قال محمد الشبراوى -منسق حركة العدالة والاستقلال: إن العدوان الصهيوني الأخير على غزة, كان مؤشرا هاما لقياس الفرق بين مواقف الرئيس محمد مرسي ومواقف قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي من هذا العدوان ومن القضية الفلسطينية على وجه العموم. وأوضح فى مقال له، أن الفرق بين الرئيس مرسي والسيسي فيما يخص التعامل مع قضية غزة وفلسطين يمكن تلخيصه فى عدة فروقات على رأسها الفرق بين رجل الدولة وبين الموظف المنفذ لأوامر تملى عليه، وهو الفرق بين من جاء بشرعية شفافة وإرادة شعبية ومن جاء بانقلاب على ظهر دبابة وبدعم قوى دولية وإقليمية يقض مضاجعها ويؤرقها عودة مصر لمكانتها. وأضاف "الشبراوي": "وهو الفرق بين من يملك القدرة على الحل وبين من يمثل جزءا من المشكلة وصانع أساسي لها، وفى أبسط الصور هو الفرق بين وسيط محايد وموضوعى ونزيه لا يعرف إلا الحق وبين وسيط منحاز لغير الحق ويضمر الشر كله". وأكد أن الرئيس مرسي تعامل مع القضية من منطلق رجل دولة، وزعيم لبلد محورى يدرك الأبعاد الإستراتيجية للقضية الفلسطينية، ومدى ارتباطها بالأمن القومى المصري والعربي، وأنها قضية مصر والعرب والمسلمين. وأشار "الشبراوي" إلى أن الرئيس مرسي كان موقفه من العدوان الصهيوني على غزة فى 2012 بالغ الوضوح، وأسهم فى سرعة وقف العدوان، وكان له كلمته المشهورة (مصرلن تصمت إزاء أي اعتداء على غزة، أوقفوا هذه المهزلة فورا، وإلا فغضبتنا لن تستطيعوا أبدا أن تقفوا أمامها، غضبة شعب وقيادة). وأوضح أن مرسي قام بتوظيف كافة الإمكانات على جميع الأصعدة دبلوماسيا وسياسيا، وميدانيا للوقوف إلى جانب الحق الذى هو مع أهلنا في غرة؛ ففتح المعابر وأرسل رئيس الوزراء هشام قنديل، وأرسل الوفود الشعبية ووفر دعما لوجيستيا غير مسبوق لغزة. وقال "الشبراوي": "أما على الجانب الآخر فالسيسي على النقيض تمامًا أغلق المعابر، وهدم الأنفاق، وأحكم الحصار على غزة منذ الإنقلاب على الرئيس الشرعى وتبنى تحولا دراماتيكيا فى العقيدة الإستراتيجية الثابتة لمصر تجاه العدو الصهيوني على مستوى الداخل والخارج وتبنى نظامه خطابا سياسيا وإعلاميا أشد طرفا من الكيان الصهيوني تجاه أصحاب المشروع الإسلامي فى مصر والمنطقة لتصبح حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية منظمات إرهابية ويصبح العدو الصهيوني صديقا وحليفا استراتيجيا ويعيش النطام فى مصر شراكة إستراتيجية غير مسبوقةٍ تحولت إلى زواج رسمي بين نظام السيسي الإنقلابي وبين المحتل الصهيوني". وتابع: "لقد كانت قرارات الرئيس مرسي ومواقفه من القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا داخليا وخارجيا تصب فى طريق التمكين والعلو الإستراتيجي لمصر وداعمة لمكانتها ومحوريتها وهويتها, ولعل ذلك كان من أهم الأسباب للتحالف الدولى والإقليمى من أجل الانقلاب عليه. واستطرد "الشبراوي": "أما مواقف نظام السيسي من هذه القضايا وغيرها فقد دلت على عدم راشدة سياسة لم تعرف لها مصر من قبل مثيلا و جاءت مخاصمة للثوابت، ومنقلبة عليها، وأفقدت مصر قوتها الناعمة فى أهم الملفات التاريخية الداعمة لمكانة مصر المحورية وهو ملف القضية الفلسطينية ليضع نظام السيسي مصر بكل قوة على طريق الإنبطاح الكامل والسقوط الإستراتيجي السريع".