انتقد الكاتب الصحفي فهمي هويدي، ما وصفها ب"محرقة الكتب" التي حدثت بإحدى مدارس محافظة الجيزة، مشيراً أن الحدث بمثابة وصمة عار في جبين المرحلة التي نعيشها، خصوصا أن وراءه مسئولين في وزارة التربية والتعليم وموافقة أمنية مسبقة ومباركة من بعض المنابر الإعلامية. قال هويدي خلال مقاله بالشروق اليوم تحت عنوان "لماذا نلوم داعش": لا أخفي أنني لم أصدق الخبر حين طالعته، وكذبت عيناي حين قرأت الوثائق المنشورة، ولم أجد مفرا من تصديقه حين وجدته منشورا ومدعما بالصور في صحف أمس، إذ صدمتني فكرة حرق الكتب من جانب نفر من المربين أمام طالبات المدرسة، واعتبرت التلويح بالعلم المصري في المشهد ابتذالاً وإهانة له، وخلصت إلى أن الحدث بمثابة وصمة عار في جبين المرحلة التي نعيشها. خصوصا أن وراءه مسئولين في وزارة التربية والتعليم وموافقة أمنية مسبقة ومباركة من بعض المنابر الإعلامية.
وأضاف هويدي: لم أستطع أن أبرئ وزير التربية والتعليم من المسئولية، وهو من سبق أن وافق بتحريض بعض الأكاديميين، والإعلاميين، على إدراج عقبة بن نافع وصلاح الدين الأيوبي في القوائم السوداء، وأقر حذف أجزاء من سيرتهما من مناهج التعليم، لأن الأول ارتكب جريمة فتح أفريقيا، والثاني كانت جريمته أنه قام بطرد الصليبيين من ديار الإسلام. وتابع هويدي: كما كانت جريمة مؤلفي الكتب التي أحرقت أنهم حاولوا شرح الإسلام ودافعوا عنه، وهو ما يعني أن الاستقطاب والصراع دخل مرحلة العبث والجنون، الأمر الذي جعلني أتساءل: إلى أين نحن ذاهبون؟ ولماذا نلوم «داعش» إذا كنا نفكر بعقلها ونستخدم نفس أساليبها؟.