شن عدد من رموز القوي الإسلامية هجومًا حادًا علي موقف الانقلابيين في مصر من العدوان الإسرائيلي الغاشم علي قطاع غزة، واصفين إياه بالمخزي والمشين وأنه وصمة عار في جبينهم، خاصة بعد تقديمهم لمبادرة تمت كتابتها في تل أبيب لإحراج المقاومة سياسيًا ودوليًا، وبعد التنسيق الكامل بين الجيش المصرى والإسرائيلى على هذا الغزو، بحسب صحيفة هارتس الصهيونية. في البداية، أكد محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، أن العدوان الإسرائيلى على غزة ياتي تحت زعم الادعاء بالقضاء على الإرهاب، ولكن فاجأتهم وفاجأ العالم كله التطور الرائع فى أسلوب المقاومة رغم الحصار الصهيونى المصرى الغربى على المقاومة، وكذلك نجاح معاهدة التصالح بين فتح وحماس سبب إنزعاجًا كبيرًا للكيان الصهيونى، مما دفعهم إلى هذا الهجوم البربرى. وحول رؤيته للموقف المصرى تجاه الغزو الصهيونى على غزة، أضاف أن السيسى البطل القومى لإسرائيل هو شريك فى هذا الغزو بدليل تواجد اللواء محمد التهامى، رئيس جهاز المخابرات المصرى، بتل أبيب قبيل الغزو بثلاث أيام، وأعلنت جريدة هآرتس أن هناك تنسيق كامل بين الجيش المصرى والجيش الإسرائيلى على هذا الغزو. بدوره، أكد المهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، أن الانقلابيين يراهنون على أمرين يستمدان منهما الدعم فقط، الأول هو تحقيق أمن الكيان الصهيونى والثانى هو القضاء على الربيع العربى، والعمل كشرطى لحماية الإنظمة الإستبدادية العتيقة. وتابع :" فى ضوء ذلك يمكن قراءة العدوان الصهيونى على غزة وموقف نظام السيسى (وليس الموقف المصرى)، فمصر أشرف وأطهر من أن يعبر عنها "السيسى" ووزراءه أو إعلامييه السفلة، عندما تجد إعلامى أمنجى يحرض ضد "حماس" ونظام يتهمها بالإرهاب ويحاصرها ويهدم الأنفاق ويغلق المعبر ليزيد معاناة غزة لتكون لقمة سائغة لأسياده من الصهاينة". من جهته، أشار إسلام الغمري، المتحدث الإعلامي لحزب البناء والتنمية والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، إلي أن إسرائيل لم تكن لتقدم علي الحملة العسكرية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لولا موقف الكنز الاستراتيجي في القاهرة المتمثل في قائد الانقلاب والطغمة العسكرية الفاسدة من شركاءه في الانقلاب علي إرادة الأمة المصرية لصالح حماية الكيان الصهيوني. وقال إننا "نبرأ إلي الله ثم إلي إخواننا في غزة من مواقف الخزي والعار من الانقلابيين، ونقول لهم كل الشعب المصري الأصيل معكم، أما من رهنوا أنفسهم لأسيادهم في "تل أبيب" فلا وصف لهم إلا أنهم خونة سيحاكمون بتهمة الخيانة العظمي أما عاجلا أو آجلا". حاتم أبو زيد، المتحدث باسم حزب الأصالة، أكد أن الموقف المصري من أزمة غزة هو موقف منحاز، بل لنا أن نقول أنه متواطيء، ففي الوقت الذي يصرح فيه وزير الخارجية أن العلاقة مع حماس متوترة بسبب الخلاف العقائدي معها، ويسبقه وزير خارجية آخر واصفًا توافق العلاقة مع أمريكا بأنها علاقة زواج شرعي، فهذا أمر يلقي بظلال من الريبة على عقائد هؤلاء، ويؤكد على تأصل العداوة في قلوبهم لكل ما يمت للإسلام بصلة. وأضاف أن السياسية الخارجية تدار بطريقة عقائدية، ولكنها مخالفة للتوجه الصحيح لمسار الأمة وهويتها، وهذا في حد ذاته يكذب أنهم علمانيوا التوجه، وإنهم دينيون متطرفون يديرون مواقفهم طبقا لتوجهات عقائدية لا نعرفها والأمانة منهم تقضى أن يكشفوا لنا عنها. وأكد أن هذا يفسر لنا سر المذابح التي ارتكبت في رابعة والنهضة وما قبلها وما بعدها، ألا وهو اختلاف التوجه العقائدي بجانب الطبيعة العقدية الدموية التي يؤمنون بها فهكذا بالنسبة للانقلاب: يقول رب الجنود، اقتلوا الجميع، اقتلوا للهلاك، الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك. وتوقع "أبو زيد" فشل حملة إسرائيل البرية للتصعيد ضد غزة، كما فشلت الحملة الجوية التي استمرات 11 يوما، خاصة أن الأنباء التي بدأت تتوارد تشير أنه بعد مضى يوم تقريبا من الإعلان عن بدء الاجتياح البري لم تتمكن قوات العدو من التقدم أكثر من 100 متر. هدي عبد المنعم، القيادية بحزب الحرية والعدالة، من جهتها، حيت صمود أهل غزة والمقاومة الفلسطينية في وجه الكيان الصهيوني، مثمنة دور المقاومة وثباتها وصلابتها رغم. الضرب المستمر برا وبحرا وجوا، ورغم القصف المستمر علي المناطق السكنية واستهداف النساء والأطفال والعجائز. وأهابت "عبد المنعم" بكافة الشعوب العربية لدعم المقاومة، مضيفة:" في الحقيقة أنا أخجل من الموقف المصري، وأعتبره لا يمثل رأي الشعب المصري الحر، فغلق المعابر ولغة الإعلام وهذا الانقلاب الغادر يشوهوا التاريخ المصري المشرف ويتحدثون وكأنهم أدوات للإعلام الصهيوني، لكن وعي الشعب والشباب خاصة يبشر بنصر قريب في الداخل والخارج إن شاء الله".