في الذكرى الثانية لمجزرة رابعة والنهضة، بات ملف "المفقودين" واحدًا من الملفات المنسية حول هؤلاء الأحرار الذين خرجوا ولم يعودوا بعد.. حتى الآن، وسط غياب الإحصائيات أو البيانات بشأنهم. وحسب إحصائيات، بحسب تقارير حقوقية محلية ودولية صدرت عن منظمتي "العفو الدولية" و"هيومن رايتس مونيتور" ومركزي "النديم" و"الكرامة"، فإن عدد المفقودين منذ مجزرة رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013 بلغت 250 في رابعة و150 شخصا في النهضة، ما يشي بقلق بالغ على المئات من المواطنين المفقودين الذين لم يتمتعوا بزخم إعلامي وحقوقي. ورغم إعلان قناة الجزيرة مباشر مصر بعد مجزرة الفض عن تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لجمع وحصر أسماء "مفقودي رابعة العدوية" ،إلا أن القناة أهملت الحملة بعد أيام من تدشنها وبلغ عدد البلاغات عن المفقودين 250 مفقودا فقط، حتى الصفحة الخاصة التي دشنها نشطاء على الفيس بوك بعد أيام من المجزرة، توقفت بعد أسابيع قليلة، وأصبحت صفحة مهجورة تماما مثل قضية المفقودين. رابط صفحة "مفقود ورابعة والنهضة" على فيس بوك https://www.facebook.com/mafkodarabha جبهة استقلال القضاء وتعتبر جبهة "استقلال القضاء" من الجهات الحقوقية المحدودة التي طالبت بإجراء تحقيقات جدية ومستقلة في ملف المفقودين تحت حكم العسكر، سواء في الفترة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير 2011، أو منذ ارتكاب جريمة الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 ومحرقة رابعة العدوية والنهضة علي وجه التحديد، مؤكدة أن الدولة بكل مؤسساتها ملزمة بكشف مصير هؤلاء المفقودين. كما حملوا المجلس الأعلى للقضاء ووزارة العدل والمجلس القومي لحقوق الإنسان المسئولية القانونية والإنسانية عن استمرار غلق ملف المفقودين، وتناشد المقرر المعنى بالاختفاء القسري بالأمم المتحدة للضغط على مصر للكشف عن مصير المفقودين احتراما للاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الدولة المصرية. وأدانت الجبهة كل حالات الاختفاء القسري التي وقعت تحت حكم العسكر، باعتبارها جرائم بموجب القانون الدولي، وتتعاهد بملاحقة المتورطين في تلك الجرائم التي لن تسقط بالتقادم والتي تمثل انتهاكا بشعا ضمن أشد حالات انتهاك حقوق الانسان اذا تتخطي المفقود الي المحيطين به من أفراد أسرته. أبرز الحالات الموثقة للمفقودين وكانت بعض الحملات الحقوقية قد استطاعت حصر وتوثيق المفقودين ومن بين حالات المفقودين التي وثقتها الحملة عقب مجزرتي رابعة والنهضة: •عبد الحميد محمد عبدالسلام 20 عاماً – الدقهلية – الفرقة الثانية كلية شريعة وقانون، بحسب بيان لأسرته، اختطف في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية من شارع الطيرن بمعرفة قوات الجيش والشرطة، وهو مودع بسجون سرية ولم يتم الإفصاح عن مكان احتجازه ولم يتم عرضه على النيابة ولم يتم التواصل معه، وقد تأكدوا من ذلك عن طريق شهود –أحدهم شاهده لحظة القبض عليه وآخرون شاهدوه يخرج مع الناس من ميدان رابعة الساعه السابعة مساء. هذا وقد توجه أهله لعمل المحضر المقيد برقم 12046 لسنة4/9 /2013 عرائض النائب العام والمحضر رقم10656 و10642 ل2014 ومحضر نيابة الحامول برقم7201 لسنة2013 نيابة الحامول. •عمر محمد علي حماد -21 عاماً- بالعاشر من رمضان – الفرقة الأولى بكلية الهندسة وفقاً لأسرته، روت أنه اختفى عمر يوم 14/8/2013 “فض اعتصام رابعة العدوية” حيث كان متوجهًا إلى الجامعة ليستطلع نتيجته وتنظيم حفلة راب مع أصدقائه، وتصادف في ذلك اليوم مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية؛ حيث اختطفه قوات الأمن وأدخل مدرعة جيش بحسب الأنباء التي تواترت لهم من شهود عيان. وقد قامت أسرته بعمل تحليل DNA على جميع الجثث الموجودة بالمشارح ولم تتطابق مع أي من الموجودين، كما قاموا بعمل محضر يفيد باختفائه بتاريخ 31/8/2013 رقم 2471 إداري أول العاشر من رمضان، وبحثوا في كافة السجون مثل أبو زعبل وطره وبرج العرب وسجن العازولي الحربي ووادي النطرون ومصلحة السجون وجميع أقسام مصر وكان الرد أنه غير موجود بتلك السجون. كما قاموا بتقديم بلاغ للنائب العام برقم 12060 بتاريخ 11/6/2014 وتحولت إلى نيابة شرق القاهرة برقم 1394 وأرفقت برقم 800، ولم يعد لهم حتى الآن. •محمود إبراهيم مصطفى أحمد عطية -36 عاما- بمحافظة الغربية- خريج كلية لغة عربية أزهر، تحكي عنه زوجته فتقول: آخر اتصال به كان يوم فض رابعة السادسه مساءً بعد اقتحام واستيلاء قوات الفض على المنصة، وجاءت أخبار لنا بأنه معتقل بسجن “العزولي”، وحتى الآن لم يعد، مشيرةً إلى أن من شباب الثورة الذين اعتصموا بميدان التحرير حتى رحيل المخلوع مبارك. •محمد خضر على محمد -مهندس حاسبات خريج هندسة الكترونيات حاصل على بكالوريوس الهندسة وعلوم الحاسب- بورسعيد، يقول عنه شقيقه: ”محمد كان موجودًا وقت الفض وآخر اتصال تم بينا وبينه كان الساعة 7 صباحا، وكان في ميدان رابعة أمام طيبة مول، وبعد كده انقطعت كل الطرق إليه ولم نعثر له على مكان ولا على جثة”. *عادل درديري عبد الجزاد – عامل – القاهرة – متزوج ولديه إثنان من الأبناء تروى والداته أنه اختطف من ميدان رابعة ولم يعد للبيت منذ مجزرة رابعة وأنها قاموا بإجراء كافة تحاليل الDna ولم يجدوا جثته ولم يكن بين المصابين أو المعتقليين ولم يعد بيته حتى الآن. •أسامة رشدي عبد الحليم- من مدينة السويس، فقد بتاريخ 2/9/2013 كان خارج منزله، في وقت الحظر التجول وقتئذ، وقد تم إيقافه بالشارع ووقعت بينه وبين أحد الضباط مشادة ومن وقتها لم يعد لبيته ولا يعلم مكانه. •محمود محمد عبد السميع -36 عاما- من الفيوم، حسب رواية أسرته، فإن قد تغيب يوم الأربعاء 14/8/2013 أحداث مجزرة “فض رابعة”، وكانت أخر مكالمة بينه وبين أسرته كانت يومها الساعة السادسة مساءً وكان موجودًا حينها بشارع الطيران، ومن بعدها انقطعت أخباره ولم يجدوه.. لا بين الشهداء ولا المصابين ولا المعتقليين. •محمود أحمد محمدي على بدوي - 36 عاما ً- القاهرة - عامل - متزوج ولديه 4 أبناء بحسب رواية أسرته فقد فقد باعتصام رابعة العدوية يوم مجزرة الفض وكانت أخر مكالمة بينهم وبينه الساعة العاشرة صباحًا ومن حينها لم يعد ولا يعرف مكانه. •أسماء خلف شندين عبد المجيد، طبيبة بمستشفي صحة المرأه بأسيوط، نائب مقيم بقسم النساء والتوليد بمستشفي القصر العيني بأسيوط، اختفت من أمام بوابة المستشفي في أثناء عودتها الي المنزل بسوهاج يوم 18/04/2014 بعد انتهاء مواعيد عملها، وقام أهلها بتحرير محضر باختفائها بقسم أول أسيوط برقم 2536 إداري في يوم 19/04/2014، وحينما لم تعد جاءت لأسرتها مكالمات تليفونية من أشخاص مجهولين فحواها أن أسماء خلف شندين عبد المجيد موجودة بجهاز الأمن الوطني، ومنذ ذلك الوقت لم تعد لبيتها. •أشرف حسن إبراهيم محمد -38 عاما- عامل فني - المنوفية، اختفى يوم مجزرة المنصة ولم يعد لأهله من وقتئذ. •محمد الشحات عبد الشافي -31 عاما- عامل حر، بحسب رواية شقيقه، فإنه فقد منذ مجزرة فض اعتصام رابعة، ومن شاهده رآه وهو ينقل المصابين ولم يشاهده بعد الساعة الحادية عشر صباحًا، ومن ذلك الوقت لم يستدل عليه ولم يجده أهله بين الشهداء أو المعتقليين. مفقودون بعد الانقلاب ومجازر ما قبل رابعة •حامد محمد إسماعيل، موجه بالتربية والتعليم وعضو نقابة المعلمين بالإسماعيلية، وعضو التحالف الوطنى لدعم الشرعية محافظة الإسماعيلية، تم اختطافه من مقر عمله يوم الثلاثاء الموافق 22/7/2014 وتم اقتياده لجهة غير معلومة، هذا وقد قامت أسرته بالبحث عنه فى جميع أقسام الشرطة والسجون ولم يتم العثور عليه حتى الآن. * علا عبدالحكيم محمد السعيد – متزوجة – بالفرقة الأولى كلية شريعة جامعة الأزهر فرع الزقازيق. اختفت يوم الخميس 3 يوليو 2014 -ذكرى الانقلاب العسكري-أثناء توجهها لجامعتها ومن ذلك الوقت لم تعد إلى بيتها ولم يستدل على مكانها. •عمرو إبراهيم عبد المنعم متولي -23 عاماً – كفر الشيخ، قامت قوات الأمن باختطافه من أمام نادي الحرس الجمهوري صباحاً في يوم مجزرة الحرس الجمهوري الشهيرة 8/7/2013 عندما كان يساعد في نقل المصابين والشهداء ويبحث عن أخوه المعتصم بالميدان ولم يعد من حينها. •خالد محمد حافظ عزالدين -43 عاماً - محاسب - بني سويف، تم اختفاؤه في 27/7/2013 فيما يعرف بأحداث مجزرة المنصة، تقول عنه زوجته في أحد تدويناتها عنه:"قبل ما يمشى رتبلى القنوات اللى بتذيع رابعة تحت بعضها وكان بيقول كلام غريب سبحان الله ما فهمتوش وقتها .. رتبلى القنوات عشان أشوفه قدامى على قناه من القنوات دى… أشوفه مصاب بطلق حى والخرطوش مخرم هدومه وعليها دمه أشوفه قدامى فاقد الوعى وبيحاولو يركبوا له تنفس صناعى …كل دا شفته أدام عينى شفته وانا كنت مكلماه من قبلها ومطمنه عليه… شفته وحسيت الرصاصة فيا أنا وأنا عمالة انزف من جرحى اللى هيفضل ينزف لحد ما ربنا يجمعنى بيه على خير".