لكم استقبلت هذه الصفحات من موقع "الحرية والعدالة" كلمات الشيخ المهندس نائل بن غازي صاحب الدكتوراة في الفقه الإسلامي والمحاضر بالجامعة الإسلامية في غزة، كأحد علماء الثغور في غزة، باعتباره يسري عليه ما يسري على أهل غزة إلا ان الثبات عن منطق الإيمان كان يزين صفحته فقبل استشهاده في 28 مايو الماضي في قصف خيمة في بلدة القرارة شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. ودعا مراقبون إلى تجميع كا نشره عبر حسابه د. نائل بن غازي مصران @dr_naelgazy ضمن كتاب او كتب بحسب التصنيفات إلا ان التصنيف الواضح هو ثبات أهل الثغور. وكان مما كتبه قبل استشهده: ".. المعارك الحاسمة في التاريخ؛ لم تصل درجة الحسم الفاصل؛ إلا بعد بلوغها "الحدَّ الصفري" الذي لا يُبقي للمجاهد إلا خيار قرع أبواب الجنة برؤوس الكفرة المعتدين، دون التفاتة لدنيا العبيد.". وأضاف، "سيبلغ الظلم مداه وقد بلغ، وسيتألب العالَم الظالم وقد تألّب، وسيظهر للنفاق قرنُ إرجاف وقد ظهر، وستبلغ الزلزلة مبلغ مزاحمة القلوب للحناجر، وقد بلغت، ولكنّ نصر الله لاوليائه في المعركة لن يخطيءَ فسطاطهم يقيناً، ذلك أنَّ من أبرز دلالة الإيمان وقتها، ألا يزاحمه ارتباط بمقاليد الأرض وحساباتها ولوقيد أنملة، ﴿وَلَمّا رَأَى المُؤمِنونَ الأَحزابَ قالوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَما زادَهُم إِلّا إيمانًا وَتَسليمًا﴾ [الأحزاب: 22]". تابع" يساق المؤمن لقدره المكتوب، ووظيفته المجتباة، ويُدفع العدوالكفور قدراً مقدوراً لحتفه دفعَ المهزوم المغرور ﴿وَلَوشاءَ رَبُّكَ ما فَعَلوهُ فَذَرهُم وَما يَفتَرونَ﴾ [الأنعام: 112].. مَنْ ظنَّ أنَّ دولة الباطل يمكن أن تعلو طليعة الطائفة المنصورة المجتباة، فقد أساء الظنّ بربّه". وواصل، "هي فتنة التمحيص التي اعترت كل عامل لدين الله تعالى، ولازالت في اولياء الله سنةً باقية ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَمحَقَ الكافِرينَ﴾ [آل عمران: 141]، وبها يعلوالحق علوالقاهر الظاهر على كل دينٍ غير الإسلام، بعد أن يتساقط من غربال محنتها كل خوار ضعيف مرتاب، ومرجف منافق كذاب !!.. ستُقطع حبائل حياة الغزاة عمّا قريب، ذاك وعدٌ غير مكذوب؛ ولكنّ دعاة الإرجاف لا يعقلون." وعنه استشهاده كتبت نسيبة عمر Nusseibeh Omar ، أن (أبو محمود) كما كان يكني في الدنيا، استشهد برفقة أبنائه وأسرته بالكامل باستهداف لخيمته في مواصي خانيونس "اللهم تقبلهم في جنان الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ". وتابعت : "تقدم يوم أن تراجع الناس.. تحدث يوم أن صمت العلماء "ففي ميدان الثبات.. لا مجال لأنصاف الرجال المترددين.. وفي معركة المصير.. لا مجالَ للرماديين القلقين.. هي معركةٌ سنكونُ فيها سادةً أعزاء، أو مُحرِّضينَ بحدِّ الدم شهداء.. ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" وهي من كلمات الشيخ المجاهد نائل بن غازي https://www.facebook.com/nusseibeh.omar.2025/videos/772904928592555/ وكتب أحمد سيف Ahmad Seif ، "قرأت اليوم خبر ارتقاء الشيخ نائل تقبله الله، ولم أكن أعرف الشيخ من قبل، ثم شاهدت مقطعين للشيخ هذا المساء فبدا لي إن شاء الله صدقًا ومتانة في الديانة؛ فيزول عني التساؤل المعتاد: ماذا عند الرجل ليصطفيه الله في الشهداء؟ .. وأنا لا أخفيكم كلما وجدت رجلًا على هذا الفضاء تبدو عليه علامات الصدق والديانة؛ أستصغر نفسي وأجله، فكيف إذا كان رجلًا من أهل الرباط الذي جمع علمًا وجهادًا ولا أقول كلامًا على سبيل التصنع أو المبالغة؛ بل أكره أن أكذب أو أدعي ورعًا مصطنعًا في هذه العشر ." وأضاف "كنت أواسي نفسي دومًا بكلمات يذكرها فقهاء المذهب في أن العلم أفضل النوافل عند إمامنا بعد الجHاد، فأواسي نفسي وربما أخدعها بأن لا بأس، لعل المرء بالعلم يداني القوم ويتمسح بهم، فإذا ما ارتقى رجل يجمع بينهما يعلم أحدنا أين هو من هؤلاء. وأضاف، "دخلت صفحة الشيخ الشهيد إن شاء الله، فوجدت آخر ما كتب رثاء الشيخ أبي إسحاق رحمه الله.. لربما لم يخطر ببال الشيخ نائل تلك الساعة أنه سيلحق بالشيخ بعد أيام قليلة، وكأن هذه الحرب تأبى أن تضع أوزارها إلا بعد ذهاب خيرة الخلق فيبقى أمثالنا يكابدون هذه الدنيا التعيسة بمشاعر العجز والهوان والإخفاق المتتابع.. لا أعلم إذا ما ارتقى رجل من أهل العلم والجهاد إلى من يتحيز يوم القيامة؛ للعلماء أم الشهداء ولعلها ثمة منزلة تجمعهما لا يعيها قلبي اليوم ولم أقرأها في الكتب لجهل أو ذهول!.. تقبلك الله يا شيخ نائل ولعلك قد استرحت الآن من روع الطائرات ومشاعر الخذلان، والله مولاكم ولا مولى لهم.". https://www.facebook.com/ahmad.seif.631691/posts/pfbid02CEgd9xr2uEasB9L4Hh5SS5pHfaCpNVGD3YqupJD1m7kw7vjDSGzxyqPiFyqmVNXQl صبّاب العسل! وعنه كتب الأكاديمي الغزاوي د.أسامة الأشقر Osama Al-Ashqar، بعنوان (نائل… صبّاب العسل!) 1. بزغ هذا الوليّ الصالحُ من عائلة مهاجرة تنتمي إلى قرية "يِبنا" أو "أُبْنى" كما في حديث أسامة بن زيد في بَعْثه الشهير، وهي قرية كبيرة تتبع لقضاء الرملة إلى الجنوب الغربي منها، وهذه القرية كان يقال فيها إنه بلد الغريب حيث يشعر الغريب فيها بأنسٍ وكأنّه من أهله يساعدونه في إيجاد محلّ ليبيع محصوله من الزيت والزيتون والزعتر والميرمية… ويساعدونه في بناء بيته إن أراد المقام فيهم، ومن أمثالهم القديمة: صبّاب العسل يبناويّ؛ ويقال إن عائلة مصران يعود أصلها قبل "يبنا" إلى بلدة حلحول في الخليل. 2. نشأ الشيخ نائل غازي عبد الغني مصران متديّناً في بيئة محافظة في مخيم "يبنا" في رفح حيث نزح جدّه وأبوه، وكان في بداياته ينتمي إلى فكر سلفيّ طامحٍ، وكان يحسب أنّه يسير به إلى تحكيم شرع الله وتنزيل أحكامه، ولأنّه كان منصفاً وقّافاً على الحقّ فإنه كان يراجع ما كان عليه، ولا يبالي أن يغيّر ما يترجّح لديه أنّه خطأ أو ميل، وأن يقرّ بالحقّ الذي قنع به على الوجه الشرعيّ الذي تراءى له. 3. ومن المزيج الغريب الملفت في شخصيته أنّه كان متصالحاً مع التيارات الفكرية في حركة الإسلام قادراً على تحرير التقاطعات فيها، ولم يكن يتعّصب لها، فقد استقرّ له أن يكون في الفقه مقلّداً على مذهب السادة الشافعيّة مدرّساً ومعلّماً لمتونهم، وتراه في الوقت ذاته يستحضر كلام المدرسة السلفية بأناقة، وكان يستدعي كلام ابن تيمية رحمه الله ولاسيما في فقه الثغور استدعاءً مبهراً يَعجَب له المتلقّون عنه. 4. وكان إلى جانب شخصيته الشرعية يجمع العلوم التطبيقية مع العلوم الشرعية، فهو قد تخرج في تخصص الهندسة المدنيّة أوّلاً، ثمّ تخرج في كلية الشريعة والقانون عام 2010 وكان من الأوائل المبرّزين فيها، ونال الماجستير في الفقه عام 2012 من الجامعة الإسلامية في غ.زة، وكان عنوان رسالته "مبدأ التمييز والضرورة الحربية في الشريعة الإسلامية"، ثم نال الدكتوراه بعد نحو عشر سنوات عام 2022 من جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم في السودان، وكانت رسالته بعنوان "تقريرات ابن تيمية في كتاب السياسة الشرعية تخريجاً على قواعده الأصولية". 5. ارتقى الدكتور نائل إلى ربّه بقصف أعمى مجنونٍ جبانٍ استهدف خيام النازحين في بلدة القرارة شمال خان يونس في 30 مايو 2025، وارتقت معه كل عائلته: زوجته داليا زكي أم محمود، وابنه محمود، وبناته الأربعة: شيماء وسهام وسميّة وريم، وارتقى معهم جيرانهم في الخيمة ستة من عائلة الأسطل بينهم أربعة أطفال. 6. ارتحل الشيخ جائعاً هو وأسرته، وقد حدثني أحد أصدقائه أنّه كتب قبل ارتقائه في مجموعة واتساب يشارك فيها أنه سيبيت ليلته حزيناً لأنه لم يجد ما يطعم أولاده الذين يفتك بهم الجوع؛ فقد كان الشيخ عزيز النفس جدّاً فوق أنّه سخيّ جوَاد، وكان إذا خصّه أحد أحبابه بطعام أو مال في المسغبة الشديدة يدعو له دعاءً عريضاً لأنه كان سبباً في عدم إراقة ماء وجهه في الطوابير أو سؤال الناس. 7. إذا جالستَ الشيخ أبا محمود فستراه مرآة صافية ذا فطرة نقيّة، وأدب جمّ، وحياء شديد، وإذا سمعتَه فستسمع في صوته أنيناً وحنيناً يشدّك إليه، ويدفعك لإكمال الاستماع إليه، فقد كان فصيحاً بليغاً، وكان خطيباً مفوّهاً تتداعى المعاني إلى لسانه، وكان يكره أن يوصف بالعالِم، ولا يرى نفسه إلا طالب علمٍ، وأنا عندما أعدتُ قراءة ما كتبه في منصاته أجده يغرف من علم متمكّن، ونظر أصيلٍ، وبيان رائقٍ، وتصوّف جميل، ولو امتدّ به العمر وفسَح الله له في الأجل فسيكون آية مشهودة مؤثرة في الناس، ولكن الله أعلم بأقداره وتدابيره. 8. لم يكتم الشيخ نائل علمه، وأبَى أن يخفي نفسه، ولم يناوِر، ولم يقبع في خيمة معزولة أو ركن بعيد كما فعل كثيرون ممن يجب عليهم البلاغ، بل قرّر أن يكون جبهةً في الدفاع عن أهل الثغر، والذبّ عنهم بكل قوّة، وسخّر لسانه وقلمه لأجلهم، وكان ذا حجّة متينة، ولسان صارم لا عيب فيه، وإيمان راسخ لا يعتزّ. 9. وكان يحب استذكار ذكرى المقاتلين الذين راتقوا في ساح المعارك، ويحفظ أسماءهم، ويوثّق كفاحهم، ويستدعي علامات الصلاح التي بدَت فيهم، ويستحقر نفسه أمامهم، وكثيراً ما كان يتحسّر على ما فاته من إدراك النعيم الذي حلّوا فيه. 10. هذا الرجل من الأولياء النجباء الذين اصطفاهم الله إليه فيما نحسب، وحقّ على الناس أن يجمعوا تراثه المكتوب في منصاته، وخطبه ومحاضراته وكتبه، وأن يوثقوها، وأن ينشروها بين الناس ليتعلّموا منها الثبات، ومعاني الإيمان النقيّ، وآيات التدبّر الشاهدة، وأحسب أن الله سيجعل في ذلك ذكرى وبركة للمؤمنين، وتجربة هادية للمسترشِدين، وحجّة على القاعدين من المدّعين والمتعالِمين. https://www.facebook.com/dr.osamaalashqar/videos/1053917792818041 وحساب الشيخ رحمه الله https://t.me/dr_naelgazy وفيه مواد تخلد كلام الشهيد بإذن ربه، حيث الثبات حتى الممات . وكان مما نقلته قناة دعوة الفضائية (تبث اليوم رقميا فقط لتعثر مالي من البث التلفزيوني)، "وصية الشيخ الدكتور الفقيه نائل بن غازي قبل استشهاده ربح البيع يا شيخنا رحمة الله عليك….". https://www.facebook.com/daawahtv/videos/612001071184170