في ظل التدهور اللاأخلاقي الذي رافق الانقلاب العسكري، وفي ظل انشغال وزارة تعليم الانقلاب بملاحقة مؤيدي الشرعية من الطلاب والمدرسين شهدت المدارس المصرية على مدار ما يقرب من عامين، وقائع غير مسبوقة من الإنفلات الأخلاقى والقيمي. في سابقة هي الأولى من نوعها تحولت إحدى المدارس في محافظة الدقهلية مركز "السنبلاوين" إلى "وكر للدعارة" يقودها أحد العاملين بالمدرسة ليلاً في غفلة تامة من قيادات المدرسة ووزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب، وهو ما تم اكتشافه بعد بلاغ قدمه أحد الأهالي إلى مديرة أمن الدقهلية في أكتوبر قبل الماضي. وعلى غرار وكر الدعارة تحولت إحدى المدارس الثانوية بالقاهرة إلى ساحة للرقص، بعدما قررت المدرسة إحياء حفل تخرج الطلاب، بطريقة جديدة، التي تمثلت في تنظيم حفل راقص أحيته إحدى الراقصات بملابس مثيرة، ومن حولها الطالبات يلتقطون معها الصور التذكارية. وشهدت مدرسة صلاح الدين شرق شبرا الخيمة واقعة أخرى تمثلت في تحويل معمل الحاسب الآلي إلى مكان لعرض الأفلام الإباحية والتحرش بالطالبات، وهو الأمر الذي تحول على أثره مدرس يدعى نور إلى التحقيق بعد بلاغ قدمته الطالبات إلى إدارة المدرسة. تأتي كل هذه الحوادث وسط صمت وتعتيم متعمد من تعليم الانقلاب، فيما تنشغل في الوقت نفسه بمهمتها الكبرى التي كلفت بها من قبل سلطة الانقلاب والتي تتمثل في ملاحقة الطلاب والمعلمين من مؤيدي الشرعية، فضلاً عن حرق الكتب الإسلامية، وإلغاء المناهج الإسلامية؛ تحت دعوى حماية الطلاب من التطرف والإرهاب. فصل المعلمين في نهاية العام الماضي اعترفت تعليم الانقلاب بأن هناك أكثر من 200 مدرس تم فصلهم من مناصب مهمة وقيادية وتحويلهم لأعمال إدارية، بتهمة انتماؤهم لجماعة الإخوان المسلمين، ولم تكتفِ الوزارة الانقلابية بفصل المئات من المعلمين من المؤيدن للشرعية، بل قامت الوزارة بالتحفظ على ما يقرب من 80 مدرسة مملوكة لأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، حيث قامت لجنة مكلفة من سلطة الانقلاب بالتحفظ على المدارس المملوكة لجماعة الإخوان المسلمين والتي بلغ عددها 82 مدرسة. وفي هذا العام قررت "تعليم الانقلاب" حذف مقررات من المناهج منتصف شهر مارس الماضي؛ حيث حذفت الوزارة قصتي صلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع من مناهجها، بزعم أنهما تحضان على التطرف والإرهاب، كما قامت بحرق مجموعة من الكتب داخل إحدى المدارس الخاصة بمديرية التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، تحت الزعم نفسه.