بعد وصول المنشور اليومي من مكتب قائد الانقلاب الدموي بالأخبار اليومية المسموح بتداولها في الصحف المصرية "الحكومية والحزبية والخاصة"، وحجم التغطية وكيفية التناول، كانت إعدامات الأبرياء في قضية "عرب شركس" هي المادة الأهم من ناحية الإبراز. فيما واصلت حملة التباكي على البرلمان المزعوم، محذرةً من أن أخطاء تقسيم الدوائر تهدد ببطلان الانتخابات المقبلة، وأفردت صحف الانقلاب مساحة واسعة للتشفي في شهداء الوطن وأبرياء عرب شركس، الذين ارتقوا صباح أمس عقب تنفيذ حكم الإعدام الجائر على خلفية القضية الملفقة التي وقعت بمحافظة القليوبية في مارس 2014، وحملت عناوين الأذرع الإعلامية شماتة مقيتة مع ربط فج باغتيال 3 قضاة في سيناء، وصدرت مساحتها العسكرية ب"وداع شهداء.. وإعدام قتلة"، وقالت "الوفد": "وبدأ القصاص.. إعدام 6 إرهابيين من خلية عرب شركس".
وجاءت الطبعات الأولى من الصحف الموالية للانقلاب العسكري، اليوم الاثنين، لتمنح المساحة المخصصة يوميًّا لجماعة الإخوان، سواء لتشويه التنظيم أو إبراز المحاكمات الهزلية؛ حيث تناولت الصحف استنكار وزارة الخارجية تدخل الدول والمنظمات الأجنبية وانتقاد أحكام القضاء التي حكمت بالإعدام على الرئيس مرسي وقيادات الإخوان.
وتساءلت "الجمهورية"؛ لماذا تدافعون عن الإرهابيين وتتعمدون تجاهل استشهاد القضاة الأبرياء؟، ونشرت عنوانًا لملف التاريخ الأسود للإخوان.. من الخازندار إلى دائرة العريش.
واستعرضت صحف الانقلاب حادث اغتيال القضاة في سيناء دون توجيه اتهام مباشر إلى الإخوان باستثناء "الوطن" التي صرحت بالاتهام، وإنما اتجهت الغالبية باعتبار الحادث ردًّا على الأحكام؛ لأنه تزامن معها؛ ما يحمل اتهامًا ضمنيًا للجماعة وحلفائها.
وقد خصصت "الوطن" مانشيتها للترويج باتهام الإخوان بقيادة محمود عزت وبالتنسيق مع جهازي مخابرات أجنبية وبمساعدة عناصر حماس، وقالت: "مذبحة القضاة: الخطة من غزة والتنفيذ في سيناء"، وفبركت عن مصادر مزعومة: عزت و6 من جهازي مخابرات أجنبيين و8 من حماس وضعوا الخطة التي تم إعدادها قبل 40 يومًا وتم تحديد ساعة الصفر يوم حكم مرسي والإخوان. وسادت على مانشيتات الصحف حالة تكاد تشبه "الحرب" التي تقودها الدولة والانتقام من الإرهاب المصطنع في محاولة لتبرير وتمرير أحكام الإعدام بل وتنفيذها على أرض الواقع؛ حيث اقترنت واقعتا "إعدام المتهمين ب"عرب شركس" وتشييع جنازة القضاة الثلاثة في العنوان الواحد في أغلب الصحف أو بالربط المباشر باعتبار إعدام المتهمين صباح أمس جاء ردًّا على اغتيال القضاة، وقد استخدمت مصطلحات مثل "القصاص" و"الثأر للشهداء" و"الحرب".
ورسمت الأذرع الإعلامية صورة ذهنية بالقلق وعدم الأمان الذي يستدعى تطبيق الحزم والحسم في مواجهة من تصفهم بالإرهابيين، حتى لو وصل الأمر إلى أحكام الإعدام.
وقد نشرت "الوطن" صورة لقاض بمحكمة جنايات القاهرة، وهو يحمل مسدسًا ويهدد كل من يفكر في الاقتراب منه ولو على سبيل الهزار؛ مما يؤكد استباحة دم من يصنفهم القضاة بأنهم خطر على الدولة والمجتمع.
وقد أبرزت "الوفد" مانشيت يحمل عنوان: "القضاة غاضبون" وأفردت صحف الانقلاب ملفات وتقارير تتحدث عن المتهمين في قضية "عرب شركس".
ونشرت "الوطن" صورة لسيدة من أهالي الضحايا وهي ترفع شارة رابعة ودللت بذلك على علاقة المتهمين بالجماعة، وأجمعت الصحف على وصف المتهمين ب"الإرهابيين" الذين قتلوا واستهدفوا قوات الشرطة والجيش.
وزعمت "اليوم السابع" سرد تفاصيل الليلة الأولى لمرسي بعد إحالة أوراقه إلى المفتي؛ حيث كشفت عن ابتسامته والتظاهر بالثبات، مرددًا: أنا الرئيس الشرعي، ومؤكدًا: "مش هطعن على الحكم أنا مش معترف بهذه المحاكمة"، وناقضت الصحيفة نفسها حيث اعترفت بثباته وابتسامته وهدوئه وفي الوقت نفسه قالت إنه قلق ومرتاب وظل شارد الفكر طول الليل.
ونقلت "المصري اليوم" تصريحًا لقاضي إعدام التخابر والهروب: "أنقذت العريان من الموت وندالة الهاربين واردة"، وفي الشأن الدولي، أبرزت صحف العسكر توجيه مصر الدعوة ل25 دولة إفريقية لتوقيع اتفاق دمج التكتلات الاقتصادية الثلاثة الكبرى في كيان واحد، وهم: الكوميسا والسادك وشرق إفريقيا.
حكوميًّا، أشارت الصحف إلى المرحلة الثانية من مشروع المليون وحدة والتي تقدر ب12 مليار جنيه لإسكان محدودي الدخل، فيما أشارت إلى قرار محلب بتعيين الهنيدي قائمًا بأعمال وزير العدل مؤقتًا.
وأشارت "المصري اليوم" و"الجمهورية" إلى خطأ فادح في امتحانات الثانوية الأزهرية؛ حيث جاء سؤال ليشكك في أية من القرآن وطالب الطلاب بتوضيح خلل في فصاحة الآية 12 من سورة السجدة، كما أعلنت الصحف بدء القوات المسلحة في أعمال هدم مقر الحزب الوطني.
وأشارت "الشروق" إلى أزمة التكدس الذي نتج عن التوقف المفاجئ في حركة مترو حلوان – المرج، كما واصلت "التحرير" رحلة البحث عن عربات الخضار التي وعد بها الرئيس، في إشارة إلى عدم الجدية في الوعود أو تنفيذها على أرض الواقع.
وحذرت "اليوم السابع" إبراهيم محلب من أخطاء في تقسيم الدوائر تهدد ببطلان الانتخابات المقبلة، وكشفت عن ارتفاع عدد الناخبين على أعداد السكان بدوائر زايد وأكتوبر وكفر الشيخ والجيزة بالمخالفة للدستور.
فيما أكدت "المصري اليوم" توقف مفاوضات الصلح بين البدوي وجبهة بدراوي.
اقتصاديًّا، استعرضت الصحف اجتماع السيسي مع الفريق مهاب مميش ووزراء الخارجية والبيئة لاستعراض حفل افتتاح مشروع قناة السويس 6 أغسطس، وحذرت "الأخبار" البورصة تستغيث بالرئيس لإنقاذها من الشطب عالميًّا.
وأكدت "المصري اليوم" تعليمات حكومية بتعديل ضريبة البورصة دون إلغائها.
وحول الحالة الأمنية، قالت "الجمهورية" إن وزير الداخلية اعتمد حركة تنقلات محدودة شملت تعيين اللواء أحمد بكر لقطاع الأمن العام خلفًا للواء سيد شفيق، فيما أبرزت الصحف قرار محكمة الجنايات منع حسين سالم وسامح فهمي من التصرف في أموالهما.