واصلت أسعار الدواجن ارتفاعها في الأسواق المصرية، رغم تعهد حكومة الانقلاب بخفض الأسعار، وزعمها أنها تعمل ليل نهار من أجل تحقيق هذا الهدف . ويواجه قطاع الدواجن في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي تحديات متزايدة، مثل ارتفاع أسعار الدواجن رغم انخفاض أسعار الأعلاف، مما يثير تساؤلات حول الأسباب والعوامل التي تقف وراء هذا الارتفاع الملحوظ، بالإضافة إلى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن وتراجع قدرة القطاع على تلبية احتياجات السوق المحلية من اللحوم والبيض، بسبب تراجع الإنتاج . بورصة الدواجن من جانبه كشف عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، أن متوسط سعر الكيلو من الدواجن في المزرعة يتراوح ما بين 80 و82 جنيها، مقارنة بمتوسط الأسعار السابق الذي كان يتراوح بين 73 و74 جنيها، مشيرا إلى أنه يتم بيع الدواجن في الأسواق بحوالي 90 جنيها للكيلو، وهذا الارتفاع جاء رغم تراجع سعر طن العلف مؤخرا بنحو 500 جنيه. وقال السيد في تصريحات صحفية: ، إن "هذا الارتفاع في الأسعار حدث رغم قيام جهاز حماية المنافسة بتقديم دعوى قضائية ضد 7 سماسرة بتهمة التحكم في الأسعار". ولمواجهة ارتفاع الأسعار، دعا إلى إعادة تفعيل دور بورصة الدواجن، التي توقفت عن العمل منذ عام 2020، بهدف إلغاء دور الوسطاء المتحكمين في أسعار الدواجن في الأسواق. وأكد السيد أن قطاع تربية الدواجن يواجه تحديات متعددة تؤثر على تكلفة إنتاج الدواجن وأسعارها، لذلك يجب على الشركات المنتجة والمستهلكين على حد سواء فهم هذه العوامل والبحث عن حلول للتعامل معها بشكل فعال، من أجل الحفاظ على استدامة هذا القطاع المهم في صناعة الغذاء . تكاليف العمالة وأوضح أن هناك عوامل أخرى بخلاف أسعار الأعلاف قد تتسبب في ارتفاع أسعار الثروة الداجنة بشكل عام مثل تكاليف العمالة والطاقة، مما يؤدي إلى زيادة تكلفة إنتاج الدواجن، وبالتالي زيادة أسعارها، بالإضافة إلى تكاليف النقل والتوزيع، وبالتالي يكون هناك أعباء إضافية على المنتج والمستهلك خاصة في ظل ارتفاع أسعار السولار ، إلى جانب التغير في الطلب على الدواجن لأن تغيير العرض والطلب يؤدي إلى زيادة الأسعار، خاصة إذا كان الطلب يزيد بشكل ملحوظ عن العرض المتاح. وأشار السيد، إلى أن ارتفاع أسعار الدواجن رغم انخفاض أسعار الأعلاف يمثل تحديا يتطلب تعاونا بين مختلف الجهات الفاعلة في القطاع الزراعي والتجاري والحكومي لضمان استقرار الأسواق وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، مؤكدا ظهور أمراض جديدة على الدواجن، مما أدى إلى زيادة معدل النفوق، وهو ما يضع عبئا إضافيا على المربي . وطالب حكومة الانقلاب ببذل جهود مضاعفة لمكافحة الأوبئة وإنتاج لقاحات ضد الفيروسات الجديدة، بجانب توفير الدولار من البنوك لتأمين مستلزمات الإنتاج. الأعلاف وقال محمود السيد أحد منتجي الدواجن: إن "ارتفاع أسعار الدواجن في السوق المصرية له أسباب عديدة، وليس بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف فقط، مؤكدا أن هناك عدة عوامل تلعب دورا في هذا الاتجاه أحد هذه العوامل هو العشوائية في صناعة الدواجن ، حيث يعتمد الكثير من المربين على أساليب غير منظمة في الإنتاج والتوزيع. وأكد السيد في تصريحات صحفية أن هذا التشتت وعدم التنظيم يفتح الباب أمام التدخلات الخارجية، مثل سماسرة لحوم الدواجن الذين يسيطرون على أسعارها داخل الأسواق، مشيرا إلى أن احتكار السماسرة للسوق وإبعاد المربين الصغار عن تربية الدواجن بفعل فاعل يؤدي إلى نقص العرض وارتفاع الأسعار وتزيد الأمور تعقيدا، حيث يتم إعدام أعداد كبيرة من الكتاكيت بشكل متكرر لأسباب عديدة، مما يقلل من العرض المتاح في السوق ويؤدي إلى مزيد من ارتفاع الأسعار. وأشار إلى أن إنتاج الكتاكيت في مصر حاليا يبلغ مليون كتكوت فقط، مما ينذر بمزيد من الارتفاع في أسعار الدواجن في المستقبل القريب، موضحا أن هذا النقص في الإمدادات يخلق مشكلة توازن بين العرض والطلب، مما يجعل الأسعار ترتفع بشكل متواصل. وشدد السيد على أن هناك حاجة ماسة إلى تنظيم صناعة الدواجن في مصر وتطبيق إجراءات للحد من التدخلات الخارجية وتحقيق الشفافية في عمليات الإنتاج والتوزيع، محذرا من أنه إذا لم يتم التصدي لهذه المشكلات، فستظل أسعار الدواجن مرتفعة وتؤثر سلبا على الاقتصاد المحلي ومستوى المعيشة للمواطنين. موجة الحر وقال أشرف عبد الستار تاجر دواجن: إن "أسعار الدواجن شهدت ارتفاعا في الأسواق خلال الأيام القليلة الماضية، موضحا أن سبب الارتفاع يرجع إلى موجة الحر الشديدة التي ضربت البلاد مؤخرا، لأن درجات الحرارة المرتفعة أثرت بشكل كبير على مزارع الدواجن، مما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الطيور. وأضاف عبد الستار في تصريحات صحفية ، أن درجات الحرارة المرتفعة لم تكن متوقعة، ولم نتمكن من توفير الظروف المثلى للحفاظ على الدواجن، مما أدى إلى خسائر كبيرة، وبالتالي نقص المعروض نتيجة لموجة الحر ونفوق أعداد كبيرة من الدواجن، وحدث نقص في المعروض من الدواجن في الأسواق، وهذا النقص أدى إلى زيادة الأسعار بشكل ملحوظ لتلبية الطلب المرتفع على الدواجن. وأكد أن ارتفاع الأسعار تسبب في زيادة الأعباء على المستهلكين، حيث أصبح شراء الدواجن مكلفا بالنسبة للعديد من الأسر، لأن هناك أسرا تعتمد بشكل كبير على الدواجن كمصدر رئيسي للبروتين، ولكن مع هذه الأسعار المرتفعة أصبح من الصعب تحمل تكاليفها. وتوقع عبدالستار، أن تستقر الأسعار مع تحسن الأحوال الجوية وعودة الطقس إلى طبيعته، والتي ستسمح للمزارع بالعودة إلى العمل بكامل طاقتها، مما يزيد المعروض ويخفض الأسعار، وهذا يساعد على تلبية احتياجات السوق، وبالتالي عودة الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية.