تواصل إسرائيل عدوانها المكثف على مدن ومخيمات الضفة الغربية، لليوم ال 51 مع تصعيد في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس وعمليات اقتحام واعتقالات في مناطق عدة، وسط تدمير واسع وحصار خانق وتشريد عشرات الآلاف من الأسر، وإجراءات عسكرية مشددة، بالتزامن مع تحرك استيطاني جديد لبناء 11 ألف وحدة استيطانية قرب سلفيت شمالي الضفة، في حين اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى، بينما فرضت السلطات الإسرائيلية مزيداً من القيود على وصول الفلسطينيين إليه. وواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه في الضفة الغربية، أمس الأحد، حيث استمرت عمليات الاقتحام والمداهمات العسكرية لعدة مدن ومخيمات، وسط اشتداد الحصار وتصاعد الانتهاكات بحق الفلسطينيين. وشنت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات واسعة في مناطق مختلفة، حيث تم اعتقال ستة فلسطينيين من سلواد ودير قديس في رام الله بعد مداهمات لمنازلهم وتخريب ممتلكاتهم كما اعتقل سبعة آخرون من محافظة الخليل، فيما اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى الأهلي في المدينة واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة في تصعيد يستهدف المرافق الطبية ومؤسسات المجتمع المدني. وقالت مصادر محلية: إن القوات الإسرائيلية اعتقلت الأسيرين المحررين هاشم أبوتركي وأديب القواسمي خلال اقتحامها المدينة. وقالت مصادر محلية: إن القوات الإسرائيلية أغلقت عدداً من الحواجز العسكرية جنوبي الضفة، ومنعت آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى منازلهم وفي مدينة نابلس، أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص الحي وقنابل الصوت خلال اقتحامها قرية برقا. في غضون ذلك، ذكرت مصادر فلسطينية أن مستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى، بينما عطلت القوات الإسرائيلية مكبرات الصوت في المصلى المرواني وأشاد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، من جهته، بتوافد المصلين إلى المسجد الأقصى وقال: إن مشاهد الزحف المستمر إليه وإعماره رغم كل العقبات والحواجز والعدوان، تؤكد صدق أهل فلسطين في دفاعهم عن الأقصى وحرصهم على أداء الصلاة فيه وأضاف في بيان: إن هذه المشاهد تثبت أن المسجد الأقصى عصي على كل المؤامرات وأن الشعب الفلسطيني ماض في حمل أمانة الدفاع عنه. تشريد عشرات الآلاف تشهد الضفة الغربيةالمحتلة تصعيدًا متسارعًا، في ظل العمليات العسكرية المكثفة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، حيث يُحاصر سكانها لإجبارهم على النزوح. ويشير هذا التصعيد إلى تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي خطته القديمة المتجددة، التي تقوم على ضم أراضي الضفة الغربية من خلال توسعة المستوطنات من جهة، وتهجير الفلسطينيين عبر تدمير منازلهم من جهة أخرى. وقد أسفرت هذه السياسة حتى الآن عن نزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني من بيوتهم داخل الضفة الغربية، مع تدمير كامل للبنية التحتية، بهدف جعل الحياة في تلك المناطق غير ممكنة. وإلى جانب ذلك، تشنّ السلطة الفلسطينية حملة أمنية على نشطاء المقاومة داخل المخيمات، ما يزيد تعقيد المشهد. مقتل العشرات وأفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية بأن العمليات المستمرة التي تنفذها القوات الإسرائيلية في جنين وطولكرم وطوباس تواصل التسبب في وقوع إصابات بين المدنيين، حيث قُتل ما لا يقل عن 40 شخصا منذ بدء العمليات في 21 يناير. ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدسالشرقية، ما أدى إلى استشهاد نحو 930 فلسطينياً، وإصابة قرابة سبعة آلاف شخص، واعتقال 14 ألفاً و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.