أكد المؤرخ الفني محمد شوقي أن الفنانة الكبيرة الراحلة شادية لا تزال حاضرة بقوة في الوجدان العربي والمصري رغم رحيلها، واصفاً إياها بأنها "الأيقونة السينمائية الأجمل والألطف والأبقى" التي ظهرت على الشاشة العربية على الإطلاق. وتحدث "شوقي"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "هذا الصباح"، المذاع على قناة اكسترا نيوز، عن القيمة الفنية الاستثنائية ل "معبودة الجماهير" في ذكرى رحيلها، مستعرضاً محطات رحلتها منذ ظهورها الأول عام 1947 بفيلم "العقل في إجازة" وحتى يومنا هذا.
ابنة كل بيت مصري وأوضح "شوقي" أن السر الحقيقي وراء خلود اسم شادية يكمن في قدرتها الفريدة على التغلغل داخل قلوب الناس، حيث نجحت في تكوين شخصية فنية جعلت الجمهور يشعر وكأنها فرد من أفراد كل أسرة في مصر والوطن العربي. وأشار إلى أن هذه الحالة الخاصة من "الكيمياء" والحب المتبادل هي ما ميز شادية عن سائر نجمات الشاشة العربية.
صناعة الاختلاف والذكاء الاجتماعي وعن بداياتها، لفت المؤرخ الفني إلى أن شادية ملأت فراغاً فنياً بظهورها كفتاة خفيفة الظل ومرحة، وهو نمط لم يكن موجوداً قبلها وسط نجمات ذلك العصر مثل ليلى مراد وراقية إبراهيم. وأضاف أن ذكاء شادية الفني والاجتماعي مكنها من صناعة "حالة من البهجة" مختلفة، متطورة من أدوار "الدلوعة" إلى أدوار أكثر عمقاً.
التمرد الفني وإثبات الموهبة واستعرض "شوقي" مرحلة النضج الفني لدى شادية، مؤكداً أنها تمردت على القوالب الجاهزة وأنتجت لنفسها أفلاماً مثل "ليلة من عمري" (1954) و"شاطئ الذكريات" لتثبت للجميع أنها "تمثل ببراعة توازي براعتها في الغناء". واختتم حديثه بالإشارة إلى عبقرية أدوارها في روائع السينما مثل "شيء من الخوف"، "ميرامار"، "اللص والكلاب"، و"زقاق المدق"، مشدداً على أن شادية استطاعت بذكاء نادر أن تصنع اختلافاً نوعياً وتنقلات فنية جعلت منها حالة لا تتكرر في تاريخ الفن.