عقب توقف القتال بين ايران والكيان الصهيونى تشهد أسعار الذهب في الأسواق المحلية تراجعا ، رغم ارتفاع الأوقية في البورصات العالمية، مدفوعة بتراجع نسبي للدولار عالميًا، كانت أسعار الذهب بالأسواق المحلية قد تراجعت بقيمة 190 جنيهًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4800 جنيه، واختتم التعاملات عند مستوى 4610 جنيهات، في حين تراجعت الأوقية بقيمة 95 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 3369 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 3274 دولارًا.
أسواق الأسهم
حول خسائر الذهب قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية واصلت تراجعها مقارنة بختام تعاملات الأسبوع الماضي، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4590 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بقيمة 14 دولارًا، لتسجل نحو 3288 دولارًا. وأضاف إمبابي فى تصريحات صحفية : جرام الذهب عيار 24 سجل 5246 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3934 جنيهًا، في حين وصل عيار 14 إلى 3060 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب 36720 جنيهًا. وأشار إلى أن البورصات العالمية شهدت بداية أسبوع هادئة مع ارتفاع محدود للذهب، بدعم من تراجع الدولار، بعد أن لامس أدنى مستوياته في خمسة أسابيع مع بداية تعاملات الأسبوع الجارى، في وقت تتجه فيه شهية المستثمرين نحو أسواق الأسهم وتبتعد عن أدوات التحوط التقليدية. وأوضح امبابى أن نهاية الأسبوع الماضي كانت قد شهدت ضغوطًا هبوطية على الذهب، بفعل اتفاقات تجارية وجيوسياسية عززت التفاؤل الاقتصادي، أبرزها توقيع اتفاق رسمي بين الولاياتالمتحدةوالصين، مع وعود باتفاقيات إضافية مرتقبة قبل التاسع من يوليو الجارى . ولفت إلى أن الصين أظهرت نية لتسريع تصدير المعادن النادرة لواشنطن، فيما بدت طهران أكثر مرونة دبلوماسية تجاه الإدارة الأمريكية، وسط تقارير ترجّح قرب انتهاء الحرب بين الاحتلال الصهيونى وغزة، مما خفف من علاوة المخاطر الجيوسياسية. وشدد إمبابي على أن مشروع قانون الضرائب المقترح من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يشكل عاملًا داعمًا للذهب وضاغطًا على أسهم النمو، إذ يتضمن تخفيضات ضريبية واسعة مصحوبة بزيادة في الإنفاق، ما يُنذر باتساع العجز المالي الأمريكي إلى نحو 5 تريليونات دولار خلال عشر سنوات، وفق تقديرات الكونجرس. وأوضح أن هذا التوجه أدى بالفعل إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 30 عامًا إلى 5.1%، ما يفرض ضغوطًا على أسواق الدين، ويقلص قدرة الاحتياطي الفيدرالي على تنفيذ التخفيضات المقررة على أسعار الفائدة هذا العام.
تراجع ملحوظ
وقال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، إنّ أسعار المعدن الأصفر في السوق المصرية، أنهت تداولات الأسبوع الماضي على تراجع ملحوظ للأسبوع الثاني على التوالي، في ظل تراجع سعر أونصة الذهب عالميًا. وأضاف واصف فى تصريحات صحفية: التقرير الأسبوعي للشعبة كشف، أن سعر الذهب عيار 21، انخفض بنسبة 3.2% خلال الأسبوع، ليغلق عند مستوى 4620 جنيهًا للجرام، بعدما بدأ تداولاته عند 4780 جنيهًا، بتراجع 160 جنيهًا، مع انخفاض الأونصة دون 3300 دولار، لافتًا إلى أن السوق المحلية تتأثر بشكل مباشر باتجاهات السوق العالمية، ومع انخفاض سعر الذهب عالميًا نتيجة تراجع الطلب الاستثماري وعمليات جني الأرباح، تراجع السعر محليا. وأشار إلى أن تقلبات سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية، ساهمت بدورها في تهدئة أسعار الذهب، إذ سجل الدولار تراجعًا في ختام الأسبوع، بالتزامن مع تراجع الأونصة عالميًا، ما وفّر بيئة ضغط مزدوجة على حركة الأسعار المحلية. ولفت واصف إلى أن إعلان البنك المركزي المصري، ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج بنسبة 39% خلال أبريل الماضى على أساس سنوي لتصل إلى 3 مليارات دولار، مقارنة ب2.2 مليار دولار في أبريل من العام الماضي، يُعد مؤشرًا إيجابيًا لتحسن تدفقات النقد الأجنبي، كما أن تحويلات المصريين من الخارج خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام سجلت نموًا بنسبة 72.3% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، وهو ما يعزز من استقرار سعر الصرف ويؤثر بالتبعية على أسعار الذهب. وعلى الصعيد العالمي، أكد أن أسعار الذهب واصلت الهبوط للأسبوع الثاني على التوالي، في ظل تزايد عمليات البيع لجني الأرباح، وتراجع الاهتمام بالمعدن كملاذ آمن، خاصة بعد تطورات إيجابية في الملف التجاري بين الولاياتالمتحدةوالصين، واستمرار تراجع التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. وقال واصف : أسعار الذهب وسّعت من خسائرها لتكسر مستوى 3285 دولارًا للأونصة، وهو مستوى دعم رئيسي يمثل تقاطعًا مع خط اتجاه صاعد متوسط الأجل ومتوسط الحركة ل50 يومًا، ما يُنذر بمزيد من الضغط السلبي على المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة.
توقعات مستقبلية
وأضاف واصف أن السوق المصري تأثر بهذه الانخفاضات، لكن التراجع المحلي جاء أكبر نسبيًا نتيجة تحسن سعر صرف الجنيه أمام الدولار في نهاية تعاملات الأربعاء الماضى قبل عطلة رأس السنة الهجرية، مشيرًا إلى أن السعر الحالي لعيار 21 في السوق المحلي متوازن مع السعر العالمي إذا ما تم احتساب تأثير سعر الصرف. وفيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية لأسعار الذهب، أكد وجود تباين حاد بين التقارير الدولية؛ إذ أشارت مؤسسات مثل جولدمان ساكس إلى إمكانية ارتفاع الذهب لمستوى 3700 دولار للأوقية، بينما توقعت إتش إس بي سي وصوله إلى 4000 دولار قبل يونيو 2026. على الجانب الآخر، رجحت سيتي جروب هبوط الذهب لما دون 3000 دولار للأوقية. وعلق واصف قائلًا: أرى أن الاتجاه الأقرب للواقع هو الارتفاع، لأن التراجع الأخير جاء فقط نتيجة توقف الحرب بين إيران والكيان الصهيونى، ولم نشهد انخفاضًا عن المستويات السابقة للحرب، كما أن العوامل المحركة لسعر الذهب لا تزال قائمة . وشدد على أن الحديث عن انتهاء الحرب التجارية غير دقيق، مشيرًا إلى استمرار التوترات بين الولاياتالمتحدة وعدة أطراف، منها الصين وكندا ودول الاتحاد الأوروبي . وأضاف: أمريكا فرضت عقوبات على خدمات كندية، وهددّ ترامب بأنه سيتخذ إجراءات مضادة خلال سبعة أيام، وبالتالي، فإن الحرب التجارية لا تزال مفتوحة على عدة جبهات .