تشن قوات الاحتلال الصهيونى حربا شرسة على المستشفيات فى قطاع غزة من أجل توقفها عن العمل واخراجها من الخدمة بهدف حرمان الفلسطينيين خاصة المصابين فى حرب الإبادة وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال وكبار السن من الرعاية الصحية وهى بذلك تعمل على تهجير الفلسطنيين عن طريق الحصار ومنع الدواء والغذاء وبالتالى لا يكون أمام الفلسطينيين إلا الخروج من القطاع وتركه للصهاينة . ورغم الإدانات الدولية لا يتوقف الاحتلال عن مهاجمة المستشفيات بل لجأ إلى توظيف بعض الفلسطينيين الخونة فى الاعتداء على هذه المستشفيات وسرقة ما بها من أدوية ومستلزمات طبية والاعتداء على الأطباء والممرضين والعاملين بها ما يهدد بخروج القطاع الصحي عن الخدمة كلياً. فى هذا السياق شهد مجمع ناصر الطبي في خان يونس، جنوب قطاع غزة خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، موجة أحداث خطيرة من قبل عصابات مسلحة أطلقت النار من أسلحة رشاشة، قبل أن تقتحم أجزاء من المجمع، وتعتدي على الطواقم الطبية، وتقوم بتحطيم بعض المعدات الطبية وأجهزة الكمبيوتر للطواقم الإدارية وسرقة هواتف نقالة لبعض العاملين في المجمع.
مجمع ناصر الطبي
ويُعد مجمع ناصر الطبي المستشفى الوحيد في جنوب قطاع غزة الذي ما زال يستقبل ضحايا الحرب الصهيونية، وكذلك يعالج المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة بما في ذلك أمراض القلب والأورام، في حين يوجد في مناطق جنوب القطاع مستشفيات ميدانية تقدم بعض الخدمات الطبية السريعة. وقال مسئول طبي إن الهجوم، يوم الخميس، تسبب فى إحراق سطح غرفة رعاية الأطفال، وحرق مكيّفات تتبع للغرفة، وحرق جدران غرف طبية في قسم الولادة، إلى جانب تعطل المكيّف المركزي في قسم الحضانة وإحراقه، الأمر الذي لا تحتمله الحضانة التي بحاجة ماسة لتوافر التكييف المركزي بسبب العناية الطبية التي يحتاجها الأطفال المبتسرون .
الأجهزة الأمنية
وكشفت مصادر ميدانية أن أفراداً في عائلة كبيرة في خان يونس، هم من يقفون خلف الهجوم على مجمع ناصر الطبي، مشيرةً إلى أن بعض أفراد هذه العائلة كثيراً ما شكوا من مضايقات، مثل الاستدعاء والاعتقال وحتى التعذيب، على أيدي حركة «حماس» في بدايات حكمها للقطاع عام 2007 . وأكدت المصادر أن الكثير من أبناء هذه العائلة هم عناصر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة للسلطة الفلسطينية .
حرب الإبادة
يشار إلى أن القطاع الطبي في قطاع غزة هو الأكثر تحملاً لفاتورة العدوان الصهيونى على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 . وكشف تقرير نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن النظام الصحي منهار تماما في عموم القطاع جراء حرب الإبادة الصهيونية مشيرا إلى أن إعادة بنائه تتطلب نحو 12 عامًا وفق تأكيد خُبراء في المجال الطبي . وأشار التقرير إلى أن ذلك التأكيد جاء في فعالية تحت عنوان "الاحتجاج الكبير في الخيمة البيضاء" تم تنظيمها أمام مكتب الأممالمتحدة في مدينة جنيف السويسرية، لتسليط الضوء على الأحداث في غزة. فيمًا أكدت متحدثة الصليب الأحمر أن النظام الصحي في قطاع غزة دمر بشكل كامل والمستشفيات لم تعد قادرة على تقديم خدماتها.
خارج الخدمة
وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن 82% من مستشفيات قطاع غزة خرجت عن الخدمة بفعل الاستهدافات المباشرة والمتعمدة من قبل جيش الاحتلال الصهيوني. وأكد الشوا فى تصريحات صحفية، أن الاحتلال الصهيوني يضرب بعرض الحائط جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تنص على حماية المرافق الطبية. وكشف أن ما تبقى من المنظومة الصحية يعمل بشكل جزئي في ظل نقص حاد في الأدوية والمهمات الطبية حيث تجاوزت نسبة العجز فى هذه المواد ال 80%، مشيرا إلى أن هناك 14 ألف مريض وجريح بحاجة ماسة للإخلاء الطبي الفوري، إلا أن الاحتلال الصهيوني يحول دون ذلك بما يؤدي إلى وفاة الكثيرين منهم؛ بسبب عدم توفر العلاج أو القدرة على إجراء الجراحات اللازمة. وأوضح الشوا أن الطواقم الطبية وفرق الدفاع المدني باتت عاجزة عن أداء مهامها في ظل انعدام الإمكانيات والوقود، مؤكدا أن قطاع غزة فقد الكثيرين من طواقم الدفاع المدني بسبب الاستهداف المباشر، كما دُمرت معداتهم وآلياتهم مع عدم توفر قطع الغيار ونفاد الوقود، فضلا عن عدم توافر سيارات الإسعاف . وأكد أن الاحتلال الصهيوني لا يعبأ بالنداءات الدولية لحماية الطواقم الإنسانية والطبية، ويواصل الإمعان في ارتكاب المجازر وحرمان الجرحى والمرضى من أبسط حقوقهم في العلاج والنجاة.