حالة من الجنون تشهدها الدول الآوروبية والولايات المتحدة حول البرنامج النووى الايرانى وما اذا كانت الضربات الأمريكية قد دمرت المفاعلات الايرانية خاصة مفاعل فوردو أم لا ؟ هناك تشكيك كبير فى تدمير المفاعلات الايرانية فى الغرب بل ويتوقع البعض ان تستأنف ايران نشاطها النووى خلال 6 شهور على أقصى تقدير . هذه الانتقادات دفعت الرئيس الأمريكي الارهابى دونالد ترامب إلى وصف بعض الصحف والقنوات الاخبارية بأنها قذرة منتقدا التقارير التى تبثها وتقلل من تأثير الضربة الأمريكية وزعم ترامب أن الضربة نجحت فى دفع البرنامج النووى الايرانى الى التراجع لمدة عقود وليس شهورا يشار إلى أن إعلان إيران عن نقلها اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ إلى مناطق آمنة قبل الضربة الأمريكية على مفاعل فوردو أثار ردود فعل واسعة النطاق، خاصة وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية طالبت الجانب الإيراني بضرورة معرفة مكان اليورانيوم المخصب بعد نقله ، وهو ما أثار المخاوف حول استئناف إيران برنامجها النووي مرة أخرى حتى لو تم التوصل لاتفاق مع الجانب الأمريكي.
اليورانيوم المخصب
فى هذا السياق نقلت صحيفة ذا ناشيونال عن مختصين أن إيران لن تتمكن من صنع قنبلة نووية لسنوات، حتى لو نجحت في حماية اليورانيوم المخصب لديها من الضربات الجوية، بسبب الأضرار التي ألحقتها القاذفات الأمريكية بمنشأة فوردو، حيث يمكن لأجهزة الطرد المركزي تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء عالية بما يكفي لصنع قنبلة. وأضافت الصحيفة أن هناك تقارير تفيد بأن إيران تمكنت من إزالة 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ من فوردو، مؤكدة أن ذلك سيسمح لطهران بمواصلة برنامجها النووي.
تدمير المعرفة
التشكك الغربى كشف عنه ديفيد لامي وزير الخارجية البريطاني الذى قال ان الضربات لا يمكن أن تدمر المعرفة التي اكتسبتها إيران على مدى عقود، ولا أي طموح للنظام لاستخدام تلك المعرفة لبناء سلاح نووي. وأضاف لامي فى تصريخات أمام البرلمان البريطانى أنه بمجرد أن تتمكن من تخصيب اليورانيوم إلى 60٪ فإن هذه المعرفة لن تضيع، بل ستكون خطوة نحو الحصول على سلاح متطور . ودعا طهران إلى تهدئة هذا الأمر والتفاوض لأن البديل سيكون صراعًا أكثر تدميرًا وبعيد المدى، والذي يمكن أن تكون له عواقب لا يمكن التنبؤ بها .
أجهزة طرد مركزي
فى المقابل قلل هاميش دي بريتون جوردون، خبير الأسلحة النووية. من احتمالية حصول إيران على السلاح النووي خاصة بعدما أصبحت خطوات تحويل اليورانيوم إلى سلاح نووي أكثر صعوبة على إيران مؤكدا أنه بدون تخصيب اليورانيوم إلى 95٪، يستحيل إحداث تفاعل متسلسل وانفجار نووي. وأضاف جوردون فى تصريحات صحفية أن تحويل هذا اليورانيوم المخصب إلى يورانيوم عسكري بنسبة 95٪ يتطلب منشأة بها أجهزة طرد مركزي وكل المعدات الأخرى . واعتبر أن هذه معدات معقدة للغاية، وتحتاج إلى المعرفة اللازمة لتشغيلها، ولا تمتلك إيران القدرة على صنع سلاح نووي، ومن غير المرجح أن تتمكن من ذلك لفترة طويلة، ربما لسنوات.
خلاف داخلي
من جانبه قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، إن وسائل الإعلام الأمريكية، خلال ال48 ساعة الماضية، لم يكن لديها قضية أهم من التساؤل حول ما إذا كانت الضربات الأمريكية قد دمرت بالفعل المفاعلات النووية الإيرانية أم لا. وأضاف رشوان فى تصريحات صحفية أن تقارير استخباراتية نشرتها كل من نيويورك تايمز وسي إن إن تشير إلى أن الضربة أخّرت برنامج إيران النووي لعدة أشهر فقط، وتحديدًا لنحو 6 أشهر، بينما يصرّ البيت الأبيض وحكومة الاحتلال الصهيونى على أن الضربة تسببت في تأخير المشروع لسنوات. وأوضح أن أجهزة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، إلى جانب عدد من الوكالات الاستخباراتية الأخرى، تميل إلى الرواية القائلة بأن التأثير محدود، وهو ما يُظهر وجود خلاف داخلي واضح بين البيت الأبيض وبعض المؤسسات الاستخباراتية، وكذلك بين تلك المؤسسات نفسها. وتابع رشوان: لو كانت الضربة حاسمة فعلًا، كما أُعلن، وتم تنفيذها بإلقاء 12 قنبلة من قاذفات B-57، لما شهدنا هذا الجدل الكبير داخل المؤسسات الأمريكية مؤكدًا أن هذا الانقسام يعكس غياب رواية موحدة حول نتائج العملية، ويثير تساؤلات عن مدى فعالية الضربة وجدواها الاستراتيجية على المدى البعيد.
الاحتمال الأقرب
وقال الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية السابق، إنه من السهل نقل كمية اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60% في 20 وعاء آمن ككمية اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لدى إيران، معتبرًا أن هذا هو الاحتمال الأقرب لما حدث في إيران. وتوقع الوكيل فى تصريحات صحفية أن يكون قد تم نقل كمية اليورانيوم من مفاعل "فوردو" لمكان آخر أكثر امانا من هذا الموقع ويحميه من الضربات الأمريكية والصهيونية، حيث إن هذه الضربات كانت تستهدف البرنامج النووي الإيراني لتعطيله أو تدميره. وأكد أن محطات المفاعلات النووية هي الأكثر خطورة إذا ما تعرضت لأي تدمير، مرجحًا في الوقت نفسه أن يكون قد تم نقل اليورانيوم عالي التخصيب من المفاعلات النووية في إيران عبر سيارات مدنية أو أنفاق. وأشار الوكيل إلى أنه من الوارد أن يكون قد تم دفن اليورانيوم المخصب في إيران في عمق 80 مترا تحت الأرض وفي ظروف خاصة، موضحًا أن هناك أقمار صناعية تراقب المنشآت النووية في طهران.