كشف الصحفي حسام عيسى، المعتقل بسجن برج العرب، عن الأوضاع الصعبة التى يقضيها هو ومن معه داخل محبسه . وقال حسام فى رسالته من داخل معتقله :" لم نخرج من الزنزانه من عصر يوم الثلاثاء 1/7 حتى الآن حيث تم قطع الكهرباء والمياه تباعاً كما تم منع توصيل المياه والثلج ولا يصلنا من خارج باب الزنزانه إلا نسمات هواء تتسلل إلينا على استحياء من الثقوب الضيقه".
وأضاف :" بدأت الأحداث بقطع الكهرباء مساء الثلاثاء، عندما كان الجميع يستعد لصلاه التروايح بالوضوء ساد الظلام أرجاء الزنزانه واسترقت الآذان سباب للدين وتقطيع لزينه رمضان والفوانيس التى كنا قد علقناها فى ممر العنبر قبل يومين وانتشرت العتمه وسبقتها أضواء الإيمان والسكينه والاطمئنان بمعيه الله فى القلوب وقمه الثبات والقوة من الصغير قبل الكبير".
وتابع حسام: " انتشروا كالشياطين فى ممر العنبر هذا يكسر الفوانيس وهذا يقطع الزينه الرمضانيه وآخر يسب الدين باستمرار وجرى شيطان آخر يغلق نظارات الأبواب من الخارج (وهى الفتحه فى باب الزنزانه الواصله بين الداخل والخارج ) فقال أصغرنا 18 سنه تصرف الشياطين بذكر الله فلنطردهم بحسبى الله ونعم الوكيل فتعالت أصواتنا فى يقين تذكر ما تبقى من ادميتهم برمضان وتذكرهم بالله فكان ردهم أن قام احدهم بالتطبيل على باب الزنزانه من الخارج واخر قام بالغناء والضحك ومع استمرار اصواتنا بالصدح بذكر الله تراجعت خطواتهم وسكت نهيقهم فقررنا اننا سنبدأ بالصلاه دونما اعتبار لمحاولاتهم البائسه لكربنا وساد الصمت العنبر والعنابر المجاورة لنا 21، 22، 23، 24 إلا من صوت القرآن يتلى ومن وراءه أصوات خافته تناجى ربها الملك القادر المنتقم القوى وجلت قلوب المصليين، ولم توجل قلوب شياطين الإنس فعادوا ومعهم كلابهم فاختلطت علينا اصواتهم ونباح كلابهم فما القينا لهم بالا وما ارعبتنا كلابهم التى اطلقوها فى ممر العنبر، واكملنا الصلاه وانشدنا واكملنا برنامج الليله الرمضانيه وتسحرنا واستقبلنا الفجر الجديد ونحن نتحسس خطواتنا وايدينا ".
ويستكمل حسام رسالته قائلاً: "بعد الفجر انقطعت المياه وفى الصباح استيقظنا على عساكرهم ومخبريهم يتوسطون غرفتنا يتسلحون بالخرطوش والغاز والبنادق والعصى نادوا على بعض من أسماء الزيارات وشطب البعض الآخر فقط ليسجل فى دفتر الزياره انهم لم يمنعوا الزياره، نفذت المياه المعدنية مع مغرب يوم الاربعاء واصبح سبيلنا الوحيد للمياه هى صنبور الحمام وهى مياه ملوثه غير صالحة للشرب ومازالوا يمنعون عنا المياه النظيفه الصالحه للشرب ".
ويستطرد : وفى صباح يوم الخميس استيقظنا على صوت تكسير وتقطيع وعلمنا انهم يفتشون احد الزنازين وأنهم اعتدوا على بعض المعتقلين بالضرب بالعصى واقتادوا آخرين للتأديب وحلقوا رؤس البعض "زيرو" لا نعلم ماذا يعدون فى الساعات القادمه فما زال عساكرهم يقفون فى ممر العنبر بالخرطوش والغاز ومازالنا محاصرين داخل الزنازين بلا كهرباء ولا ماء ولا تريض ولا جلسات نيابه او محاكمات، وللعلم كان فى واحد اسمه احمد عثمان كان مغمى عليه وعلقوا ليه محلول وحجزوه فى المستشفى لكنهم منعوا عنه الأكل 3 أيام حتى اصيب بهبوط شديد وكتب إقرار على نفسه وطلب يطلع ويجيلنا".