كشف استطلاع جديد للرأي داخل الكيان الصهيوني نشره "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" بالتعاون مع جامعة تل أبيب، عن رفض غالبية المجتمع العبري صلاة اليهود في "جبل الهيكل المزعوم"، وهو اللقب اليهودي لمنطقة المسجد الأقصى. وأثيرت هذه القضية علي نطاق واسع في إسرائيل في الأسابيع الأخيرة الماضية، وأدت لصدامات ومخاوف من انتفاضة فلسطينية ثالثة وقام علي إثر اقتحام اليهود للأقصى عدة مرات واقتحام الجيش الإسرائيلي باحة المسجد لأول مرة منذ عام 1967، لقيام شباب فلسطينيين بما سمي "انتفاضة الدهس" بالسيارات لجنود الاحتلال والمستوطنين وكذا انتشار عمليات طعن الجنود بالسكاكين. وكشفت نتائج الاستطلاع الذي نشر الثلاثاء 11 نوفمبر الجاري، عن مفاجئة تمثلت في قول غالبية اليهود في إسرائيل (56%) أنهم يدعمون استمرار سياسة منع اليهود من الصلاة في جبل الهيكل، ومع هذا قال ثلث اليهود المشاركين في الاستطلاع (38%) أنه يجب إلغاء سياسة منع اليهود من أداء الصلاة في الأقصي "حتى لو أدى ذلك إلى إراقة دماء"!. وتشير تحليل هذه النتائج بحسب المعهد الإسرائيلي وجامعة تل أبيب إلي أن المعارضة لصلاة اليهود في الأقصى لا تنبع فقط من الرغبة في تهدئة الأوضاع، ولكن أيضًا بسبب النهي التوراتي- فاليهود المتدينون المتطرفون يؤمنون بأنه ممنوع الذهاب إلى المسجد الأقصى إلى أن يأتي المسيح ويتجدد بناء المعبد". وقد اعترف ما يقارب من نصف المستطلعة آراؤهم (47%) بأنهم يؤيدون هذا الحكم التوراتي، وبالمقابل، 26% قالوا أنهم يؤيدون أقوال الحاخامات الذي يتيحون لليهود الصلاة في المسجد الأقصى حتى في ظل هذه الظروف وبالمخالفة للتوراة التي بين أيديهم. في هذا السياق عارض كبيرة من الحريديم المتدينين (96) تغيير حكم اليهودية التي تحظر صلاة اليهود في الأقصى، مقابل 60 من المتدينين رأوا ضرورة تغيير الحكم الديني بما يسمح لهم باقتحام الأقصى، ونسبة عالية من العلمانيين (أكثر من الثلث) لم تجب على هذا السؤال. أما فيما يخص كيفية تسوية وحل قضية الصلاة لليهود في نفس مكان صلاة المسلمين، فالوضع يميل للتشاؤم أكثر، بحسب الاستطلاع، إذ تبين أن أقل من ثلث الإسرائيليين اليهود (31%) يعتقدون بوجود فرصة للتوصل لتسوية وتهدئة تتيح لأتباع كل ديانة الصلاة في هذا المكان، بينما يعتقد غالبية اليهود أنه لا مجال لذلك، ولكن (30%) يرجعون صعوبة التوصل لحل إلي المسلمين، بينما يرجع 4% فقط السبب لليهود، ويرى 29% أن كلا الطرفين يتحمل المسئولية.
وتميل التوقعات للتوصل لهذا النوع من التسوية إلى التفاؤل أكثر إذا كان ذلك في إطار اتفاقية سلام عامة، في هذا الإطار، تبين أن نسبة الذين يعتقدون أنه من الممكن التوصل لاتفاق (45%) أقل بقليل من نسبة الذين يعتقدون أنه من غير الممكن ذلك (49%).