فرّت عائلة الطفل السوري محمد حسن البردقاني (16 سنة) من أتون المحرقة الحلبية مهد الثورة السورية، لتحط رحالها في القاهرة إبان عهد الرئيس محمد مرسي، باحثة عن الأمان الذي افتقدوه في بلادهم. وبعد أيام من أحداث الثالث من يوليو 2013، اشتدت الحملة الإعلامية المصرية في الترويج لادعاءات اشتراك اللاجئين السوريين في فعاليات رفض النظام الحالي، لتطلق بعدها قوات الأمن المصرية يدها في اعتقال عشرات السوريين اللاجئين. على إثر ذلك، جاء اعتقال الطفل محمد البردقاني من محيط ميدان التحرير في احتفالية نصر أكتوبر الماضية التي شهدت مجزرة بحق المتظاهرين خارج الميدان علي يد قوات الأمن. وبعد أسابيع من الاعتقال، فوجئ أهل الطفل بأن ابنهم محال إلى محكمة الجنايات، بتهمة قتل 6 ضباط سقطوا بعد اعتقاله ب 3 أشهر، ورغم أنه لم يبلغ السن القانونية بعد. وقالت والدة الطفل، في رسالة ناشدت بها المنظمات الحقوقية إنقاذ ابنها، إن محمد يعاني من مشاكل في النطق، فضلا عن حالة نفسية تستدعي علاجا عاجلا إثر ما مر به في رحلته اللاجئة عبر بلدات عربية وإسلامية. وأكد والدة الطفل أنها تقدمت أمام القاضي بما يفيد سن ابنهم القانونية، وأنه من المفترض أن تكون محاكمته أمام محكمة الطفل، إلا أن القاضي تغافل عن إثبات سنه الحقيقي، وأقر في محضر الجلسة ما ذكرته النيابة عن بلوغه سن العشرين عاما.