قالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية إن الناجين من الحرب الصهيونية على قطاع غزة يواجهون الآن معركة من أجل المياه والمأوى، مشيرة إلى أن أول يوم عقب وقف إطلاق النار يكشف عن المهم الضخمة لإعادة إعمار القطاع بعد الخراب الذي حل به جراء القصف الصهيوني. وأشارت الصحيفة -في تقريرها المنشور اليوم- أن أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي بالقطاع تم قصفها، حيث كانت تعالج 40 مليون لتر ماء يوميا، لافتة إلى الوضع المتردي للمحطة عقب القصف وانتشار الروائح الكريهة والنفاذة لركود مياه الصرف الصحي وانتشار الذباب والحشرات، وتلقى المياه غير المعالجة في البحر. وتابعت الصحيفة أن تدمير إسرائيل للمنازل والبنية التحتية بقطاع غزة سيجعل إمكانية الحياة بشكل طبيعي لمواطني القطاع أمر بعيد الأمد. وأوضحت الصحيفة أن توقف معالجة النفايات ليست سوى جزء من مشكلة المياه والصرف الصحي بالقطاع، حيث تم تدمير الآبار وخطوط الأنابيب والخزانات، وتلوثت المياه العذبة النادرة أصلا بمياه الصرف الصحي، وتسرب أكثر من 15 ألف طن من النفايات الصلبة في شوارع غزة. وأكدت الصحيفة أن البنية التحتية للماء تدمرت تماما في غزة، والناس عاجزون عن إعداد طعامهم وتنظيف البيوت والمراحيض حتى غسل اليدين. وهذا بدوره عنصر واحد فقط من أضرار البنية التحتية التي لحقت بغزة بعد أربع أسابيع من الحرب عليها، والكثير من وكالات المعونة والأممالمتحدة كان أمس فقط أول فرصة حقيقية لتقييم الوضع بالقطاع.
ونقلت الصحيفة عن ممثل برنامج الأممالمتحدة للتنمية "فرود مورينج" قوله: "الهجمات الإسرائيلية دمرت 18 ألف منزل بالكامل و30 ألف جزئيا ولدينا 400 ألف نازح داخليا" مضيفا "الوضع الحالي في غزة مدمر".
ولمح "مورينج" إلى قصف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بالقطاع وانهيار ستة خطوط كهرباء على الأقل من إجمالي 10 خطوط .
من جانبه أوضح مجدي ياجي مدير توزيع شركة الكهرباء الفلسطينية أن محطة توليد الكهرباء قد تستغرق من ستة أشهر إلى سنة لإصلاحها ولكن هذا يتوقف على سماح الكيان الصهيوني باستيراد مواد البناء.