عندما يلاحقك العار والفضائح فى كل رحلاتك الخارجية، وتصبح حركاتك وثكناتك مسار سخرية والجميع، وتحظى بتجاهل وعدم اعتراف بشرعية الانقلاب من دول العالم الحر، فلابد أن تحشد معك كافة السحرة فى مدينة الإنتاج الإعلامي وصحف رجال الأعمال من أجل أن تبرز إنجازات ملفقة وتفرد المساحات عن عنتريات لا وجود لها، وأن تتحدث عن القائد مهيب الركن الذي يخشاه الجميع. هكذا تعامل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي مع زيارته الخارجية الأولي إلى روسيا، عندما قرر أن يمنحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معونة الشتاء وأن يهديه "الجاكت الذي يحمل النجمة الشيوعية" قبل أن يتركه ويغادر ليبقي مع الرجل الثاني فى الدولة. وفى الأممالمتحدة وقف قائد الانقلاب لينظر إلى المجهول فى سقف المبنى القابع فى مدينة نيويوركالأمريكية، قبل أن يلقى كلمة خاوية من المضمون، استثمرها الحضور فى النوم للتغلب على وعثاء السفر وإرهاق الجلسات، خاصة وأن غثاء المتحدث لم يكن ذا قيمة أو يحمل قيمة مضافة للحاضرين. إلا أن ما فعله رئيس الوزراء الإيطالي من عدم إكتراث بالقادم من مصر خلال المؤتمر الصحفى المشترك، بات مثار سخرية الجميع فى الداخل والخارج، بعدما انشغل عن حديث السيسي باللعب على هاتفه المحمول، دون أن يكلف نفسه عناء وضع سماعة الترجمة فى أذن للتعرف على ما يتلفظ به القابع إلى جواره. ربما يكون الانبطاح للغرب عادة قديمة ورثها العسكر انقلابى عن انقلابى، إلا أن التذلل والانحناء أمام العرب كان هو الجديد الذى أدي به السيسي وجلب معه العار إلى كل مصر، عندما انحنى أمام ملك السعودية من أجل أن تنال المنح والبركات من داعم الانقلاب الأول وعراب الثورة المضادة فى العالم العربي. مع كل تلك الفضائح وغيرها وغياب الانجازات أو النتائج الملموسة، دفع قائد الانقلاب إلى الدفع إلى حشد زبانيته فى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة لمصاحبته فى حله وترحاله من أجل تزييف إيجابيات الزيارة والحديث عن إبداعات خيالية لكبير العسكر فى بلاد الغرب. زيارات سحرة الانقلاب ولاعقى البيادة إلى الخارج رفقة ال"هاشتاج" استقبلها المصريون الأحرار بكثير من الحفاوة وكرم ليس بغريب على الثوار، حيث لاقى يوسف الحسينى ترحاب يليق به فى نيويورك، فى مقطع فيديو أظهر خلاله طبال الإعلام معدنه الحقيقي ومستنقع البذاءة الذى يرتع فيه. الاستقبال الذى يليق بهؤلاء الرويبضة من البصق والفضح على رؤوس الأشهاد، كان المصير الذى لاقاه عماد الدين حسين وياسر رزق ومحمد ماهر عقل فى نيويورك، وملاحقة العكش الإعلامي توفيق صاحب الفراعين، وهو ما وثقته مقاطع فيديو لاقت تداولا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. إلا أن حفل التلطيش الذى أقيم على شرف الإعلامى أحمد موسي فى باريس، كان له وقع مختلف تتناسق مع ما يتمتع به الأمنجى من مكانه خاصة لدى أنصار الشرعية، حيث تصيده أحد الأحرار فى جمع من أنصاره ليستقبل "قفا" يستحقه، ويتمتع رافضى الانقلاب برؤية "تهزيق" لاعقى البيادة على وقع هتافات "يسقط حكم العسكر".