحية التى يقضيها الأشقاء العرب في مصر، حيث بلغ عدد الليالي السياحية التي قضاها السائحين المغادرين من الدول العربية 1.5 مليون ليلة خلال شهر يونيه 2015 مقابل1.7 مليون ليلة خلال نفس الشهر لعام 2014 بنسبة انخفاض قدرها 10.7٪ وبنسبة 20.0 ٪ من إجمالي الليالي السياحية. الحكومة السبب ويتهم خبراء ومتخصصون الحكومة والسلطات الحالية بالتسبب في تدهور وتراجع السياحة في مصر، وذلك بسبب تصدير شعار "الحرب على الإرهاب" إعلاميا ودوليا، وهو ما يؤدى إلى قلق وكلاء السياحة في الخارج ويؤدى لوضع مصر على قوائم حظر السفر، باعتبارها منطقة شديدة الخطورة. وقال عاطف عبداللطيف -عضو جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء- إن غياب الأمن والعمليات الإرهابية تؤثر سلبا على حركة السياحة الوافدة لمصر وأيضا على حجم تدفقات الاستثمار، مشيرا إلى أن شركتي فرست تشويش وتومسون الإنجليزية، وهي أحد فروع الشركة العالمية توى للسياحة والسفر، أوقفت رحلاتها إلى الأقصر، بالإضافة إلي قيام شركة هيلتون العالمية لإدارة الفنادق قررت في وقت سابق إغلاق أحد فروعها في منطقة نوبيع، بجنوب سيناء، بسبب تراجع التدفقات السياحية للمنطقة خلال الفترة الأخيرة. وأوضح عبد اللطيف أن مصر معرضة في أى وقت للقيام بوضعها علي قوائم حظر السفر إليها بإعتبارها منطقة شديدة الخطورة نتيجة لكثرة العمليات الارهابية التى تحدث في كل أنحاء مصر، مؤكدًا أن بعض الدولة قامت بفرض الحظر علي مصر نتيجة لتلك لكثرة العمليات الارهابية. ورغم الجولات الترويجية التي قامت بها وزارة السياحة لإقناع الدول الأوروبية والأسيوية، التي أصدرت تحذيرات السفر إلى مصر في أعقاب انقلاب الجيش على الرئيس محمد مرسي، إلا أنها لم تؤتِ ثمارها، حيث لا تزال بعض الدول مبقية على تحذيراتها لمواطنيها، ومنها اليابان وكوريا الجنوبية.