فيما تواصل حركة المقاومة الإسلامية حماس التفاوض من أجل وقف حرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزة، بشروط تحقق مطالب الشعب الفلسطيني، وتضمن له إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس انتقادًا لاذعاً إلى حركة حماس، مطالباً بإنهاء سيطرتها على قطاع غزة، وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية، وزعم عباس أن تحول حماس إلى حزب سياسي، خطوة ضرورية لاستعادة الوحدة الفلسطينية. ودعا الحركة إلى تسليم الرهائن الصهاينة، بهدف سد الذرائع التي تستخدمها دولة الاحتلال لمواصلة عملياتها العسكرية في غزة، على حد تعبيره. واتهم عباس حماس بأنها وفّرت ذرائع للاحتلال الصهيوني لارتكاب الجرائم في قطاع غزة، قائلا : "أنا الذي أدفع الثمن وشعبي، وليس دولة الاحتلال، في إشارة إلى التداعيات الإنسانية والسياسية المستمرة للحرب في القطاع". في سياق متصل قال الرئيس الأمريكي الإرهابي دونالد ترامب: "إننا لن نسمح لحركة حماس بحكم غزة بعد وقف الحرب، زاعما أن هناك بعض التقدم بشأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط".
مغتصب للشرعية
في المقابل أعربت حركة "حماس" وقوى تحالف المقاومة الفلسطينية، عن رفضها لتصريح الرئيس محمود عباس الذي وصف فيه الحركة بعبارات نابية. وقال باسم نعيم القيادي في حركة حماس: "إن عباس مغتصب لشرعية قيادة الشعب الفلسطيني، يصف جزءا كبيرا وأصيلا من شعبه بألفاظ نابية". وأكد نعيم في تصريحات صحفية أن عباس يصر بشكل متكرر ومشبوه على تحميل شعبنا مسؤولية جرائم الاحتلال وعدوانه المستمر .
صفقة شاملة
وكشف مصدر مطلع في حركة «حماس»، أن الحركة ستقدم في اجتماع مرتقب بالقاهرة، مقترحا يتضمن 5 بنود، من ضمنها صفقة شاملة وإتمام هدنة طويلة تصل إلى خمس سنوات مع اشتراط ضمانات إقليمية ودولية . وقال المصدر إن الإطار الذي ستعرضه الحركة يتضمن : أولًا : الاتفاق على صفقة تبادل شاملة للأسرى بين الطرفين، رزمة واحدة وفق آليات وتوقيتات يتفق عليها (جميع أسرى الاحتلال ، مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، ووقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار. ثانيًا: استعداد «حماس» لوقف إطلاق نار طويل لمدة خمس سنوات بضمانات إقليمية ودولية . ثالثا : التأكيد على أنه فور الاتفاق على هذا الإطار تتم عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 2 مارس 2025، بما في ذلك وقف العمليات العسكرية، وانسحاب قوات الاحتلال إلى ما كانت عليه وفق اتفاق 17/1/2025، ودخول المساعدات الإغاثية، وفق البروتوكول الإنساني . رابعًا: تشكيل لجنة محلية من مستقلين تكنوقراط لإدارة غزة بكامل الصلاحيات والمهام، وفق المقترح المصري للجنة الإسناد المجتمعي . خامسا : لاستعداد للتوافق الوطني الفلسطيني في إطار الاتفاقيات التي جرت بين الفصائل الفلسطينية، وآخرها اتفاق بكين 2024 .
أفكار جديدة
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بين «حماس» والاحتلال: "إن وسطاء قطريين ومصريين اقترحوا صيغة جديدة لإنهاء الحرب في غزة، في حين أكد قيادي في حركة «حماس» أن وفدًا من الحركة غادر الدوحة متوجهًا إلى القاهرة لبحث «أفكار جديدة» للتهدئة". ووفقًا للمسؤول، تتضمن الخطة هدنة تستمر ما بين خمس وسبع سنوات، وإطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من سجون الاحتلال، مع إنهاء رسمي للحرب، وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل من غزة. وأشار إلى أن «حماس» أبدت استعدادها لتسليم إدارة غزة لأي كيان فلسطيني يُتفق عليه على المستويين الوطني والإقليمي، موضحا أن هذا الكيان قد يكون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أو هيئة إدارية جديدة.