دعا خبراء سياسيون فلسطينيون، إلى سرعة تفعيل اتفاق حركتي "حماس" و"فتح" على تنفيذ كافة بنود تفاهمات المصالحة، بعد اختتام جلسات الحوار بين الحركتين التي استمرت يومين في القاهرة من أجل البدء في إعمار قطاع غزة، وبناء ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، مؤكدين أن هذا الأمر "إيجابي". كانت حركتا "حماس وفتح"، قد اتفقت أمس الخميس على تنفيذ كافة بنود اتفاق المصالحة الأخير الذي وقع عليه في إبريل الماضي وتجاوز العقبات التي اعترضت تطبيق بنوده عبر تمكين حكومة التوافق ووزرائها كل في مجال اختصاصه من العمل" في مناطق السلطة الفلسطينية وبينها قطاع غزة، وتذليل العقبات التي تعترض عملها وصولا الى دمج الموظفين في كافة الوزارات". وأكد الطرفان، حسب التفاهمات، "دعمهما الكامل للحكومة في سعيها لإنهاء الحصار وإعادة العمل في كافة المعابر مع الجانب الصهيوني في قطاع غزة وعودة الموظفين العاملين في المعابر للقيام بمهامهم تسهيلا للمواطنين في تحركاتهم وفي تجارتهم وإدخال المواد المطلوبة لإعادة إعمار غزة". من جانبه قال هاني المصري، المحلل السياسي ومدير مركز مسارات لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية في رام الله إنه ما من خيار أمام الحركتين سوى الاتفاق، على تنفيذ بنود تفاهمات المصالحة للخروج من حالة التراشق السياسي، والإعلامي، والبدء الحقيقي في توحيد الجهود لإعمار قطاع غزة، والتصدي للمخططات الإسرائيلية. وتابع: "الدول المانحة، لن تُوجه أموالها إلى السلطة، والانقسام على ما هو عليه، والمعابر على حالها، وبالتالي لا خيار أمام حركتي حماس وفتح لإنقاذ قطاع غزة من تداعيات الحرب الأخيرة، وما خلّفته سنوات الحصار، سوى تطبيق اتفاق المصالحة". وشدد المصري على أن أي تباطؤ في تنفيذ بنود الاتفاق، وغياب الشراكة السياسية الحقيقية يضع القضية الفلسطينية كلها في مأزق وخطر. يذكر ان جهات مستقلة قدرت تكلفة إعمار قطاع بنحو 7.5 مليار دولار أمريكي، وفقاً لتصريح سابق للرئيس الفلسطيني محمود عباس. ومن المقرر أن تستضيف مصر في 12 اكتوبر المقبل، مؤتمر المانحين لإعادة إعمار القطاع. ودعا هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بغزة، الحركتين الى أن تسارعا وفورا إلى تطبيق بنود الاتفاق. وقال: "لا يجب أن يتسلل الإحباط إلى الفلسطينيين، تم التأكيد في القاهرة على إزالة كافة العقبات التي تعترض اتفاق المصالحة، حتى اللحظة لا يوجد شيء على أرض الواقع، والاختبار الحقيقي لهذا الاتفاق، في رؤية ما هو ملموس". واكد البسوس، أن اتفاق الحركتين وإنهاء حالة التراشق السياسي والإعلامي يجب أن يؤسس لمرحلة أكثر إيجابية من المؤتمرات والوثائق. وأضاف: "الاختبار، في فتح المعابر، تمكين حكومة التوافق من عملها، مساهمة السلطة في تمكين هذا الاتفاق والعمل على إنجاحه".