تتوسع دولة الاحتلال فى أسلحة الدمار الشامل والتى ترتكب بها جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين واللبنانيين وحتى فى اليمن وسوريا والعراق دون محاسبة من المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية وهو ما فتح لها المجال لمواصلة أعمال القتل والتدمير . فى هذا السياق كشف التطور العسكري الصهيونى الأخير عن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي والأتمتة في ساحة المعارك، حيث طورت شركة "رافائيل" للصناعات العسكرية مركبة عسكرية أطلق عليها اسم "إيتان إيه بي سي"، تعمل بالذكاء الاصطناعي وتمكّن السائق من توجيهها بالنظر فقط. المركبة مزودة بصواريخ من نوع "غيل" ومنظومات دفاعية نشطة، تعتمد على مستشعرات قادرة على مراقبة المحيط وتنبيه الجنود لتحديد الأهداف وتحdيدها في الوقت ذاته، وفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
تقنيات الذكاء الاصطناعي
في مطلع ديسمبر الجاري، قررت إدارة الاتصالات والدفاع السيبراني التابعة لجيش الاحتلال إغلاق وحدة "لوتيم" التكنولوجية، الوحدة الرئيسة للبرمجيات العسكرية، ليس لضعفها، بل لتمكين دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات الميدانية بشكل أكثر فعالية. وتم إنشاء فرقة جديدة تحت اسم "بينا" وتعني بالعبرية "الذكاء"، لتجميع معظم الوحدات المتخصصة بالذكاء الاصطناعي، مثل "شاحار" و"متزبن" و"مامرام"، بهدف تعزيز القدرة القتالية للجيش وجعل دبابة واحدة تساوي مئة دبابة وجندي واحد يساوي مئة مقاتل.
الثالثة عالميًا
وفقًا لمؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي الصادر عن شركة "تورتواز"، تتصدر دولة الاحتلال بعدد براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي نسبةً إلى حجم السكان، وتحتل المرتبة الثالثة عالميًا في الاستخدامات التجارية، والسادسة في التطوير، والسابعة في البحث العلمي. ويعمل نحو اثنين في المئة من الصهاينة في وظائف مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير وزارة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا الصهيونية. وكجزء من إعادة الهيكلة، طورت إدارة الأمن السيبراني أدوات برمجية تمكّن قادة الفرق من الحصول على المعلومات فوريًا دون الحاجة إلى تقارير رسمية، من خلال نظام يعرف باسم "الكبسولة"، الذي يجمع بين السايبر والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والطيف الكهرومغناطيسي. كما أنشأت إدارة الاتصالات فرقة "سفيرا" السرية لتطوير قدرات اتصال متقدمة تشمل البر والبحر والجو والفضاء، مساهِمةً في إسقاط نحو 25% من الطائرات المسيرة التي أطلقت باتجاه الأراضى المحتلة خلال العامين الماضيين، مع تعزيز الكفاءة والتمثيل النسائي في القيادة العسكرية.
الحرب السيبرانية
وبدأ جيش الاحتلال استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي عام 2019، خصوصًا في مديرية الاستخبارات العسكرية 8200 المتخصصة في الحرب السيبرانية وفك الشفرات، لتسريع عملية توليد الأهداف. وكان من أبرز هذه الأنظمة برنامج "فاير فاكتوري" الذي ساعد الطائرات والمسيرات على تحديد كمية الذخيرة اللازمة للقضاء على الأهداف المختارة. كما يستخدم أنظمة مثل "لافندر" و"أين أبي" و"غوسبل" و"فلو" و"هنتر" و"زد تيوب" في حربه على قطاع غزة، ما ساهم في تنفيذ ضربات دقيقة وتقليل المخاطر على الجنود.
جرائم ضد الإنسانية
الاستخدام المكثف للذكاء الاصطناعي أثار قلق خبراء الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، إذ اعتبروا أن التدمير المنهجي للمساكن والبنية التحتية في غزة يشكل جرائم ضد الإنسانية، مع انتهاك محتمل لقواعد القانون الدولي الإنساني. فى هذا السياق رفضت دولة الاحتلال في فبراير 2023 التوقيع على معاهدة الاستخدام المسئول للذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة التي شاركت فيها أكثر من 60 دولة. وتعتمد دولة الاحتلال حاليًا عقيدة قتالية روبوتية، تستخدم مركبات مسيرة وأجهزة ذكية للتحكم عن بعد مثل "روني" و"تالون" و"باندا"، بهدف فتح مسارات وتقليل المخاطر على الجنود.
حرب روبوتية
فى هذا السياق وصف يارون ساريج رئيس برنامج الذكاء الاصطناعي في وزارة الدفاع الصهيونية، ، الحرب على غزة بين 2023 و2025 بأنها أول "حرب روبوتية" حقيقية، إذ تم نشر عشرات الآلاف من الأنظمة ذاتية التشغيل من طائرات مسيرة إلى روبوتات أرضية موزعة على مساحات واسعة. وعلى الرغم من الاعتماد المكثف على الأتمتة، يواجه جيش الاحتلال تحديات كبيرة في تجنيد القوى البشرية، خصوصًا مع المعارضة السياسية لأحزاب الحريديم، مما يعرقل توسيع قاعدة المجندين النظاميين. ويؤكد خبراء صهاينة أن الإبقاء على الإنسان ضمن دائرة اتخاذ القرار النهائي أمر حاسم للتعامل مع المخاطر القانونية والأخلاقية والسياسية المرتبطة بتفويض القتل للخوارزميات فقط، وضمان التوازن بين الكفاءة العسكرية والمسئولية الأخلاقية.