كانت كلمة الرئيس محمد مرسى عن "امتلاك الإرادة بالإنتاج، لسلاحنا وغذائنا ودوائنا" أحد الأسباب الرئيسية التى قادت لانقلاب عسكرى عليه فى الثالث من يوليو 2013 ، لتشهد الأسواق المصرية وبعد مرور عام كامل من الحكم العسكرى انهيار اقتصادى كامل على كافة الأصعدة. وتفاقمت أزمة أرتفاع الأسعار فى السوق المحلية خاصة أسعار اللحوم البلدية بمحافظة الفيوم، بنسبة 40% عن العام الماضى. وشهدت أسواق الماشية تدهورا ملحوظا فى الأعداد الجاهزة للذبح بعد إحجام عدد كبير من المربين عن تربيتها بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية والخدمات البيطرية. تقول آيات محمد -باحثة فى علم الاجتماع-: أن الدراسات البحثية تؤكد أن المصريبن من أكثر شعوب الأرض احتراما وتقديرا للحوم، على الرغم من أن الأمريكان هم الأكثر استهلاكا لها، ويكاد الأمريكى يأكل بقرة متوسطة فى العام، وتضيف أن المصريين يقدّرون اللحوم بغض النظر عن الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع أسعارها الجنونى، مؤكدة أن اللحوم فى مصر تطغى على اهتمام المصريين لا سيما فى شهر رمضان والأعياد والاحتفالات، وهذا ما أجبر الطبقة المتوسطة والفقيرة على استهلاك اللحوم المستوردة ليقعوا فريسة سهلة بين أنياب حيتان الاستيراد، وأن أكلوا لحوما فاسدة أو ميتة أو حمير أو خنازير فى ظل غياب الرقابة على الأسواق وكأنها تدفن رأسها وسط الرمال كالنعام. وتقول فاطمة فتحى -ربة منزل-: الله يمسيك بالخير يا دكتو ر مرسى، اللحمة كانت ب40 جنيها ومكنش عاجبنا، وكان الإخوان بيدبحوا الذبائح أمام أعيننا ويبيعوها بأرخص الأسعار، أما الآن فحتى لو لحمة حمير هنشتريها لآن مفيش غيرها، مش السيسى قال مفيش والأخوان فى السجون. بينما أكد عبد العليم عبد العظيم -أستاذ جامعى-: أن الأزمة تنبع من استراتيجية الحكومة الخاطئة، وأن الدراسات أثبتت أن 90% من منتجي اللحوم في مصر هم من صغار المربين من الفلاحين البسطاء ولكن فلسفتهم في تريبة الحيوانات تقوم على الحصول على الألبان ومنتجاتها في المقام الأول والتي تمنحهم دخلا يوميا يواجهون به تكاليف الحياة ثم تأتي اللحوم في المقام الثاني .ويرى أخرون ان البديل فى هذة الحالة أن تعتمد الحكومة على بناء مشروعات لإنتاج السلالات المختلطة والتسمين لتحقيق الاكتفاء الذاتى أو تقوم باستيراد ما يكفى السوق المحلى لحل الأزمة الحالية. من جانبها نشرت حركة مواطنون ضد الغلاء احصائية ذكرت خلالها: أن 15 رجل أعمال هم المهيمنون والمسيطرون على سوق اللحوم فى مصر، فيما تساءلت عن الدور الحكومى، عندما تترك الأسواق لهؤلاء الحيتان مؤكدة أنها شريك متضامن معهم فى هذه الحالة، وعندما يصبح كيلو اللحمة ب 70 جنيها.. إذن لا عزاء للفقراء. ويؤكد سيد سعيد أن هؤلاء الحيتان تجار السوق السوداء أخطر من عصابات المافيا وتجار المخدرات؛ لأنهم يتلاعبون بقوت الشعب ويغشون سلعة أساسية يلجأ اليها المواطنون البسطاء كبديل للحوم البلدية التي "التهبت" أسعارها ولم يعد يستطيع أحد ضبطها وإعادتها الي وضعها الطبيعي!